فوائد الآية : { والذين كذبوا بآياتنا..............} حفظ
من فوائد الآية التي بعدها أن التكذيب بآيات الله سبب للعقوبة لقوله (( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ))[الأنعام:49] وليعلم أن الآيات آيات الله عز وجل تنقسم إلى قسمين آيات شرعية وآيات كونية الآيات الشرعية ما جاءت به الرسل من شرائع الله آيات شرعية لأنك لو تأملت هذه الأحكام سواء في الأمة الإسلامية أو في الأمم السابقة لوجدتها مطابقة تماما للحكمة والمصلحة وأنه لو اجتمع كل أهل الأرض على أن يأتوا بمثل ذلك ما أتوا قال الله عز وجل (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ))[المائدة:50] فلا تظن أن أي نظام أو قانون يصلح من الخلق ما تصلحه الشريعة الإسلامية ولذلك ضل أولئك القوم الذين ذهبوا إلى تحكيم القوانين الوضعية التي وضعها بشر هذا البشر الذي وضعها أهو معرض للخطأ أو لا ؟ معرض ثانيا أهو محيط بجميع مصالح الخلق في جميع أقطار الدنيا ؟ لا أهو محيط بمصالح الخلق في جميع الأزمان المقبلة ؟ لا الأمور تتغير إذن فلا يجوز الاعتماد على هذه القوانين يجب أن تؤخذ القوانين من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى أعلم بالخلق حالا ومستقبلا ولأنه أرحم بالخلق ولأنه أحكم الحاكمين هذه الآيات الشرعية
الآيات القدرية الليل والنهار يعني المخلوقات الليل والنهار والشمس والقمر إحياء الأرض بعد موتها وغير ذلك كيف يكون التكذيب بهذا وهذا نقول أما التكذيب بالشرائع فهو إما أن يكذب الأخبار فيقول هذا غير صحيح ما يدخل العقل ولا يمكن وإما بتحريف النصوص يحرف النص مثل قول بعضهم المراد باستوى استولى والمراد باليد القدرة أو القوة أو النعمة وما أشبه ذلك هذا الحال طيب الثالث الاستكبار عنها لا يعمل بها
أما آيات الله الكونية فإما أن ينسبها لغير الله كما يفعل السببيون الملحدون الذين ينسبون الأشياء لأسبابها المحضة ويرون أن السبب فاعل بنفسه أو يقول هي من الله ومعه غيره هذا أيضا تكذيب بآيات الله الكونية لأنه شرك أو يقول هي لله وحده لكن له معين هذا أيضا كفر بالآيات الكونية فصارت الآيات الكونية هي المخلوقات كلها والشرعية ما جاءت به الرسل من الوحي
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين سيصيبهم العذاب مباشرة لقوله (( يمسهم العذاب )) وإن أفلتوا من العذاب في الدنيا لم يفلتوا منه في الآخرة
ومن فوائد الآية إثبات الأسباب يا عبد الله ... لقوله (( بما كانوا يفسقون )) الباء للسببية وإثبات الأسباب دل عليه العقل والسمع ولا ينكره إلا أحمق والقرآن مملوء من هذا ولولا أننا في زمن اختبار قريب لطلبت منكم أن كل واحد يأخذ مثلا نصف جزء ويأتي بالآيات التي فيها ذكر السبب لأنه قد قيل إن في القرآن أكثر من ألف دليل يدل على إثبات الأسباب وهذا حقيقة نفس القرآن سبب قال الله تعالى (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ))[النحل:44] وقال (( يبين الله لكم أن تضلوا )) لكن نظرا لقرب الامتحانات أخشى أن يكون في هذا تكليف توافقون على هذا ؟ عظيم إذن إن شاء الله في وقت آخر كل واحد مثلا يأخذ نصف جزء خمسة ورقات ويستنبط الآيات التي فيها الأسباب وهي كثيرة جدا
انقسم الناس في الأسباب إلى ثلاثة أقسام :
قسم جعلها مؤثرة بنفسها وإنه متى وجد السبب لزم وجود المسبب وهؤلاء هم الطبائعيون الذين لا يعترفون بالله عز وجل ولا يخفى حكمهم أنهم كفرة
القسم الثاني أنكر الأسباب أنكر تأثير الأسباب في مسبباتها وقال إن هذه الأسباب مجرد علامات فقط وأن المسبب حصل عند السبب لا بالسبب وهؤلاء ضلوا سمعا وعقلا حتى لو رمى إنسان زجاجة بحجر وصقعها ثم تكسرت فالحجر ما كسر الزجاجة ليه؟ لأنه ما يجوز أن تقول أنه كسر الزجاجة لو قلت هذا لكنت مشركا ونحن نستعجب لو قلت هذا لكنت موحدا مثبتا لله الحكمة هل يمكن لو تأتي صبيا والصبي ضرب الزجاجة وكسرها وقلت له لما تكسرها تقول مثلا هاتوه هل يمكن أن يقول أنا ما كسرتها حصل كسر عند فعلي وليس بفعلي ؟ أبدا لا يمكن ولكن أناس كبار ذوو عقول إدراك لا عقول ايش ؟ يقولون الأسباب لا تؤثر حصل الشيء عند السبب لا بالسبب
القسم الثالث أثبتوا الأسباب لكن جعلوا تأثيرها في مسبباتها لما أودع الله فيها من القوى المؤثرة وجعلوا الخالق أولا وآخره هو الله عز وجل قالوا لو شاء الله لم تؤثر هذه الأسباب فمثلا النار محرقة لا إشكال ولما ألقي فيها إبراهيم عليه السلام قال الله لها (( كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) فكانت بردا وسلاما هل أثر هذا السبب في مسببه ؟ لا لأن الله تعالى قال ((كوني بردا وسلاما )) وهذا القول هو المتعين ولا أقول الراجح فقط هو المتعين وما سواه فهو ضلال باطل
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الفسق يطلق على الكفر بقوله (( بما كانوا يفسقون )) لأنه قال الذين كذبوا بآياتنا كفار لا إشكال التكذيب بالآيات كفر قال بما كانوا يفسقون واقرأ قول الله تعالى في تنزيل السجدة (( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ))[السجدة:20] الفسق هنا ايش ؟ كفر وقد يطلق الفسق على ما دون الكفر وهذا هو المراد من كلام الفقهاء رحمهم الله منه قول الله تعالى (( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ))[الحجرات:7] فهنا الفسوق ما دون الكفر ولا الكفر ؟ ما دون الكفر يتعين وجه التعين العطف على الكفر والعطف يقتضي المغايرة
ومن فوائد الآية تمام عدل الله عز وجل حيث أنه لم يعذب هؤلاء إلا لأنهم استحقوا العذاب بفسقهم جزاء وفاقا
فإن قال قائل جاء في الحديث الصحيح ( أن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ) فالجواب لا إشكال في هذا يعني أنه لو وقعت تعذيب أهل الأرض والسماوات لكان هذا العذاب مستحق عليهم وهو غير ظالم لهم وليس المعنى أنه لو عذبهم بدون جرم لم يكن ظالما لأن تعذيبهم بغير ظلم قد أحاله الله عز وجل ومنع منه نفسه فقال تعالى (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ))[هود:117] وقال (( وما ربك بظلام للعبيد )) لكن لو عذبهم لكانوا مستحقين للعذاب وبهذا يزول الإشكال في هذا الحديث
الآيات القدرية الليل والنهار يعني المخلوقات الليل والنهار والشمس والقمر إحياء الأرض بعد موتها وغير ذلك كيف يكون التكذيب بهذا وهذا نقول أما التكذيب بالشرائع فهو إما أن يكذب الأخبار فيقول هذا غير صحيح ما يدخل العقل ولا يمكن وإما بتحريف النصوص يحرف النص مثل قول بعضهم المراد باستوى استولى والمراد باليد القدرة أو القوة أو النعمة وما أشبه ذلك هذا الحال طيب الثالث الاستكبار عنها لا يعمل بها
أما آيات الله الكونية فإما أن ينسبها لغير الله كما يفعل السببيون الملحدون الذين ينسبون الأشياء لأسبابها المحضة ويرون أن السبب فاعل بنفسه أو يقول هي من الله ومعه غيره هذا أيضا تكذيب بآيات الله الكونية لأنه شرك أو يقول هي لله وحده لكن له معين هذا أيضا كفر بالآيات الكونية فصارت الآيات الكونية هي المخلوقات كلها والشرعية ما جاءت به الرسل من الوحي
ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين سيصيبهم العذاب مباشرة لقوله (( يمسهم العذاب )) وإن أفلتوا من العذاب في الدنيا لم يفلتوا منه في الآخرة
