فوائد الآيتين السابقتين حفظ
في هذه الآية وما بعدها فوائد منها تقرير الإنسان بما لا يمكنه دفعه تقرير الإنسان أن يقرر بشيء يقر به لا يمكنه دفعه وذلك في قوله (( أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون ))لأنهم في هذه الحال لا يدعون إلا الله فإذا كان كذلك فلماذا يخلصون في الشدة ويشركون في الرخاء وقوله (( عذاب الله أو أتتكم الساعة )) المراد أن الله قد لا يعذب هؤلاء المكذبين ويؤخر ذلك إلى قيام الساعة يعني لا بد إلا أن يصيبهم العذاب في الدنيا وإما أن يصيبهم في يوم القيامة
ومن فوائدها أن هؤلاء المكذبين عند الضراء لا يلجئون إلا إلى الله لقوله (( بل إياه تدعون ))
ومن فوائدها أن الله تعالى يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرا بل ويعلم عز وجل أنه سيكفر إذا نجا لأن الله ينجيه من الكرب وهو يعلم أنهم إذا نجوا سوف يشركون لكن وقوعهم في الشدة تقتضي رحمة الله عز وجل أن يجيب دعاءهم ومثل ذلك المظلوم فإن الله يجيب دعوته ولو كان كافرا فهذان صنفان تجاب دعوتهما: المضطر والثاني المظلوم يجيب الله تعالى دعوته أما المضطر فأن رحمة الله سبقت غضبه فيحمي المضطر ويجيب دعوته وأما المظلوم فلكمال عدل الله عز وجل أن يجيب المظلوم انتصارا له على الظالم
ومن فوائد هذه الآية أنه لا يكشف السوء إلا الله عز وجل ويتفرع عليها أنه إذا أصابك السوء فلا تلجأ إلا إلى الله عز وجل وهل هذا اللجوء فطري أم هو شرعي عقلي ؟ الظاهر الثاني وذلك لأن بعض الذين يصيبهم الضر لا يلجأون إلى الله كالرافضة مثلا إذا أصابهم الضر يلجأون إلى من ؟ إلى أئمتهم علي بن أي طالب والحسين أو غيرهما من أئمتهم ونحن لا ننكر أن لأئمتهم الحقيقيين درجة عند الله عز وجل على حسب عملهم لكننا ننكر أن يدعى هؤلاء من دون الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الحذر من ممارسة السيئات فإن الإنسان ربما يتوب إلى الله عز وجل ثم يعود ولهذا قال
(( وتنسون ما تشركون ))معنى تنسون هنا بمعنى تتركون يعني أن الآلهة التي كنتم تشركون بها تتركونها وقد ذكرنا في التفسير أنه يحتمل أن المعنى الترك أو ايش؟ أو الذهول لشدة ما نزل بهم