قال الله تعالى : { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين و منذرين فمن ءامن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } حفظ
ثم قال عز وجل (( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين )) ما نرسل ما نافية وإلا أداة حصر والإرسال هو تحميل الغير إبلاغ رسالة ممن أرسله ولهذا كان القول الراجح في المسألة أن الرسل أوحي إليهم بالشرع وأمروا بتبليغه (( إلا مبشرين ومنذرين )) مبشرين لمن اتبعهم بالخير بالجنة ومنذرين من خالفهم بالنار هذه وظيفتهم والبشارة هي الإخبار بما يسر والإنذار هو التخويف بما يسوء فإن قال قائل كيف تقول إن البشارة هي الإخبار بما يسر مع أن الله تعالى جعلها إخبارا بما يسوء ؟ قال الله تعالى (( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يوم يحمى عليها في نار جهنم ))[التوبة:34] إلى آخره فالجواب أن الإنذار يؤثر في البشرة كما يؤثر التبشير أليس كذلك وأصل التبشير الإخبار بما يسر وأصل تسميته تبشيرا لأنه تتأثر به البشرة فتجد الرجل يستنير وجهه وينشرح صدره.