الفوائد حفظ
في هذه الآية فوائد منها التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة وجه ذلك بأنه وصف الدنيا بما سمعتم ووصف الآخرة بما سمعتم
ومنها أن الدنيا كلها لعب ولهو لعب بالجوارح ولهو بالقلوب
ومنها أنه لا حال للدنيا سوى ذلك وجه الدلالة الحصر (( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ))
ومنها أن الدار الآخرة خير للمتقين للذين يتقون خير من ايش ؟ خير من الدنيا وعلى هذا فما يصيبكم في الدنيا من الأذى في الله عز وجل أو في أمراض تصيبك أو في فقد حبيب أو ما أشبه ذلك فإنه في الآخرة ينسى وكأنه لم يكن لأن الدار الآخرة تمحوا كل شيء سبق كأنه لم يكن
ومنها أن الدار الآخرة أي نعم إثبات الدار الآخرة لأن إثبات وصفها يدل على وجود أصلها
ومنها أن الآخرة خير لهؤلاء المحسنين بالتقوى ولغيرهم ليست خيرا بل هي شر ولهذا جاء في الحديث ( أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) فهي بالنسبة للمؤمن سجن لأنه لو نسب نعيم الدنيا كلها إلى نعيم الآخرة لم يكن شيئا أما الكافر فهي جنة لأنه في الدنيا كان في اهله مسرورا أما في الآخرة على العكس من ذلك .
وقد حدثناكم بما جرى للحافظ ابن حجر وكان رئيس القضاة في مصر ومر بيهودي زيات تعبان من الأذى أذى الزيت والحرارة وغير ذلك وابن حجر رحمه الله تجره البغال أو الخيول على العربة لأنه كان قاضي القضاة في مصر فاستوقفه هذا اليهودي قال له كيف تكون أنت في هذه الحال وأنا في هذه الحال والحديث عندكم ( إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) فأجابه على البديهة قال :" ما المؤمن فيه من النعيم بالنسبة للآخرة إلا سجن وما العذاب الذي أنت فيه بالنسبة للآخرة إلا جنة " فعلم اليهودي الحقيقة وأسلم
ذكر الله تعالى في تفضيل الآخرة على الدنيا ثلاث آيات الآية الأولى تتعلق بشخص معين والثانية بمعين بوصف والثالثة إطلاق ما هي صالح الآية المقيدة بشخص معين ؟
الطالب : قوله تعالى (( وللآخرة خير لك من الأولى )).
الشيخ : قوله تعالى (( وللآخرة خير لك من الأولى )) وهو الرسول صلى الله عليه وسلم والمعينة بوصف
(( لَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ )) وقوله عز وجل (( والآخرة خير لمن اتقى )) وما هي المطلقة ؟
الطالب : آخر سورة سبح.
الشيخ : آخر سورة سبح (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ))