فوائد الآية : { فلولآ إذ جآءهم بأسنا.............} حفظ
ثم قال (( فلولا إذا جاءهم بأسنا )) إلى آخره من فوائدها بيان شدة قسوة هؤلاء المعذبين أنه لما جاءهم العذاب ليتضرعوا صار أمرهم بالعكس بل زاد ذلك قسوة لقلوبهم قسوة نسأل الله العافية وكان الذي ينبغي أن يتضرعوا إلى الله عز وجل وهذا قد يقع من الإنسان أن لا تزيده البأساء والضراء إلا قسوة في القلب وسخطا على الله عز وجل والعياذ بالله وشعورا بما لا ينبغي فإن بعض الناس إذا ابتلي ببلاء قال ايش هذا ليش يظلمني ليش يصيبني بما لم يصب به غيري ؟ ثم يقسوا قلبه والعياذ بالله ومن ثم وجب الصبر على من أصيب بمصيبة حتى لا يقسوا قلبه
فيقال أنت عبد لله أليس كذلك والعبد خاضع لفعل السيد والله تعالى يفعل بعبده ما يشاء كما أنه يفعل مثلا في السماء ما يشاء في الأرض ما يشاء في الرياح ما يشاء كذلك أنت ، أنت خلق من المخلوقات يفعل بك ما يشاء لكن عليك الصبر عند الضراء والشكر عند السراء ومع ذلك والحمد لله الضراء التي تصيب الإنسان تكون تكفيرا لسيئاته وما أكثر السيئات أي شيء يصيبك حتى الشوكة إذا أصابتك فإنها تكفر السيئات فإن احتسبت أثبت ثواب الصابرين فلم يفرط الله عز وجل بشيء فيما ينفع الخلق
ومن فوائد هذه الآية إثبات قسوة القلب بعد لينة لقوله (( ولكن قست قلوبكم )) وكما في آية البقرة (( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك )) فقسوة القلب تحدث ولين القلب يحدث أيضا فكلاهما حدثان والواجب على الإنسان أن يلاحظ دائما قلبه ألين هو أو لا؟ أمخبت إلى الله أم لا؟ أمخلص لله أو لا ؟ الأعمال الظاهرة كل إنسان يستطيع أن يأتي بها على أحسن وجه أليس كذلك؟ المنافق يمكن أن يأتي بالصلاة على أحسن وجه ويمكن أن يتصدق لكن أعمال القلوب هي والله الصعبة هي الصعبة حرر قلبك من رق المعاصي حتى يفتح الله
فإذا قال قائل ما دواء قسوة القلب ؟ وهذا سؤال يرد كثيرا على بعض المستقيمين الذين من الله نعم يرد كثيرا من بعض المستقيمين الذين من الله عليهم بالاستقامة ثم يحصل لهم هزة فيقسوا القلب
فالجواب أن من أسباب إزالة القسوة كثرة قراءة القرآن بتدبر وأن تشعر وأنت تقرأ أن هذا كلام الله عز وجل لا كلام البشر كلام الله خالق السماوات والأرض وحينئذ تعظم هذا الكلام وتنتفع به
ثانيا كثرة الذكر ذكر الله عز وجل أكثر من ذكر الله وذكر الله عز وجل ليس فيه صعوبة لأن الذي يتحرك هو اللسان والشفتان وليس فيه صعوبة قال الله عز وجل (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
ومنها مصاحبة الأخيار فإن مصاحبة الأخيار تكسب الإنسان خيرا كثيرا وفي الحديث ( أن الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يحذيك يعطيك تبرعا وإما أن يبيعك ) وإما أن ترى منه رائحة طيبة احرص على مصاحبة الأخيار ولكن انتفع بهم وانفعهم لأن ما كل أحد معصوم أنت انفعهم وانتفع بهم
ومنها أي من أسباب لين القلب رحمة الصغار ولاسيما اليتامى فإنها توجب رقة القلب وجرب تجد ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) وهناك أسباب أخرى تظهر للمتأمل في دواء قسوة القلب نسأل الله تعالى أن يلين قلوبنا جميعا لذكره ولطاعته إنه على كل شيء قدير وأتى دور الأسئلة نعم.