تفسر قول الله تعالى : << و لولا فضل الله عليكم ورحمته و أن الله تواب رحيم >> حفظ
" وأن الله تواب لقبول التوبة في ذلك وغيره حكيم فيما حكم به في ذلك وغيره فبين الحق في ذلك وعاجل بالعقوبة من يستحقها " قوله لولا هذه شرطية (( ولولا فضل الله عليكم ورحمته )) ويسمونها حرف امتناع للوجود يعني أنها منعت شيئا لوجود شيء هنا ننظر ما هو الذي امتنع من وجود شيء ؟ الذي امتنع هو الجواب المحذوف جواب لولا المحذوف وهو ما قدره المؤلف بقوله لبين الحق في ذلك وعاجل بالعقوبة من يستحقها هذا هو الذي امتنع من وجود أي شيء ؟ من وجود فضل الله ورحمته فالحاصل أن الذي منع جواب لولا في هذه الآية هو فضل الله ورحمته وأما فضل فهو مبتدأ وخبره محذوف لأن لولا يحذف بعدها الخبر وجوبا قال ابن مالك رحمه الله " وبعد لولا غالبا حذف الخبر حتم "
يعني لازم فهنا لولا إذن تحتاج إلى جواب جوابها مقدر وتحتاج إلى خبر مبتدأ وهو محذوف أيضا ويحذف وجوبا بعد لولا غالبا كما قال ابن مالك رحمه الله وقوله (( لولا فضل الله عليكم ورحمته )) إلى آخره الفضل من آثار الرحمة في الحقيقة لكن الرحمة تكون فيها يضطر إليه العبد وفي الزيادة أيضا والفضل في الزيادة فقط فيكون عطف الرحمة هنا على الفضل من باب عطف العام على الخاص لأن الفضل من آثار الرحمة لكنه أخص منها حيث أنه زائد على ما يحتاج العبد إليه ويضطر إليه وأما الرحمة فتكون فيما يحتاج إليه العبد وفيما زاد على ذلك وقوله يقول المؤلف بالستر في ذلك هذا بناء على خصوص الآية في المتلاعنين والصواب أن الآية عامة يعني لولا فضل الله عليكم ورحمته في هذا وغيره ما بس في الستر لحصل لكم ما لم يحصل لكم الآن فالصواب إبقاء الآية على عمومها وأنه لولا هذا الفضل والرحمة من الله ما حصل لهم الذي حصل من هذا التيسير وهذا التشريع الحكيم وقوله (( وأن الله )) معطوف على فضل يعني ولولا أيضا أن الله تواب حكيم تواب سبق لنا أن التواب كثير التوبة وأن توبة الله على عباده تنقسم إلى قسمين أحدهما التوفيق للتوبة والثاني قبول التوبة ومنه قوله تعالى : (( ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم )) وتطلب التوبة من العبد إلى الله وهي من العبد إلى الله بمعنى الرجوع من معصيته إلى طاعته فالعبد تواب والله تواب لكن فرق بين تواب التي يوصف بها الله وتواب الذي يوصف بها العبد فتواب التي يوصف بها الله معناها الموفق للتوبة القابل لها وتواب التي يوصف بها العبد معناها الرجاع إلى الله سبحانه وتعالى من معصيته إلى طاعته
وقوله (( حكيم )) سبق لنا أنها مشتقة من الحكم والحكمة فتكون بمعنى حاكم وبمعنى محكم حكيم مشتقة من الحكم والحكمة فهي بمعنى حاكم ومحكم والحكم لله سبحانه وتعالى ينقسم إلى كوني وشرعي ومر علينا قريبا في التوحيد والحكمة تكون في الحكم الكوني وتكون كذلك في الحكم الشرعي فمحل الحكمة الحكمان يعني الحكم الكوني والحكم الشرعي والحكمة أيضا كما مضى علينا سابقا تكون حكمة في الإيجاد وحكمة في الصورة وحكمة في الغاية حكمة الله ليست هي غايات الأمور لا في الإيجاد وفي الصورة وفي الغاية كيف في الإيجاد وفي الصورة وفي الغاية ؟ يعني أن الله لا يوجد شيئا إلا لحكمة ثم إيجاده على صورة معينة حكمة أخرى ثم الغاية من هذا الإيجاد حكمة ثالثة إذن فحكمة الله سبحانه وتعالى تتعلق يا اسماعيل بالإيجاد يلا اللغة العربية تصعب عليك فهمها طيب ايش تقول عادل؟
الطالب: بالايجاد و...
الشيخ : حكمة الله في الإيجاد والصورة والغاية فمثلا إيجاد الشمس هذا لحكمة وهي حكمة إيجاده كونها على هذه الصورة المعينة وفي هذه الحرارة وهذه المسافة عن الأرض وبهذا السير المعين هذه حكمة في الصورة هذه أيضا حكمة الغاية منها وهي مصالح الخلق هذه أيضا حكمة إيجاد الإنسان حكمة وكونه على هذا الوجه من الصورة حكمة والغاية من إيجاده حكمة وهكذا في الأمور الكونية والشرعية فإن تشريع الشرائع حكمة وكونها على هذا الوجه المعين حكمة والغاية منها وهو إصلاح الخلق حكمة أيضا فالحاصل إذن أن حكمة الله سبحانه وتعالى تكون في ايش؟ في الإيجاد والصورة والغاية وأن الله تواب حكيم طيب والحكيم قلنا أن معناها حاكم ومتقن أي حكمة والحكمة كما عرفتم الآن تكون في الشرع وفي القدر لأنها تكون في الحكمين وتكون في الإيجاد والصورة والغاية أظن الأمر واضح نعم طيب جواب لولا (( لولا فضل الله عليكم ورحمته )) ايش الجواب ؟ يقول المؤلف رحمه الله " لبين الحق كذا عندكم ؟ في ذلك وعاجل بالعقوبة من يستحقها " المؤلف قصر هذه الآية ولولا فضل الله عليكم ورحمته قصرها على قصة المتلاعنين يعني لولا أن الله تفضل علينا ورحمنا لبين الحق في ذلك أي بين كذب الزوج إن كان كاذبا وكذب المرأة إن كانت هي كاذبة وعاجل بالعقوبة من يستحقها من أحدهما لأن أحدهما كما قال النبي عليه الصلاة والسلام الله تعالى يقول عليه الصلاة والسلام لما تلاعنا ( الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما أحد تائب ) يعني يعرض لهما بالتوبة وأحدهما كاذب الزوج وإلا الزوجة وهذا صحيح ويعرض عليهما التوبة أحد يتوب والمؤلف رحمه الله يرى أن هذه الآية خاصة بقصة المتلاعنين والصواب أنها عامة فيها وفي غيرها لماذا ؟ لأن الله لم يقيدها قال (( لولا فضل الله عليكم )) ولقال في ذلك ثم العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وإذن يكون الجواب المقدر غير ما قدره المفسر يكون ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما حصل لكم هذه المصالح وانتفت عنكم تلك المفاسد وهذا عام أعم مما قاله المؤلف نعم
الطالب : الخبر...؟
الشيخ : لا الخبر محذوف جواب جملة الجملة هذه جواب لولا
الطالب : خبر لولا
الشيخ : لا جواب لولا لا تقول خبر لولا أما فضل الله عليكم ورحمته فخبر محذوف والتقدير موجود ولولا فضل الله عليكم ورحمته موجودان لحصل كذا وكذا طيب نرجع إلى استنباط الفوائد من هذه الآيات