ومن فوائد الآية إثبات الأسباب يا عبد الله ... لقوله (( بما كانوا يفسقون )) الباء للسببية وإثبات الأسباب دل عليه العقل والسمع ولا ينكره إلا أحمق والقرآن مملوء من هذا ولولا أننا في زمن اختبار قريب لطلبت منكم أن كل واحد يأخذ مثلا نصف جزء ويأتي بالآيات التي فيها ذكر السبب لأنه قد قيل إن في القرآن أكثر من ألف دليل يدل على إثبات الأسباب وهذا حقيقة نفس القرآن سبب قال الله تعالى (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ))[النحل:44] وقال (( يبين الله لكم أن تضلوا )) لكن نظرا لقرب الامتحانات أخشى أن يكون في هذا تكليف توافقون على هذا ؟ عظيم إذن إن شاء الله في وقت آخر كل واحد مثلا يأخذ نصف جزء خمسة ورقات ويستنبط الآيات التي فيها الأسباب وهي كثيرة جدا
انقسم الناس في الأسباب إلى ثلاثة أقسام :
قسم جعلها مؤثرة بنفسها وإنه متى وجد السبب لزم وجود المسبب وهؤلاء هم الطبائعيون الذين لا يعترفون بالله عز وجل ولا يخفى حكمهم أنهم كفرة
القسم الثاني أنكر الأسباب أنكر تأثير الأسباب في مسبباتها وقال إن هذه الأسباب مجرد علامات فقط وأن المسبب حصل عند السبب لا بالسبب وهؤلاء ضلوا سمعا وعقلا حتى لو رمى إنسان زجاجة بحجر وصقعها ثم تكسرت فالحجر ما كسر الزجاجة ليه؟ لأنه ما يجوز أن تقول أنه كسر الزجاجة لو قلت هذا لكنت مشركا ونحن نستعجب لو قلت هذا لكنت موحدا مثبتا لله الحكمة هل يمكن لو تأتي صبيا والصبي ضرب الزجاجة وكسرها وقلت له لما تكسرها تقول مثلا هاتوه هل يمكن أن يقول أنا ما كسرتها حصل كسر عند فعلي وليس بفعلي ؟ أبدا لا يمكن ولكن أناس كبار ذوو عقول إدراك لا عقول ايش ؟ يقولون الأسباب لا تؤثر حصل الشيء عند السبب لا بالسبب
القسم الثالث أثبتوا الأسباب لكن جعلوا تأثيرها في مسبباتها لما أودع الله فيها من القوى المؤثرة وجعلوا الخالق أولا وآخره هو الله عز وجل قالوا لو شاء الله لم تؤثر هذه الأسباب فمثلا النار محرقة لا إشكال ولما ألقي فيها إبراهيم عليه السلام قال الله لها (( كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) فكانت بردا وسلاما هل أثر هذا السبب في مسببه ؟ لا لأن الله تعالى قال ((كوني بردا وسلاما )) وهذا القول هو المتعين ولا أقول الراجح فقط هو المتعين وما سواه فهو ضلال باطل
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الفسق يطلق على الكفر بقوله (( بما كانوا يفسقون )) لأنه قال الذين كذبوا بآياتنا كفار لا إشكال التكذيب بالآيات كفر قال بما كانوا يفسقون واقرأ قول الله تعالى في تنزيل السجدة (( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ))[السجدة:20] الفسق هنا ايش ؟ كفر وقد يطلق الفسق على ما دون الكفر وهذا هو المراد من كلام الفقهاء رحمهم الله منه قول الله تعالى (( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ))[الحجرات:7] فهنا الفسوق ما دون الكفر ولا الكفر ؟ ما دون الكفر يتعين وجه التعين العطف على الكفر والعطف يقتضي المغايرة
ومن فوائد الآية تمام عدل الله عز وجل حيث أنه لم يعذب هؤلاء إلا لأنهم استحقوا العذاب بفسقهم جزاء وفاقا
فإن قال قائل جاء في الحديث الصحيح ( أن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ) فالجواب لا إشكال في هذا يعني أنه لو وقعت تعذيب أهل الأرض والسماوات لكان هذا العذاب مستحق عليهم وهو غير ظالم لهم وليس المعنى أنه لو عذبهم بدون جرم لم يكن ظالما لأن تعذيبهم بغير ظلم قد أحاله الله عز وجل ومنع منه نفسه فقال تعالى (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ))[هود:117] وقال (( وما ربك بظلام للعبيد )) لكن لو عذبهم لكانوا مستحقين للعذاب وبهذا يزول الإشكال في هذا الحديث