المناقشة . حفظ
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم تقدم أن الله سبحانه وتعالى أمر بإجابة طلب العبد للكتابة وأن العلماء اختلفوا في ذلك فمنهم من يرى أنه على سبيل الوجوب ومنهم من يرى أنه على سبيل الاستحباب وأن الصحيح أنه على سبيل الوجوب لكن الله سبحانه وتعالى اشترط أن نعلم فيهم خيرا والخير... الصلاح في الدين والكسب فصلاح الدين يدخل فيه الأمانة والكسب ظاهر طيب وتقدم أيضا أن الله أمر بأن يؤتوا من مال الله الذي آتانا وما المراد به يا اسماعيل؟
الطالب :...
الشيخ :هذا قول والقول الثاني ؟
الطالب :من مال السيد ؟
الشيخ : من مال السيد كيف من مال السيد نعم يا عبد الله؟
الطالب :...
الشيخ :يعني أن يحط عنه من مال الكتابة وقد اختلف السلف هل يحط عنه من أول قسط أو من آخر قسط والراجح أنه من آخر قسط وذلك لأنه ربما يعجز فيعود ما أسقطه الإنسان عنه يعود إلى ملكه طيب صفة المكاتب... .
الطالب :...
الشيخ : يعني معناه يشتري نفسه من سيده هذه المكاتبة ولماذا سميت مكاتبة ؟
الطالب :...
الشيخ :لأن الغالب أن يقع بينهما كتاب كاتبت عبدي فلان على كذا وكذا قلنا إنه سبق أيضا أن الله نهى أن نكره الفتيات على الزنا على البغاء وقيد ذلك بقوله إن أردن تحصنا وأحمد يبين لنا هذا الإكراه للحرائر مطلقا وإلا بهذا القيد ؟
الطالب :...
الشيخ : للحرائر مطلقا طيب كيف تخرج هذا القيد إن أردن تحصنا ؟
الطالب :...
الشيخ : يعني النهي وارد على حالة معينة طيب هذا رأي والرأي الثاني يا صالح حجاج
الطالب :...
الشيخ :لا يقوم هذا الشرط يعني الآن الحكم على أن الإكراه على البغاء حرام أردن التحصن أو لم يردن لكن كيف نخرج هذا الشرط ؟
الطالب :...
الشيخ :بناء على الغالب يعني الله ينهى عن حالة معينة كان الناس يفعلونها في الجاهلية ولهذا لا يجوز ولا تمكينه من الزنا هذا معنى الإطلاق حتى تمكينها من الزنا لا يجوز لكن القضية النهي وارد على قضية معينة كانوا يفعلونها في الجاهلية هذا على رأي من يرى هذا القيد لا يتنزل على الغالب أو على الحال التي كانوا فيها لكن فيه رأي ثاني
الطالب :...
الشيخ : اذن وايش الفائدة ؟
الطالب :...
الشيخ : إذن يعني المبالغة في
الطالب :...
الشيخ : تبكيتهم ولومهم وتوبيخهم كيف هذه الفتيات ...يردن التحصن وأنتم تردن عكسه فيكون هذا مقصود به المبالغة في تبكيت هؤلاء الأسياد الذين يكرهون هذه الفتيات على البغاء مع أن المفروض أنهن لو أردن البغاء لكنتم تريدون التحصن والتعفف والتخريج الثالث الذي مشى عليه المؤلف أن صورة الإكراه لا يمكن أن تكون إلا إذا أردن التحصن وقلنا أن هذا غير صحيح إطلاقا السبب لأن صورة الإكراه
الطالب:...
الشيخ : تقع في غير هذه الإرادة يعني يمكن لا تريد التحصن لكن لا تريد هذا الشخص بعينه الذي أكرهها عليه أو لا تريد أن يقع منها هذا الأمر في ذلك الوقت أو على هذا الحال أو ما أشبه ذلك يعني ليس امتناع الفتاة من الزنا ليس هو محصورا في إرادة التحصن إذ أنه يكون له أغراض أخرى فعلى كل حال رأي المؤلف رحمه الله ليس صحيحا حيث زعم أن صورة الإكراه لا تتأتى إلا بهذه الإرادة فيقال له لا قد تأتي بهذه الإرادة وبإرادة أخرى غير ذلك أقرب من هذا أنها تريد أن تراغم السيد والا هي تريد الزنا ولا تريد العفاف ولكن تريد أن تراغم السيد ولا توافقه بس أليس هذا ممكن ؟ أي نعم
طيب وفي قوله تعالى : (( لتبتغوا عرض الحياة الدنيا )) إشارة إلى انحطاط رتبة من أراد ذلك من أراد عرض الدنيا وهذا صحيح وأظن مثله هنا اللام في قوله (( لتبتغوا عرض الحياة الدنيا )) هل هي للتعليل أو للعاقبة ؟ الظاهر أنها للتعليل وأن الذين يكرهون فتياتهم على ذلك إنما يريدون عرض الحياة الدنيا أي متاعه وسمي متاع الدنيا عرض لأنه يزول وهذا أمر واقع فإن متاع الدنيا كما وصفه الله عز وجل قليل فيزول عنك أو تزول عنه إذن فهو عرض يعني أمر عارض يزول وفي قوله تعالى (( الحياة الدنيا )) إشارة إلى أن هناك حياة أخرى وهي حياة الآخرة والدنيا هل هي من الدنو المعنوي أو من الدنو الزمني أو منهما جميعا ؟ منهما جميعا فهي من الدنو الزمني لأنها سابقة على الآخرة ومن الدنو المعنوي لأنها أقل بكثير من الآخرة (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن موضع سوط أحدنا في الجنة خير من الدنيا وما فيها موضع السوط يعني حوالي متر خير من الدنيا وما فيها أي دنيا هي هل هي دنياك التي تعيشها أنت أو كل الدنيا ؟ كل الدنيا من أولها إلى آخرها مهما طاب عيشها فموضع سوط أحدنا في الجنة خير منها وما فيها إذن فهي دنية بالنسبة للمرتبة نعم إذن الدنيا زمن زمان ومعنى أو إن شئت مرتبة وهو المعنى فهذه الدنيا كيف يريد الإنسان هذا العرض الزائل من هذه الحياة الدنيا على حساب الحياة الآخرة لاشك أن هذا نقص في العقل أو نقص في الإيمان أما رجل مؤمن لا يمكن أن يفضل الدنيا على الآخرة إطلاقا ولهذا خطب أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله ذات يوم ووعظ الناس وقال " أيها الناس إن كنتم تقرون بذلك " مع المخالفة يعني " فأنتم حمقى وإن كنتم لا تقرون به فأنتم هلكى " هذا صحيح والا لا يعني المخالف لشريعة الله بين أمرين إما رجل لا يؤمن بالآخرة فهو هالك وإما رجل يؤمن بالآخرة وخالف فهو أحمق لا يعرف التصرف ولا يحسن التصرف فعلى كل حال ما يليق بالإنسان أن ينشغل بالدنيا على حساب الآخرة