الفوائد حفظ
في هذه الآية فوائد عظيمة : منها أنه يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلن للأمة ما أمره الله به (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ))[الأنعام:50] ومنها أن ما صدر بقل بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم كان ذلك دليلا على أهميته وأن الله تعالى أوصى نبيه أن يبلغه خاصة مما يدل على العناية به
ومن فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك خزائن الله عز وجل أي خزائن رزقه ولذلك يعيش صلى الله عليه وسلم الشهرين والثلاثة لا يوقد في بيته نار ولو كان عنده خزائن الله لأدركها مع أنه لو شاء لدعا ربه أن يحقق له ما يريد لكنه صلى الله عليه وسلم خير بين أن يكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا نعم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك خزائن الله فإنه لا يجوز أن يطلب الرزق من الرسول مباشرة لأنه لو طلب الرزق من الرسول مباشرة لكان هذا شركا وتجاوزا لما هو عليه صلى الله عليه وسلم أما السؤال في حياته فله تفاصيل ليس هذا موضع ذكرها وقد يعطي وقد لا يعطي كما منع الأشعريين حين طلبوا رواحل يجاهدون عليها قال ( لا أجد ما أحملكم عليه )
ومن فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لقوله (( ولا أعلم الغيب ))
فإن قال قائل أليس النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن أشياء مستقبلة ؟ فالجواب بلى ولكن بوحي من الله صلى الله عليه وسلم والله عز وجل يعلم الغيب ولهذا نقول كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أمور المستقبل فهي بوحي خاص من الله صلى الله عليه وسلم وحينئذ لا ينافي ما أخبر به من أمور الغيب ما ذكره الله عز وجل في هذه الآية (( ولا أعلم الغيب )) لأن علمه بالمستقبل بما أوحى الله إليه ليس علما ذاتيا أدركه بنفسه ولكنه علم من عند الله عز وجل كما أن الإنسان يرى الرؤية الصالحة في المنام وينتفع بها في المستقبل والرؤية الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
ومن فوائد هذه الآية الرد الصريح على من قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب ثم لبسوا وشبهوا بما أخبر به من المغيبات التي أوحى الله إليه بها فيقال الأصل أنه لا يعلم الغيب وإذا جاء شيء تحدث به النبي صلى الله عليه وسلم عن المستقبل فإننا نعلم أن ذلك بوحي خاص من الله عز وجل
من فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر كغيره لا يعلم الغيب وينسى كما ننسى ويلحقه الجوع والظمأ والبرد والحر كل الخصائص البشرية تلحق النبي صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد هذه الِآية أن الملك قد يتصور بصورة إنسان لقوله (( ولا أقول لكم إني ملك )) لأنه لولا أنه يمكن تصوره بصورة إنسان ما احتيج إلى النفي إذ أنه معلوم بدون نفي وهذا هو الواقع وقد جاء جبريل عليه السلام بصورة البشر
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الرد على الذين قالوا لو لا أنزل عليه ملك وقالوا لولا نزل عليه الملائكة فإن الملائكة لا يمكن أن ينزلوا ليكونوا رسلا إلى البشر كما قال عز وجل (( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ))
ومن فوائد الآية كمال عبودية النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل لقوله (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) لا يزيد ولا ينقص حتى لو كان الذي نزل إليه على شخصيته عليه الصلاة والسلام فإنه لا يمكن أن يدعه وانظر إلى قوله الله تعالى (( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ))[الأحزاب:37] كلمات عظيمة ، عظيمة ، عظيمة يوجهها الله عز وجل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ولو كان كاتما شيئا مما أوحاه الله إليه لكتم هذا لأنه شيء عظيم أو كقوله (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[الأحزاب:1] (( اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الشرائع توقيفية لا يجوز لأحد أن يبتدع منها شيء لقوله (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) ولهذا قرر أهل العلم أن الأصل في العبادات المنع والحذر وأنه لا يجوز للإنسان أن يتعبد لله تعالى بشيء إلا ما أذن له فيه شرعا وهذا حق مستند إلى آيات متعددة وإلى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) طيب هل مثلا لو أن أحد الناس استحسن شيئا يتعبد لله به هل يكون حسنا ؟ اجيبوا يا جماعة لا يكون حسنا أبدا وبذلك يبطل تقسيم من قسم البدعة إلى نوعين ضلالة وحسنة أو إلى خمسة أنواع فإن هذا باطل لا شك فيه لأن أعلم الخلق بشريعة الله وأفصح الخلق وأنصح الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قال ( كل بدعة ضلالة ) كل بصيغة العموم التي هي أعم الألفاظ أعم صيغ العموم كل ( كل بدعة ضلالة ) وهذا العموم المحكم لا يخرج منه شيء
