تفسيرقول الله تعالى : << إذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم و تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم >> . حفظ
له في التوبيخ فإنك إذا تحدثت لصاحبك بصيغة الغائب صار ألطف وأهون وإذا أتيت بعد ذلك بصيغة الخطاب صار أبلغ سواء كان ذلك مدحا أم ثناء نعم فمن الثناء (( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين )) ثم قال (( إياك نعبد )) فأثنى على الله المصلي أثنى على الله بصيغة الغائب الحمد لله ثم بصيغة (( إياك نعبد )) المخاطب كأنه بعد الثناء صار حاضرا بين يدي ربه فقال (( إياك نعبد )) إذن الالتفات هنا من الغيبة إلى الخطاب فائدته التنبيه وقوة التوبيخ لأن الخطاب أبلغ انظر إلى قوله تعالى : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى ))... في الأول عبس للغائب ثم قال وما يدريك لأنه النبي صلى الله عليه وسلم كأن الله سبحانه وتعالى لم يشأ أن يخاطبه بهذا اللفظ عبست وتوليت بل عبس وتولى حتى تبين ثم قال وما يدريك لعله يزكى هذه مثلها المهم أنه إذا انتقل من صيغة الغيبة إلى صيغة الخطاب فله فائدة التنبيه وزيادة فائدة أخرى تستفاد من السياق
طيب (( إذ تلقونه بألسنتكم )) يعني أنه يرويه بعضكم عن بعض تلقى الشيء بمعنى استقبله وأخذه فهم يتلقونه بألسنتهم ويقولون بأفواههم ما ليس لهم به علم الفرق بين وتقولون بأفواهكم وتلقونه بألسنتكم التلقي أخذه من الغيب تلقاه مثل تلقي الجلب يعني استقباله فالتلقي استقبال الكلام (( وتقولون بأفواهكم )) ذلك لإلقاء الكلام إلى الغير وفيه إشارة إلى أن هذا القول لا يصل إلا القلب وإنما هو مجرد كلام باللسان وذلك لتشكك كثير من الصحابة في هذا الخبر وسبق أن جمهورهم وفضلاءهم أنكروه من أول الأمر (( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم )) وفي هذا من التوبيخ ما فيه أن يقول الإنسان بفمه بأفواه جمع فاه وهو الفم تقول بفمك ما ليس لك به علم طيب إذا قال قائل أليس القول بالفم لماذا قال تقولون بأفواهكم مع أن القول لا يكون إلا بالفم ؟
الطالب :...
الشيخ : وليس مستقرا في نفوسهم أي نعم هذا هو لأنه مجرد كلام باللسان وبالفم ولكنه لم يستقر في القلب لأنه ليس عن علم وقد يقال إن هذا من باب التأكيد كما في قوله مشى برجله إلى فلان تحقيقا للمشي يعني أنه قول محقق تقولونه قولا صريحا وليس ذلك ظنا في النفس فإن القول يطلق على الظن ومثله أيضا (( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم )) فإن الطائر يطير بجناحيه ومعلوم أن الطائر لا يطير إلا بجناحيه نعم (( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم )) فعلى كل حال نقول إن قوله بأفواهكم إما أن يراد به تحقيق القول وأنه ليس مجرد ظن أو تخيل بل يقولونه صراحة بأفواههم وإما أن يقال أن هذا القول على مجرد الفم فقط ولا يصل إلى قرارة النفس لأنه وإن كانوا يقولونه ولكنهم كأنهم يستبعدونه مستريبون في حقيقته وقوله (( ما ليس لكم به علم )) ما أكثر ما يقع هذا من الناس لا بد أن الإنسان لا يقول قولا إلا وله به علم ما يكفي أن تقول قولا لمجرد الظن ولا لمجرد الوهم أو التخيل لا تقل خصوصا في الأمور الخطيرة إلا فيما لك به علم ولهذا قال الله عز وجل : في سورة الإسراء (( ولا تقف ما ليس لك به علم )) يعني لا تتبعه (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) فأنت مسئول عن سمعك وبصرك وقلبك اللي هو محل الظن والاعتقاد إذن لا تقل ما ليس لك به علم لا تتبع ما ليس لك به علم فلا بد أن يكون الإنسان على علم وهذه تربية من الله عز وجل تفيد أن الإنسان يتثبت فيما يقول ليكون قوله معتبرا وليسلم من إثم القول بلا علم لاسيما إذا كان القول على الله فإنه لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كان القول في مثل هذه الأمور الخطيرة التي فيها القدح في النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأصحابه وبالتالي القدح في الدين لأنه إذا قدح في الرسول الذي جاء به فهو قدح في نفس الدين الذي أتى به هذا الرسول ونقص فيه
