قال الله تعالى : { بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون} حفظ
ثم قال (( بل إياه تدعون )) بل للإضراب الإبطالي إبطال أنهم يدعون غير الله وإياه مفعول مقدم لتدعون وتقديم المعمول يفيد الحصر المعنى بل لا تدعون إلا الله (( فيكشف ما تدعون إليه )) يكشف بمعنى يزيل كما تكشف المستور فتزيل ستره حتى يبدوا ويظهر (( فيكشف ما تدعون إليه )) أي ما دعوتم به إلى الله عز وجل أن يكشف الدعاء الذي أنهيتموه إلى الله عز وجل (( يكشف ما تدعون إليه إن شاء )) وإنما قال إن شاء لئلا يطمع هؤلاء في كشف الكربة فإذا لم تكشف احتجوا على الله فإذا قال إن شاء صارت المسألة تحت مشيئة الله قد يشاء الله عز وجل كشف هذه الكربة وقد لا يشاء حسب ما تقتضيه حكمته عز وجل (( وتنسون ما تشركون )) تنسون بمعنى تذهلون عنه لشدة ما وقع بكم تنسى كل شيء وقيل إن النسيان هنا بمعنى الترك أي أنهم يدعون الله عز وجل بحضور قلب وذكر وهما متلازمان لأن الإنسان عند الدهشة ينسى أي ينسى معبوداته ولأنه أيضا عند الشدة يعتقد أن معبوده لا ينفعه فهي صالحة للأمرين وفسرها كثير من الناس من المفسرين بأن النسيان هنا بمعنى الترك كما قال عز وجل (( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ))[السجدة:14] وقال (( نسوا الله فنسيهم )) والنسيان المضاف إلى الله هو الترك في مثل هذا وإما في قوله
(( لا يضل ربي ولا ينسى )) فالمراد بالنسيان هنا أن يغيب عنه ما كان ذاكر له من قبل لكن هنا يريد النسيان المثبت لله يجب أن يكون بمعنى الترك لا بمعنى الذهول عن معلوم أما المنفي عن الله فنعم هو الذي يكون بمعنى الذهول عن معلوم .
(( لا يضل ربي ولا ينسى )) فالمراد بالنسيان هنا أن يغيب عنه ما كان ذاكر له من قبل لكن هنا يريد النسيان المثبت لله يجب أن يكون بمعنى الترك لا بمعنى الذهول عن معلوم أما المنفي عن الله فنعم هو الذي يكون بمعنى الذهول عن معلوم .