الفوائد حفظ
وفي هذه الآية من الفوائد بيان حال الذين كذبوا بآيات الله وأنه لا سبيل إلى هدايتهم لماذا ؟ لأنهم صم لا يسمعون الحق سماع انتفاع وكذلك في الظلمات وأنهم لا ينطقون بالحق
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أن من شاء الله هدايته اهتدى ومن شاء اضلاله ضل ويتفرع على هذه الفائدة أن يلجأ الإنسان إلى ربه عز وجل لطلب الهداية والاستعاذة من الغواية لأن الأمر بيد الله
فإن قال قائل هل هذه المشيئة مشيئة مجردة بمعنى أن من شاء أن يهديه هداه ومن شاء أن يضله أضله بدون أي حكمة أو أنها مشيئة مقرونة بحكمة ؟ فالجواب الثاني أنها مشيئة مقرونة بحكمة وهذا هو المتعين لأن جميع أفعال الله عز وجل وأحكام الله كلها مقرونة بالحكمة انظر في أحكام الله قال الله تعالى في آيات المواريث (( فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما )) وقال تعالى في الأمور القدرية (( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[الإنسان:30] فلا مشيئة مجردة في أفعال الله ولا أحكامه بل هي مقرونة بالحكمة ولكن هل هذه الحكمة معلومة للخلق ؟ الجواب قد تكون معلومة وهذا والحمد لله هو الأكثر وقد تكون مجهولة لبعض الناس دون بعض وقد تكون مجهولة لجميع الناس لا يحيطون بالله علما
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الصراط وهو دين الإسلام مستقيم لا اعوجاج فيه ولا انحراف فيه ولا شقاء فيه مستقيم ويضاف إلى ذلك ولا تناقض فيه لأنه لو كان فيه تناقض لم يكن مستقيما
إذا قال قائل هل للإنسان حجة على الله إذا أضله وهدى آخرين ؟ فالجواب لا لأن الهداية فضل من الله عز وجل وفضل الله يؤتيه من يشاء وأيضا الإضلال لا بد أن يكون مبنيا على حال العبد لقول الله تعالى (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) ولقوله (( فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون )) فالحاصل أن الله تعالى يضل من يشاء ويهدي من يشاء لحكمة ولا بد من أن يكون الإضلال من جراء فعل العبد