تتمة تفسير قوله تعالى : << أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار ......................>> حفظ
قال الله عز وجل : (( أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ )) الأنهار جمع نهر وهي أربعة أنواع ذكرها الله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم قال : (( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ))[محمد:15]، وهنا قال : (( تحتهم )) وفي آية أخرى يقول : (( تحتها )) والمعنى واحد لأنه إذا كانت الأنهار تجري تحت أشجارها وقصورها فهي تجري تحتها بلا شك (( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ )) (( يحلون فيها )) أي في هذه الجنات (( من أساور )) قال بعضهم : إن من هنا زائدة لقول الله تعالى : (( وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ ))[الإنسان:21]، فمن زائدة لكن هذا القول ضعيف ، لأن من لا تزاد في الإثبات كما قال ابن مالك رحمه الله في الألفية : " وزيد في نفي وشبهه فجر نكرة كما لباغ من مطر " وإذا بطل هذا القول فإن من إما أن تكون للبيان لأن أساور من أي شيء ؟ من فضة ، من حديد ، من ذهب ، من زبرجد ، ما ندري فتكون من إيش ؟ بيانية ، وإما أن تكون من أساور ، أنا غلطت ، من بيانية في من الأخرى ، (( يحلون فيها من أساور )) إما أن تكون للتبعيض ، يحلون فيها بعض أساور ، لأن الأساور الكثيرة العظيمة توزع عليهم فتكون من للتبعيض يعني بعض أساور أي يحلى كل واحد منهم شيئاً من هذه الأساور وحينئذ لا يكون فيه إشكال ، (( من ذهب )) هذه من بيانية ، (( من )) بيان لأساور أنها من ذهب ، ولكن لا تحسبوا أن الذهب الذي في الجنة كالذهب الذي في الدنيا يختلف اختلافاً عظيماً