تتمة تفسير الآية السابقة حفظ
هذه سنة الله عز وجل ولا يرد على هذا أن قريشا قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم أرنا آية يا محمد فأشار إلى القمر فانشق نصفين قال أهل العلم إنما لم يهلكوا لأنهم لم يقترحوا آية معينة ولو اقترحوا آية معينة ولم يؤمنوا لهلكوا هكذا قرر أهل العلم رحمهم الله وقوله (( لولا نزل عليه آية من ربه )) آية أي علامة تدل على صدق وصحة رسالته وهنا نقف لنبين أن بعض العلماء وما أكثرهم يعبرون عن آيات الرسل بالمعجزات وهذا نقص عظيم لأننا لو سمينا المعجزات لورد علينا ما يفعله السحرة فإن السحرة يفعلون ما يعجز البشر لكن آية تحدد المعنى وهو العلامة على صدقه وصحة رسالته ولذلك لا تجد في القرآن أن الله عبر عن آيات الرسل بالمعجزات أبدا إنما يعبر عنها بايش ؟ بالآيات
وقوله (( من ربه )) يعني بذلك الله عز وجل وفي هذا التعبير تكبر وتعالي حيث قالوا (( من ربه )) ولم يقولوا من الله كأنهم في شق والرسول صلى الله عليه و سلم مع الله في شق آخر من ربه ما قالوا من ربنا ولا من الله قال الله تعالى (( قل إن الله قادر على أن ينزل آية )) ليس بعاجز على أن ينزل آية بل هو قادر لما طلب الحواريون من عيسى أن ينزل عليهم مائدة من السماء هل قدر الله عليها ؟ نعم قدر الله عليها على قول من يقول إنها نزلت وكذلك آيات الرسل الحسية والمعنوية كلها من عند الله فهو قادر على أن ينزل آية ولكنه لا يريد أن يأتي بما يقول هؤلاء لأنه لو جاءت الآيات حسب الاقتراح لكان كل واحد يقترح ما يرى أنه آية وقد يقترح أنه آية وليس بآية لذلك نقول الآيات عند الله عز وجل ولهذا قال (( قل إن الله قادر على أن ينزل آية )) ولكنه يريد أو لا يريد ؟ لا يريد وإذا لم يرد لم يكن (( ولكن أكثرهم لا يعلمون )) أي لا يعلمون أن الله عز وجل هو الذي ينزل الآيات وهو قادر على أن يأتي بآية وقادر على ألا يأتي بآية فهم جهلة ولو كان عندهم علم لعلموا أن النبي صلى الله عليه و سلم لا يمكن أن يأتي بآية بل الذي يأتي بها هو الله