قال الله تعالى : << قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا >> حفظ
ولهذا قال : (( قيماً )) و قيماً حال من قوله : (( الكتاب )) يعني حال كونه قيماً ، فإن قال قائل: لماذا لم تجعل ؟ لأن الكتاب مكتوب وقيماً منصوص ، الجواب أن قيماً نكرة والكتاب معرفة ، ولا يمكن أن توصف المعرفة بالنكرة ، ومعنى (( قيماً )) يعني أنه مستقيماً غاية الاستقامة ، وهنا ذكر نفي العيب أولاً ثم إثبات الكمال ثانياً ، إيش نفى العيب ؟
الطالب :(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا )) .
الشيخ : قوله : (( ولم يجعل له عوجا )) الكمال ؟ (( قيماً )) وهذا ينبغي أن تنقي المكان من الأذى ثم تضع الكمال ولهذا يقال : التخلية قبل التحلية ، يعني قبل أن تحلي الشيء أخل المكان عن ... التخلي ثم حلي . وفي قوله تعالى : (( ولم يجعل له عوجاً قيماً )) تنبيه وهو أنه يجب الوقوف على قوله : (( ولم يجعل له عوجا )) لأنه ... لصار الكلام متناقض (( ولم يجعل له عوجا قيماً )) كيف ؟ هل العوج قيم ؟ لا ، إذاً قف ، (( ولم يجعل له عوجاً )) (( قيما )) إلى آخره ، وما هي الحكمة في إنزال الفرقان ؟ بينها الله في قوله : (( قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ )) (( لينذر )) الضمير يحتمل أن يكون عائداً على عبده ، ويحتمل أن يكون الضمير على الكتاب ، وكلاهما صحيح ،لك أن نقول : لأجل أن ينذر به ، والكتاب نفسه منذر ، (( لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ )) أي من قبل الله عز وجل ، والبأس هو العذاب كما قال تعالى : وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ))[البقرة:177] ، وقوله تعالى : (( فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا ))[الأعراف:4]، يعني عذاباً ، (( لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ )) نجد أن الله سبحانه وتعالى حذف المفعول في قوله : (( لينذر )) وذكر المفعول في قوله : (( يبشر )) فكيف نقدم المفعول به (( لينذر )) ؟ نقدمه مقابل (( يبشر )) وهذه فائدة من فوائد علم التفسير أن الشيء يعرف بذكر قبيله المقابل له ، إذاً يبشر المؤمنين وينذر الكافرين ، وحذف المفعول بذكر دلالة ما بعده عليه ، وقلنا : أن القرآن قد يستدل ببعض الآثار على بعض بذكر مقامه ومنه قوله تعالى : (( فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا ))[النساء:71]، (( ثبات )) يعني متفرقين ، ثم قال :(( أو انفروا جميعاً )) ، (( ويبشر المؤمنين الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) لابد مع الإيمان العمل الصالح ، لا يكفي الإيمان وحده بل لابد من عمل صالح ، ولهذا ورد عن بعض السلف عليك أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله والجنة قال : بلى ، ولكن هل ... ؟ الجواب لا ، فلابد من أعمال (( ويبشر المؤمنين الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) الأول نسأل من المؤمنون ؟ المؤمنون الذين آمنوا بما يجب الإيمان به وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام ما يجب الإيمان به لجبريل لما سأله عن الإيمان فقال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) ، (( الذين يعملون الصالحات )) يعني يعملون الأعمال الصالحة ، ومتى يكون العمل صالحاً ؟ لا يمكن أن يكون صالحاً إلا إذا تضمن شيئين : الأول : الإخلاص لله عز وجل . والثاني : المتابعة لشريعة الله . فالإخلاص لله بأن لا يقصد الإنسان بعمل سوى وجه الله عز وجل . المتابعة ألا يخرج عن شريعة الله عز وجل سواء نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أو غيره ومن المعلوم أن الشرائع بعد بعثة الرسول كلها منسوخة . طيب الإخلاص ما ضده ؟ الشرك ، والإتباع ضده البدعة ، إذاً البدعة ... مهما ازدادت في قلب صاحبها ومهما كان فيها من الفجور ومهما كان فيها من ... في القلب ،
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، لأنها ليست موافقة الشيء ، طيب ولهذا نقول : كل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها غير مقبولة بل هي ضلالة كما قال صلى الله عليه وسلم ، طيب من عمل عملاً على وفق الشريعة طاهراً لكن القلب فيه رياء فهذا لا يقبل لماذا ؟ لفقد الإخلاص. إذاً لابد من أمرين: إخلاص لله عز وجل، وإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلا لم يكن صالحاً ، قال: (( أن لهم أجراً حسناً * ماكثين فيه أبداً )) (( أجراً )) أي ثواباً ، وسمى الله ثواب الأعمال أجراً لأنها في مقابلة عمل ، وهذا من عدله جل وعلا أن يسمي الثواب الذي ... الصالح من أمره أجراً حتى يطمئن الإنسان بضمان هذا الثواب ، لأنه من المعروف أن الأجر إذا قام الأجير بعمله فإنه يستحقه ، وسماه أجراً حتى يطمئن العامل لأنه سوف يكافأ به ، وقوله : (( حسناً )) فقد جاء في سورة أخرى ما هو أعلى من هذا الوصف وهو قوله تعالى :(( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ))[يونس:26]، وجاء في آية أخرى مثل هذه الآية (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60]، فهل نأخذ بما يقتضي التساوي أو بما يقتضي الأكمل ؟ بما يقتضي الأكمل فنقول :(( حسناً )) أي هو أحسن شيء، ولا شك في هذا أن ثواب الجنة لا يعادله ثواب
الطالب :(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا )) .