قال الله تعالى (( وتحسبوه هينا )) لا إثم فيه (( وهو عند الله عظيم ))في الإثم " في هذه الجملة من تعظيم هذا الأمر ما فيه يعني تحسبون أن القول في هذا الأمر تحسبونه هينا وأنها كلمات تقال وتنقل لكنه عند الله عظيم ويتعاظم كلما كان الإنسان المقول فيه أبعد عما قيل فيه ولهذا قذف المحصن فيه الحد وقذف غير المحصن فيه التعزير يعني لو قذف إنسانا متهما بالزنا وليس عفيفا عزر فقط ولو قذف إنسانا معروفا بالعفة وجب فيه الحد كاملا ولهذا قال (( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )) وقلنا أنه يتعاظم بحسب حال المقذوف المتكلم فيه وكذلك إذا لم يكن الكلام قذفا يكون أعظم بحسب حال القول ولهذا يقول الله عز وجل : (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) فأعظم الكذب، الكذب على الله ثم على رسوله صلى الله عليه وسلم وهكذا يتعاظم الكذب بحسب من نمي إليه الكلام
طيب (( إذ تلقونه بألسنتكم )) يعني أنه يرويه بعضكم عن بعض تلقى الشيء بمعنى استقبله وأخذه فهم يتلقونه بألسنتهم ويقولون بأفواههم ما ليس لهم به علم الفرق بين وتقولون بأفواهكم وتلقونه بألسنتكم التلقي أخذه من الغيب تلقاه مثل تلقي الجلب يعني استقباله فالتلقي استقبال الكلام (( وتقولون بأفواهكم )) ذلك لإلقاء الكلام إلى الغير وفيه إشارة إلى أن هذا القول لا يصل إلا القلب وإنما هو مجرد كلام باللسان وذلك لتشكك كثير من الصحابة في هذا الخبر وسبق أن جمهورهم وفضلاءهم أنكروه من أول الأمر (( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم )) وفي هذا من التوبيخ ما فيه أن يقول الإنسان بفمه بأفواه جمع فاه وهو الفم تقول بفمك ما ليس لك به علم طيب إذا قال قائل أليس القول بالفم لماذا قال تقولون بأفواهكم مع أن القول لا يكون إلا بالفم ؟
الطالب :...
الشيخ : وليس مستقرا في نفوسهم أي نعم هذا هو لأنه مجرد كلام باللسان وبالفم ولكنه لم يستقر في القلب لأنه ليس عن علم وقد يقال إن هذا من باب التأكيد كما في قوله مشى برجله إلى فلان تحقيقا للمشي يعني أنه قول محقق تقولونه قولا صريحا وليس ذلك ظنا في النفس فإن القول يطلق على الظن ومثله أيضا (( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم )) فإن الطائر يطير بجناحيه ومعلوم أن الطائر لا يطير إلا بجناحيه نعم (( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم )) فعلى كل حال نقول إن قوله بأفواهكم إما أن يراد به تحقيق القول وأنه ليس مجرد ظن أو تخيل بل يقولونه صراحة بأفواههم وإما أن يقال أن هذا القول على مجرد الفم فقط ولا يصل إلى قرارة النفس لأنه وإن كانوا يقولونه ولكنهم كأنهم يستبعدونه مستريبون في حقيقته وقوله (( ما ليس لكم به علم )) ما أكثر ما يقع هذا من الناس لا بد أن الإنسان لا يقول قولا إلا وله به علم ما يكفي أن تقول قولا لمجرد الظن ولا لمجرد الوهم أو التخيل لا تقل خصوصا في الأمور الخطيرة إلا فيما لك به علم ولهذا قال الله عز وجل : في سورة الإسراء (( ولا تقف ما ليس لك به علم )) يعني لا تتبعه (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) فأنت مسئول عن سمعك وبصرك وقلبك اللي هو محل الظن والاعتقاد إذن لا تقل ما ليس لك به علم لا تتبع ما ليس لك به علم فلا بد أن يكون الإنسان على علم وهذه تربية من الله عز وجل تفيد أن الإنسان يتثبت فيما يقول ليكون قوله معتبرا وليسلم من إثم القول بلا علم لاسيما إذا كان القول على الله فإنه لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كان القول في مثل هذه الأمور الخطيرة التي فيها القدح في النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأصحابه وبالتالي القدح في الدين لأنه إذا قدح في الرسول الذي جاء به فهو قدح في نفس الدين الذي أتى به هذا الرسول ونقص فيه
قال الله تعالى (( وتحسبوه هينا )) لا إثم فيه (( وهو عند الله عظيم ))في الإثم " في هذه الجملة من تعظيم هذا الأمر ما فيه يعني تحسبون أن القول في هذا الأمر تحسبونه هينا وأنها كلمات تقال وتنقل لكنه عند الله عظيم ويتعاظم كلما كان الإنسان المقول فيه أبعد عما قيل فيه ولهذا قذف المحصن فيه الحد وقذف غير المحصن فيه التعزير يعني لو قذف إنسانا متهما بالزنا وليس عفيفا عزر فقط ولو قذف إنسانا معروفا بالعفة وجب فيه الحد كاملا ولهذا قال (( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )) وقلنا أنه يتعاظم بحسب حال المقذوف المتكلم فيه وكذلك إذا لم يكن الكلام قذفا يكون أعظم بحسب حال القول ولهذا يقول الله عز وجل : (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) فأعظم الكذب، الكذب على الله ثم على رسوله صلى الله عليه وسلم وهكذا يتعاظم الكذب بحسب من نمي إليه الكلام