قال الله تعالى : { وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية و لكن أكثرهم لا يعلمون} حفظ
ثم قال الله عز وجل (( وقالوا لولا نزل عليه آية )) قالوا أي المعاندون المكذبون للرسول المتعنتون لو لولا نزل عليه آية من ربه )) وهم يريدون بذلك الآيات التي اقترفوها بقولهم (( وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ )) ومع ذلك يقولون (( وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُه قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ))[الإسراء:93] وغير ذلك من الآيات التي اقترحوها ولكن من حكمة الله عز وجل أنه قطع هذا الباب سد هذا الباب أعني باب الاقتراح على الله عز وجل فإنما الآيات عند من ؟ عند الله عز وجل هو الذي يأتي بها وليست اقتراح الخلق والخلق إذا اقترحوا آية معينة ثم أتوا بها فلم يؤمنوا هلكوا هذه سنة الله عز وجل ولا يرد على هذا أن قريشا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أرنا آية يا محمد فأشار إلى القمر فانشق نصفين قال أهل العلم إنما لم يهلكوا لأنهم لو يقترحوا على الله عز وجل .