تفسير قول الله تعالى : << و لا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى و المساكين و المهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم و الله غفور رحيم >> حفظ
وقد يكون الصفح بدون عفوا الإنسان يعرض عن هذا الاعتداء لكن قلبه مملوء على صاحبه ولم يعف عنه وقد يكون العفو بدون صفح بأن يتجاوز ولا يعاقبه على ذنبه ولكنه معرض عن هذا الذنب كل ما جاءت مناسبة ذكره هذا أمر الله تعالى بالأمرين جميعا يعفو ويصفح وهذا نظير قوله تبارك وتعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))[التغابن:14]ففرق الله تعالى بين العفو والصفح قال الله تعالى (( ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )) لما قرأها أبو بكر رضي الله عنه قال " بلى أنا أحب أن يغفر الله لي " ورجع إلى مسطح ما كان ينفقه عليه " قوله ألا تحبون هذا عرض أو تحضيض هو عرض ولكن بمعنى التحضيض يعني يحضنا أن نحب هذا الشيء لكننا ليس المقصود أن نحب هذا الشيء فقط بل أن نسعى في أسبابه لأن من أحب شيئا سعى في أسباب الحصول عليه قد يدعي كل واحد يقول أنا أحب أن يغفر لي ومع ذلك هو منهمك في المعاصي من ترك الواجب وفعل المحرم وهو يقول أنا أحب أن يغفر لي خلوكم معنا هل محبته هذه صادقة ؟ نعم ليست صادقة لأن من أحب شيئا سعى في الوصول إليه ولهذا قال الله تعالى (( ألا تحبون أن يغفر الله لكم )) ذلك إذا كنتم تحبون ذلك فاعفوا واصفحوا عن غيركم فإن من عفا وصفح عن غيره غفر الله له
ثم قال (( والله غفور رحيم )) الغفور مأخوذ من المغفرة وهي ستر الذنب مع التجاوز عنه وليست مطلق الستر بل ستر مع التجاوز أما الستر بدون تجاوز فليس بمغفرة وإنما قلنا إنها الستر مع التجاوز لأن التجاوز هو الذي به وقاية من العذاب وأصل ذلك من المغفر فإن المغفر يستر الرأس ويقيه ويدل على ذلك على أن الستر هو المغفرة والستر مع الوقاية أنه جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن الله يخلو بعبده المؤمن يوم القيامة ويقرره بذنوبه حتى إذا أقر بها قال الله : ( قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ) دل ذلك على أن المغفرة غير الستر وإلا لو كانت المغفرة في الدنيا من قبل والمغفرة شيء والستر شيء آخر لكن كل مغفرة تتضمن الستر وليس كل ستر يتضمن المغفرة لأن من غفر لك ولم يعاقبك معناه أنه ستر عليك إذ لو عاقبك لفضحك أبو بكر رضي الله عنه يقول المؤلف وقد رجع نقول رجّع وإلا رجع؟ أي نعم قصدي هل نشدد الجيم أو نخففها ؟ ...قال الله تعالى : (( فإن رجعك الله إلى طائفة منهم )) إن رجعك بمعنى ردك لأن رجع في الحقيقة تستعمل متعدية ولازمة رجع فعل ماضي يستعمل متعديا ولازما فإذا قلت رجعت من كذا فهذا لازم وإذا قلت رجعت إلى فلان ما استعرته منه صارت الآن متعدية إذن رجع إلى نسبة ما كان عليه بمعنى رد فتوصف بالتخفيف.
ثم قال (( والله غفور رحيم )) الغفور مأخوذ من المغفرة وهي ستر الذنب مع التجاوز عنه وليست مطلق الستر بل ستر مع التجاوز أما الستر بدون تجاوز فليس بمغفرة وإنما قلنا إنها الستر مع التجاوز لأن التجاوز هو الذي به وقاية من العذاب وأصل ذلك من المغفر فإن المغفر يستر الرأس ويقيه ويدل على ذلك على أن الستر هو المغفرة والستر مع الوقاية أنه جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن الله يخلو بعبده المؤمن يوم القيامة ويقرره بذنوبه حتى إذا أقر بها قال الله : ( قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ) دل ذلك على أن المغفرة غير الستر وإلا لو كانت المغفرة في الدنيا من قبل والمغفرة شيء والستر شيء آخر لكن كل مغفرة تتضمن الستر وليس كل ستر يتضمن المغفرة لأن من غفر لك ولم يعاقبك معناه أنه ستر عليك إذ لو عاقبك لفضحك أبو بكر رضي الله عنه يقول المؤلف وقد رجع نقول رجّع وإلا رجع؟ أي نعم قصدي هل نشدد الجيم أو نخففها ؟ ...قال الله تعالى : (( فإن رجعك الله إلى طائفة منهم )) إن رجعك بمعنى ردك لأن رجع في الحقيقة تستعمل متعدية ولازمة رجع فعل ماضي يستعمل متعديا ولازما فإذا قلت رجعت من كذا فهذا لازم وإذا قلت رجعت إلى فلان ما استعرته منه صارت الآن متعدية إذن رجع إلى نسبة ما كان عليه بمعنى رد فتوصف بالتخفيف.