ولا يرد على هذا ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين جمع الناس في رمضان على أبي بن كعب وتميم الداري وكان الناس بعد أن امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من إقامة قيام رمضان بهم جماعة صاروا يقومون أفرادا أو الرجل مع الثاني أو الرجل مع اثنين وما أشبه ذلك ويحصل التشويش خرج عمر ذات ليلة وهم على هذا فأمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة ففعلا وقام بالناس بإحدى عشرة ركعة ثم خرج مرة أخرى ورآهم على هذه الحال فقال ( نعمت البدعة هذه ) فسماها بدعة وأثنى عليها أفهمتم؟ هذا الأثر استدل به جميع أهل البدع على استساغة بدعهم ونحن نجيبهم بأمرين:
الأمر الأول أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه من الخلفاء الراشدين الذين بدعتهم إن صارت بدعة ايش هي ؟ سنة فهل أنتم أيها الخلف المتخلف هل أنتم كعمر ؟ لا إذن لو صح أنها بدعة شرعية لكان عمر ممن يقتدى به وسنته متبعة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
ثانيا أنها بدعة نسبية باعتبار هجرها من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن أقامها عمر فهذه بدعة نسبية ولا يصلح أن نقول أنها بدعة لغوية لأن البدعة اللغوية لا بد ألا تكون مسبوقة لكن نقول هي بدعة نسبية باعتبار أنها هجرت من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مارا بعهد أبي بكر ثم أول خلافة عمر
ثالثا هذه البدعة لها أصل في السنة وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في قيام رمضان ثلاث ليالي وتخلف في الرابعة وقال ( إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) هذه العلة التي تأخر النبي صلى الله عليه وسلم عن إقامتها جماعة هل هي باقية في عهد عمر ؟ الجواب لا فالحكم يدور مع علته وهذه العلة في عهد عمر لا يمكن أن تكون فبطل تشبث أهل البدع بمثل هذه الكلمة من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه
ومن فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك خزائن الله عز وجل أي خزائن رزقه ولذلك يعيش صلى الله عليه وسلم الشهرين والثلاثة لا يوقد في بيته نار ولو كان عنده خزائن الله لأدركها مع أنه لو شاء لدعا ربه أن يحقق له ما يريد لكنه صلى الله عليه وسلم خير بين أن يكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا نعم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك خزائن الله فإنه لا يجوز أن يطلب الرزق من الرسول مباشرة لأنه لو طلب الرزق من الرسول مباشرة لكان هذا شركا وتجاوزا لما هو عليه صلى الله عليه وسلم أما السؤال في حياته فله تفاصيل ليس هذا موضع ذكرها وقد يعطي وقد لا يعطي كما منع الأشعريين حين طلبوا رواحل يجاهدون عليها قال ( لا أجد ما أحملكم عليه )
ومن فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لقوله (( ولا أعلم الغيب ))
فإن قال قائل أليس النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن أشياء مستقبلة ؟ فالجواب بلى ولكن بوحي من الله صلى الله عليه وسلم والله عز وجل يعلم الغيب ولهذا نقول كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أمور المستقبل فهي بوحي خاص من الله صلى الله عليه وسلم وحينئذ لا ينافي ما أخبر به من أمور الغيب ما ذكره الله عز وجل في هذه الآية (( ولا أعلم الغيب )) لأن علمه بالمستقبل بما أوحى الله إليه ليس علما ذاتيا أدركه بنفسه ولكنه علم من عند الله عز وجل كما أن الإنسان يرى الرؤية الصالحة في المنام وينتفع بها في المستقبل والرؤية الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
ومن فوائد هذه الآية الرد الصريح على من قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب ثم لبسوا وشبهوا بما أخبر به من المغيبات التي أوحى الله إليه بها فيقال الأصل أنه لا يعلم الغيب وإذا جاء شيء تحدث به النبي صلى الله عليه وسلم عن المستقبل فإننا نعلم أن ذلك بوحي خاص من الله عز وجل
من فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر كغيره لا يعلم الغيب وينسى كما ننسى ويلحقه الجوع والظمأ والبرد والحر كل الخصائص البشرية تلحق النبي صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد هذه الِآية أن الملك قد يتصور بصورة إنسان لقوله (( ولا أقول لكم إني ملك )) لأنه لولا أنه يمكن تصوره بصورة إنسان ما احتيج إلى النفي إذ أنه معلوم بدون نفي وهذا هو الواقع وقد جاء جبريل عليه السلام بصورة البشر
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الرد على الذين قالوا لو لا أنزل عليه ملك وقالوا لولا نزل عليه الملائكة فإن الملائكة لا يمكن أن ينزلوا ليكونوا رسلا إلى البشر كما قال عز وجل (( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ))
ومن فوائد الآية كمال عبودية النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل لقوله (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) لا يزيد ولا ينقص حتى لو كان الذي نزل إليه على شخصيته عليه الصلاة والسلام فإنه لا يمكن أن يدعه وانظر إلى قوله الله تعالى (( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ))[الأحزاب:37] كلمات عظيمة ، عظيمة ، عظيمة يوجهها الله عز وجل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ولو كان كاتما شيئا مما أوحاه الله إليه لكتم هذا لأنه شيء عظيم أو كقوله (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[الأحزاب:1] (( اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الشرائع توقيفية لا يجوز لأحد أن يبتدع منها شيء لقوله (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) ولهذا قرر أهل العلم أن الأصل في العبادات المنع والحذر وأنه لا يجوز للإنسان أن يتعبد لله تعالى بشيء إلا ما أذن له فيه شرعا وهذا حق مستند إلى آيات متعددة وإلى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) طيب هل مثلا لو أن أحد الناس استحسن شيئا يتعبد لله به هل يكون حسنا ؟ اجيبوا يا جماعة لا يكون حسنا أبدا وبذلك يبطل تقسيم من قسم البدعة إلى نوعين ضلالة وحسنة أو إلى خمسة أنواع فإن هذا باطل لا شك فيه لأن أعلم الخلق بشريعة الله وأفصح الخلق وأنصح الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قال ( كل بدعة ضلالة ) كل بصيغة العموم التي هي أعم الألفاظ أعم صيغ العموم كل ( كل بدعة ضلالة ) وهذا العموم المحكم لا يخرج منه شيء
ولا يرد على هذا ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين جمع الناس في رمضان على أبي بن كعب وتميم الداري وكان الناس بعد أن امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من إقامة قيام رمضان بهم جماعة صاروا يقومون أفرادا أو الرجل مع الثاني أو الرجل مع اثنين وما أشبه ذلك ويحصل التشويش خرج عمر ذات ليلة وهم على هذا فأمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة ففعلا وقام بالناس بإحدى عشرة ركعة ثم خرج مرة أخرى ورآهم على هذه الحال فقال ( نعمت البدعة هذه ) فسماها بدعة وأثنى عليها أفهمتم؟ هذا الأثر استدل به جميع أهل البدع على استساغة بدعهم ونحن نجيبهم بأمرين:
الأمر الأول أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه من الخلفاء الراشدين الذين بدعتهم إن صارت بدعة ايش هي ؟ سنة فهل أنتم أيها الخلف المتخلف هل أنتم كعمر ؟ لا إذن لو صح أنها بدعة شرعية لكان عمر ممن يقتدى به وسنته متبعة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
ثانيا أنها بدعة نسبية باعتبار هجرها من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن أقامها عمر فهذه بدعة نسبية ولا يصلح أن نقول أنها بدعة لغوية لأن البدعة اللغوية لا بد ألا تكون مسبوقة لكن نقول هي بدعة نسبية باعتبار أنها هجرت من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مارا بعهد أبي بكر ثم أول خلافة عمر
ثالثا هذه البدعة لها أصل في السنة وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في قيام رمضان ثلاث ليالي وتخلف في الرابعة وقال ( إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) هذه العلة التي تأخر النبي صلى الله عليه وسلم عن إقامتها جماعة هل هي باقية في عهد عمر ؟ الجواب لا فالحكم يدور مع علته وهذه العلة في عهد عمر لا يمكن أن تكون فبطل تشبث أهل البدع بمثل هذه الكلمة من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه