قال الله تعالى : << وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا >> حفظ
(( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ )) هذا أيضاً فيه تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام من وجه آخر ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يقول : لماذا لم يعاجلوا بالعقوبة ؟ كيف يكذبونني وأنا رسول الله ولم يعاقبوا ؟ فبين الله له أن الله الرب عز وجل هو الغفور أي الذي يستر الذنوب (( ذو الرحمة )) الذي يلطف بالمذنب ، ولهذا قال : (( لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ )) لأنه لو أراد الله أن يؤاخذ الناس بما كسبوا لعجل لهم العذاب وقد بين الله عز وجل هذا العذاب في آيات أخرى فقال : (( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ )) لأهلكهم في الحال (( وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ))[فاطر:45] . (( بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا )) (( بل )) هذه للإبطال ، إضراب إبطالي يعني بل لن يسلموا من العذاب إذا أخر عنهم (( لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا )) أي ملجئاً ، متى هذا ؟ يوم القيامة ، ويحتمل أن يكون ما يحصل للكفار من القتل على أيدي المؤمنين كما قال عز وجل : (( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ))[التوبة:14-15] ، فنقول : (( بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا )) نقول : هذا يحتمل أن يكون المراد ما سيكون عليهم من القتل والأخذ في الدنيا أو ما سيكون عليهم يوم القيامة الذي لا مفر منه