تتمة تفسير قوله تعالى : << و إذ قال موسى لفتاه لآ أبرح ..............>> حفظ
إذاً نبدأ الدرس قال الله تعالى : (( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ))[الكهف:60]، (( لا أبرح )) أي لا أزال ، والخبر محذوف والتقدير لا أزال أسير حتى أبلغ هذا أو أمضي سنين فجعل الغاية أحد أمرين : إما أن يبلغ مجمع البحرين ولو في زمن قصير أو يبقى أزمنة طويلة إما ثمانون سنة أو أكثر حتى يصل إلى هذا الرجل الذي أخبره الله عز وجل . وما مجمع البحرين ؟ قيل : إنه مكان والله أعلم به ، لكن موسى يعلم ، وقيل : إنه ملتقى البحر الأحمر مع البحر الأبيض ، وكان فيما سبق بينهما أرض حتى فتحت القناة وهذا ليس ببعيد أنه قيل له : إن عبداً من عبادنا في مجمع البحرين وذهب إلى هذا . (( أو أمضي حقبا )) أو هنا للتنويع ، يعني إما كذا وإما كذا ، وقيل : أو بمعنى إلا ، أي حتى أبلغ مجمع البحرين إلا أن أمضي حقباً أي سنين طويلة قبل مبلغه ، لكن الوجه الأول أسد . (( أو أمضي حقبا )) فماذا صنع ؟ تهيأ لذلك وسار