قال الله تعالى : << حتى إذا بلغ بين السدين و جد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا >> حفظ
(( حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ )) السدين هما جبلان عظيماً يحولان بين الجهة الشرقية من شرق أسيا والجهة الغربية وهما جبلان عظيمان لكن بينهما منفذ ينفذ منه الناس فبلغ بينهما بين السدين (( وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا )) (( من دونهما )) يعني لا بينهما ولا ورائهما ، (( من دونهما )) وقد قيل : إنهم الأتراك تركيا (( قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا )) فيها قراءتان : (( لا يكادون يُفقِهون قولاً )) و (( لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا )) والفرق بينهما ظاهر (( لا يفقهون )) يعني هم ، (( لا يُفقِهون )) غيرهم يعني هم لا يعرفون لغة الناس والناس لا يعرفون لغتهم وهذا فائدة القراءتين لأن القراءتين كلتاهما صحيح وكل واحدة تحمل معنى غير معنى القراءة الأخرى لكن بازدواجهما نعرف أن هؤلاء القوم لا يعرفون لغة الناس والناس لا يعرفون لغتهم (( لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا )) .
(( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ )) وحينئذ يقع إشكال كيف يقول : (( لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا )) ثم ينقل عنهم أنهم خاطبوا ذو القرنين بخطاب واضح فصيح (( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ )) الجواب عن هذا سهل جداً وهو أن ذو القرنين أعطاه الله تعالى ملكاً عظيماً وعنده من المترجمين ما يعرف به ما يريد وما يعرف به ما يريد وغيره على أنه قد يكون الله عز وجل قد ألهمه لغة الناس الذين استولى عليهم كلهم المهم أنهم خاطبوا ذا القرنين بخطاب واضح