قال الله تعالى : { إنما يستجيب الذين يسمعون و الموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون} حفظ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( إنما يستجيب الذين يسمعون )) يستجيب ويجيب معناهما واحد والجملة فيها حصر طريقه إنما يعني ما يستجيب لدعوتك يا محمد إلا الذين يسمعون والمراد بالسماع هنا سماع الانقياد والقبول وليس سماع الإدراك لأن سماع الإدراك يدخل فيه البر والفاجر والمؤمن والكافر ويدل على ذلك يعني التفريق بين سماع القبول والإذعان وسماع الإدراك قوله تعالى (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )) أي لا يستجيبون وينقادون يقول عز وجل (( إنما يستجيب الذين يسمعون )) الذين إعرابها فاعل يستجيب الذين يسمعون ثم قال (( والموتى يبعثهم الله )) هذه جملة مستأنفة لا يصح أن تعطف على ما سبق (( والموتى يبعثهم الله )) الموتى جمع ميت وهل المراد موتى القلوب أو موتى الأجسام في ذلك قولان للعلماء بعضهم قال الموتى يبعثهم الله أي موتي القلوب وهم الكفار يبعثهم الله فيجازيهم
وبعضهم قال الموتى موتى الأجساد يبعثهم الله ردا على الذين ينكرون البعث وإذا كانت الآية تحتمل معنيين ليس أحدهما أظهر من الآخر ولا منافاة بينهما فما القاعدة ؟ أن تحمل عليهما جميعا فالموتى من هؤلاء الكفار سيبعثهم الله ويجازيهم والموتى موتى الأجساد الذين فارقت أرواحهم أجسادهم سوف يبعثهم الله فيكون في الآية تهديد ووعيد ورد على من ينكرون البعث يبعثهم الله أي يخرجهم من قبورهم يوم القيامة ثم إليه يرجعون عني بعد البعث يرجعون إلى الله ويكون أمرهم إلى الله تعالى وفي ذلك الوقت ليس هناك مخاصم ولا مجادل