قال الله تعالى : << ءاتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قالءاتوني أفرغ عليه قطرا >> حفظ
فطلب منهم (( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ )) فجمعوه لهم ، والزَبَر يعني القطع من الحديد ، فجمعوا الحديد وجعلوه يساوي الجبال ، وهذا يدل على القوة العظيمة في ذلك الوقت ، يعني أرطال من الحديد تجمع حتى تساوي الجبال الشاهقة العظيمة (( حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ )) يعني جانبي الجبلين (( قَالَ انفُخُوا )) يعني انفخوا على هذا الحديد ، وليس المراد بأفواهكم لأن هذا لا يمكن ، ولكن انفخوا بالآلات والمعدات التي عنده لأن الله أعطاه ملكاً عظيماً فنفخوا ، (( حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا )) والحديد معروف أنه إذا أوقد عليه النار يكون نار ، تكون القطعة كأنها جمرة بل هي أشد من الجمرة ، ثم طلب أن يأتوا قطراً يفرغه عليه ، القطر هو النحاس المذاب كما قال الله تعالى : (( وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ))[سبأ:12] ، يعني النحاس أساله الله تعالى لسليمان ، بدل ما كان معدن قاسي يحتاج إلى إخراج بالمعاول ثم صهر بالنار لا ، أسال الله له عين القطر كأنها ماء ، سبحان الله ، هذا ذو القرنين قال : (( آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا )) فأفرغ القطر ، النحاس ، اشتبك النحاس مع قطع الحديد فكان قوياً