قال الله تعالى : << و عرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا >> حفظ
(( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا )) (( عرضوا )) من العارض ؟ الله عز وجل ، ويحتمل أن الملائكة تأتي بعلم الله وتعرضهم عليه (( على ربك )) وهو الله سبحانه وتعالى ، (( صفاً )) يعني حال كونهم صفاً بمعنى صفوفاً فيحاسبهم جل وعلا ، أما المؤمن فإنه يخلو به سبحانه وتعالى وحده ويقرر بذنوبه ويقول له : عملت كذا وعملت كذا فيقر ، فيقول له أكرم الأكرمين : إني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، اللهم لك الحمد ، يغفرها الله عز وجل له يوم القيامة فلا يؤاخذه عليها وفي الدنيا يسترها ، وهذا هو الواقع ، الآن كم من ذنوبك عندك في الخفاء ؟ كثيرة ، سواء كانت عملية في الجوارح الظاهرة أو عملية من عمل القلوب تستر ، سوء الظن موجود ، الحسد موجود ، إرادة السوء بالمسلم ما هو بكل المسلمين موجود ، وهو مستور عليك ، أعمال أخرى من أعمال الجوارح موجودة ولكن الله تعالى يسترها على العبد ، إننا نؤمل إن شاء الله أن الذي سترها علينا في الدنيا أن يغفرها لنا في الآخرة ، يغفرها الله عز وجل يقول : أغفرها لك اليوم ، ثم قال : (( لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ )) الله أكبر ، الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات : اللام ، وقد ، والقسم المقدر يعني والله لقد جئتمونا ، (( كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ )) ليس معكم مال .