قال الله تعالى : << و لولآإذ دخلت جنتك قلت ما شآء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا >> حفظ
(( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ )) يعني هلا (( إذ دخلت جنتك )) أي حين دخولك إياها ، (( قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ )) حتى تجعل الأمر مفوضاً إلى من ؟ إلى الله عز وجل ، وقوله : (( ما شاء الله )) فيها وجهان : الوجه الأول : أن ما اسم موصول خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا ما شاء الله . والثاني : أن ما شرطية و(( شاء الله )) فعل الشرط وجوابه محذوف والتقدير ما شاء الله كان (( لا قوة إلا بالله )) يعني تفويض القوة إلى الله عز وجل فهو الذي له القوة المطلقة ، القوة جميعها ، يعني وهذه الجنة ما صارت بقوتك أنت ولا بمشيئتك أنت ولكنها بمشيئة الله وقوته ، وينبغي للإنسان إذا أعجبه شيء من مال أن يقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله حتى يفوض الأمر إلى الله عز وجل لا إلى حوله وقوته ، وقد جاء في الأثر أن ما قال ذلك في شيء يعجبه من ماله فإنه لن يرى فيه مكروهاً . قال الله عز وجل : (( إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا )) (( إن )) هذه شرطية ، وفعل الشرط (( تر )) والنون للوقاية والياء محذوفة للتخفيف والأصل ترني ، (( أنا )) ضمير فصل لا محل له من الإعراب ، (( أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا فَعَسَى رَبِّي )) يعني أنت إن احتقرتني بكوني أقل منك مالا وأقل منك ولدا ولست مثلك في عزة النفر