تتمة تفسير الآية السابقة حفظ
كذلك وأصل التبشير الإخبار بما يسر وأصل تسميته تبشيرا لأنه تتأثر به البشرة فتجد الرجل يستنير وجهه وينشرح صدره أو يقال (( فبشرهم بعذاب أليم )) على سبيل التهكم حيث جعل الإنذار بلفظ البشارة ودليل هذا قول الله عز وجل (( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ))[الدخان:49] ذق أمر إهانة (( إنك أنت العزيز الكريم )) قال بعض المفسرين إن هذا من باب التهكم به حتى يزداد غما إلى غمه وقيل المعنى إنك أنت العزيز الكريم في الدنيا وليس لك في الآخرة إلا الإهانة قال (( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين )) فلماذا حصر هذا في البشارة والإنذار ؟ حتى لا يدعي مدعي أن وظيفة الرسل تتعلق بالربوبية وأن لهم نصيبا من تدبير الخلق وهذا واضح فالرسل ليس لهم إلا أن يبشروا الناس وينذرونهم فقط أما أن يهدوهم أو يرزقوهم أو يدفعوا عنهم السوء فليس من وظائفهم ثم قال (( فمن آمن وأصلح )) ((والذين كفروا...)) إلى آخره نعم سيأتينا إن شاء الله تعالى في الفوائد
والتفريق ظاهر النبي من النبأ وهو خبر أخبر بالوحي ولكن لم يكلف بتبليغه وإنما يتعبد به هو نفسه ومن اتبعه على هدى لكن الرسول مكلف أن يبلغ ما أرسل به وهذا ما عليه جمهور العلماء وهو ظاهر لأن آدم نبي وليس مكملا لشريعة من قبله بل شريعته مستقلة فدل هذا على أن القول بأن النبي هو من يتعبد بشريعة من سبقه قول ضعيف وأن قول الجمهور أصح.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله عز وجل (( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ))[الأنعام:48] سبق الكلام على هذا نعم نأخذ الفوائد طيب ومن الفوائد (( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح )) أي آمن بقلبه وأصلح العمل فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون لكن آمن هذه مطلقة لم تقيد بشيء إلا أن النصوص قيدت ذلك كما في قوله تعالى (( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ))[البقرة:177] وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال في جوابه لجبريل لما سأله عن الإيمان قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )) (( وأصلح )) أي أصلح العمل وإصلاح العمل لا يتم إلى بأمرين :
الأول الإخلاص لله عز وجل فمن أشرك مع الله في العبادة فإنه لم يصلح العمل حتى ولو كان الشرك أصغر لقول الله عز وجل في الحديث القدسي ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )
الثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يتابع الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادة فعبادته غير صحيحة وهو غير مصلح حتى لو خشع ورق قلبه ودمعت عينه فإن ذلك لا ينفعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي مردود عليه من آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون المتابعة لا تتحقق إلا إذا وافق العمل الشريعة في الأمور الستة التي مرت علينا كثيرا وهي الموافقة في السبب والجنس والقدر والكيفية والزمان والمكان وقوله (( فلا خوف عليهم )) أي بما يستقبل (( ولا هم يحزنون )) أي لما مضى فلا يحزنون لما مضى من الدنيا لأنهم استغرقوه في طاعة الله ولا يخافون العذاب لأنه ناجون من العذاب
والتفريق ظاهر النبي من النبأ وهو خبر أخبر بالوحي ولكن لم يكلف بتبليغه وإنما يتعبد به هو نفسه ومن اتبعه على هدى لكن الرسول مكلف أن يبلغ ما أرسل به وهذا ما عليه جمهور العلماء وهو ظاهر لأن آدم نبي وليس مكملا لشريعة من قبله بل شريعته مستقلة فدل هذا على أن القول بأن النبي هو من يتعبد بشريعة من سبقه قول ضعيف وأن قول الجمهور أصح.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله عز وجل (( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ))[الأنعام:48] سبق الكلام على هذا نعم نأخذ الفوائد طيب ومن الفوائد (( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح )) أي آمن بقلبه وأصلح العمل فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون لكن آمن هذه مطلقة لم تقيد بشيء إلا أن النصوص قيدت ذلك كما في قوله تعالى (( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ))[البقرة:177] وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال في جوابه لجبريل لما سأله عن الإيمان قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )) (( وأصلح )) أي أصلح العمل وإصلاح العمل لا يتم إلى بأمرين :
الأول الإخلاص لله عز وجل فمن أشرك مع الله في العبادة فإنه لم يصلح العمل حتى ولو كان الشرك أصغر لقول الله عز وجل في الحديث القدسي ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )
الثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يتابع الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادة فعبادته غير صحيحة وهو غير مصلح حتى لو خشع ورق قلبه ودمعت عينه فإن ذلك لا ينفعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي مردود عليه من آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون المتابعة لا تتحقق إلا إذا وافق العمل الشريعة في الأمور الستة التي مرت علينا كثيرا وهي الموافقة في السبب والجنس والقدر والكيفية والزمان والمكان وقوله (( فلا خوف عليهم )) أي بما يستقبل (( ولا هم يحزنون )) أي لما مضى فلا يحزنون لما مضى من الدنيا لأنهم استغرقوه في طاعة الله ولا يخافون العذاب لأنه ناجون من العذاب