قال الله تعالى : << الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا >> حفظ
الحمد هو وصف المحمود بالكمال محبة وتعظيماً ، هذا الحمد أن تصف المحمود بالكمال محبة وتعظيماً ، وبقولنا : محبة وتعظيماً خرج المدح لأن المدح لا يستلزم المحبة والتعظيم ، بل قد يمدح الإنسان شخصاً لا يساوي فلسة لكن برجاء منفعة ودفع مضرة ، أما الحمد فإنه وصف للكمال مع المحبة والتعظيم . (( الحمد لله )) هذا اسم علم لله عز وجل مختص به لا يطلب في غيره ، وهو علم على ذاته المقدسة تبارك وتعالى . (( الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ )) الجملة (( الحمد لله الذي أنزل )) هل خبر أراد الله سبحانه وتعالى أن يخبر عباده أنه محمود ، أو هي في إشارة وتوجيه على أن نحمد الله عز وجل على هذا ، أو الجميع ؟ الجميع ، وهو خبر من الله عن نفسه وهو إرشاد منه أن نحمده عز وجل على ذلك ، (( الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا )) ، (( عبده )) يعني محمد صلى الله عليه وسلم ، وصفه بالعبودية لأنه أعبد البشر لله عز وجل ، فقد وصفه الله تعالى بالعبودية في حال إنزال الكتاب عليه ، وفي حال الدفاع عنه ، وفي حال الإسراء به ، فقال جل وعلا في حال إنزال القرآن عليه : (( أنزل على عبده الكتاب )) ، وفي حال الدفاع عنه (( وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا )) [البقرة:23]، يعني محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي حال الإسراء به لقوله تعالى : (( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ))[الإسراء:1] يعني في أشرف مقامات النبي وصفه الله تعالى بأنه عبده ونعم الوصف أن يكون الإنسان عبداً لله حتى قالت عائشة : ( لا تنادني إلا بيا عبدة فإنه أشرف الأسماء ) ، وقوله : (( أنزل على عبده الكتاب )) هو القرآن ، وسمي كتاباً لأنه يكتب أو لأنه جامع لأن الكتب بمعنى الجمع ، ولهذا يقال : الكتيبة يعني المجموعة من الخيل ، والقرآن صالح فيه هذا وهذا ، فهو مكتوب وهو أيضاً جامع ، (( الكتاب ولم يجعل له عوجا )) ، (( لم يجعل له )) أي لهذا القرآن (( عوجاً )) بل هو مستقيم