الشيخ : قوله : (( ولم يجعل له عوجا )) الكمال ؟ (( قيماً )) وهذا ينبغي أن تنقي المكان من الأذى ثم تضع الكمال ولهذا يقال : التخلية قبل التحلية ، يعني قبل أن تحلي الشيء أخل المكان عن ... التخلي ثم حلي . وفي قوله تعالى : (( ولم يجعل له عوجاً قيماً )) تنبيه وهو أنه يجب الوقوف على قوله : (( ولم يجعل له عوجا )) لأنه ... لصار الكلام متناقض (( ولم يجعل له عوجا قيماً )) كيف ؟ هل العوج قيم ؟ لا ، إذاً قف ، (( ولم يجعل له عوجاً )) (( قيما )) إلى آخره ، وما هي الحكمة في إنزال الفرقان ؟ بينها الله في قوله : (( قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ )) (( لينذر )) الضمير يحتمل أن يكون عائداً على عبده ، ويحتمل أن يكون الضمير على الكتاب ، وكلاهما صحيح ،لك أن نقول : لأجل أن ينذر به ، والكتاب نفسه منذر ، (( لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ )) أي من قبل الله عز وجل ، والبأس هو العذاب كما قال تعالى : وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ))[البقرة:177] ، وقوله تعالى : (( فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا ))[الأعراف:4]، يعني عذاباً ، (( لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ )) نجد أن الله سبحانه وتعالى حذف المفعول في قوله : (( لينذر )) وذكر المفعول في قوله : (( يبشر )) فكيف نقدم المفعول به (( لينذر )) ؟ نقدمه مقابل (( يبشر )) وهذه فائدة من فوائد علم التفسير أن الشيء يعرف بذكر قبيله المقابل له ، إذاً يبشر المؤمنين وينذر الكافرين ، وحذف المفعول بذكر دلالة ما بعده عليه ، وقلنا : أن القرآن قد يستدل ببعض الآثار على بعض بذكر مقامه ومنه قوله تعالى : (( فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا ))[النساء:71]، (( ثبات )) يعني متفرقين ، ثم قال :(( أو انفروا جميعاً )) ، (( ويبشر المؤمنين الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) لابد مع الإيمان العمل الصالح ، لا يكفي الإيمان وحده بل لابد من عمل صالح ، ولهذا ورد عن بعض السلف عليك أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله والجنة قال : بلى ، ولكن هل ... ؟ الجواب لا ، فلابد من أعمال (( ويبشر المؤمنين الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) الأول نسأل من المؤمنون ؟ المؤمنون الذين آمنوا بما يجب الإيمان به وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام ما يجب الإيمان به لجبريل لما سأله عن الإيمان فقال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) ، (( الذين يعملون الصالحات )) يعني يعملون الأعمال الصالحة ، ومتى يكون العمل صالحاً ؟ لا يمكن أن يكون صالحاً إلا إذا تضمن شيئين : الأول : الإخلاص لله عز وجل . والثاني : المتابعة لشريعة الله . فالإخلاص لله بأن لا يقصد الإنسان بعمل سوى وجه الله عز وجل . المتابعة ألا يخرج عن شريعة الله عز وجل سواء نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أو غيره ومن المعلوم أن الشرائع بعد بعثة الرسول كلها منسوخة . طيب الإخلاص ما ضده ؟ الشرك ، والإتباع ضده البدعة ، إذاً البدعة ... مهما ازدادت في قلب صاحبها ومهما كان فيها من الفجور ومهما كان فيها من ... في القلب ،
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، لأنها ليست موافقة الشيء ، طيب ولهذا نقول : كل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها غير مقبولة بل هي ضلالة كما قال صلى الله عليه وسلم ، طيب من عمل عملاً على وفق الشريعة طاهراً لكن القلب فيه رياء فهذا لا يقبل لماذا ؟ لفقد الإخلاص. إذاً لابد من أمرين: إخلاص لله عز وجل، وإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلا لم يكن صالحاً ، قال: (( أن لهم أجراً حسناً * ماكثين فيه أبداً )) (( أجراً )) أي ثواباً ، وسمى الله ثواب الأعمال أجراً لأنها في مقابلة عمل ، وهذا من عدله جل وعلا أن يسمي الثواب الذي ... الصالح من أمره أجراً حتى يطمئن الإنسان بضمان هذا الثواب ، لأنه من المعروف أن الأجر إذا قام الأجير بعمله فإنه يستحقه ، وسماه أجراً حتى يطمئن العامل لأنه سوف يكافأ به ، وقوله : (( حسناً )) فقد جاء في سورة أخرى ما هو أعلى من هذا الوصف وهو قوله تعالى :(( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ))[يونس:26]، وجاء في آية أخرى مثل هذه الآية (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60]، فهل نأخذ بما يقتضي التساوي أو بما يقتضي الأكمل ؟ بما يقتضي الأكمل فنقول :(( حسناً )) أي هو أحسن شيء، ولا شك في هذا أن ثواب الجنة لا يعادله ثواب