قال الله تعالى : << خالدين فيها لا يبغون عنها حولا >> حفظ
(( كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا )) (( خالدين فيها )) يعني أبداً أو لا ؟ أبداً ولا نزاع في هذا بين أهل السنة ، (( لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا )) أي لا يطلبون (( عنها )) أي بدلاً عنها (( حولاً )) أي تحولاً ، لماذا ؟ لأن كل واحد راض بما هو فيه من النعيم ، وكل واحد لا يرى أن أحداً أكمل منه وهذا من تمام النعيم ، أنت مثلاً لو نزلت قصراً منيفاً فيه من كل ما يبهج النفس ولكنك ترى قصر فلان أعظم منه هل يكمن صدورك ؟ من يريد الدنيا لا يكمن صدورهم ، لأنه يرى أن غيره خير منه ، لكن في الجنة وإن كان الناس درجات لكن النازل منهم وليس فيه النازل يرى أنه لا أحد أنعم منه ، عكس أهل النار ، أهل النار يرى الواحد منهم أنه لا أحد أشد منه وأنه أشدهم . (( لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا )) يعني لو قيل للواحد : هل ترغب أن نجعلك في مكان آخر في مكانك ؟ لقال : لا ، وهذا من نعمة الله على الإنسان أن يقنع الإنسان بما أعطاه الله عز وجل وأن يطمئن ولا يقلق ، (( لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ))