تفسيرقول الله تعالى : << الله نور السموات و الأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيئ و لو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشآء و يضرب الله الأمثال للناس و الله بكل شيئ عليم >> حفظ
ثم قال الله سبحانه وتعالى (( الله نور السماوات والأرض )) " أي منورهما بالشمس والقمر مثل نوره أي صفته في قلب المؤمن " إلى آخره هذه الآية تضمنت عدة أشياء أولا قال الله نور السماوات والأرض فما هذه الجملة هل هي جملة على ظاهرها وحقيقتها أم هي تحتاج إلى تأويل ؟ اختلف فيها أهل السنة وغيرهم كالعادة في بقية آيات الصفات فذهب أهل التأويل إلى أن الآية لها تأويل وجعلوا التأويل إما أن نور بمعنى منور كما ذهب إليه المؤلف أو أن نور ذو نور كما تقول رجل عدل أي ذو عدل فمعنى نور السماوات أي ذو نور السماوات والأرض أي صاحب نورهما أي الخالق للنور فيهما وعليه يعود هذا المعنى إلى المعنى الأول ولكن الاختلاف في التقدير وهذا مذهب أهل التحريف الذي يسمون أهل التأويل والأصح في تسميتهم أهل التحريف لأن التأويل في الحقيقة منه صحيح ومنه غير صحيح والأليق بالتأويل غير الصحيح أن يسمى تحريفا لأنه صرف للفظ عن مدلوله بدون دليل وهذا هو التحريف حقيقة
أما أهل السنة والجماعة فقالوا إن الآية على حقيقتها وعلى ظاهرها وأن الله سبحانه وتعالى نور السماوات والأرض لكن النور نوعان نور هو ذات الباري جل وعلا وصفاته وآياته وأحكامه وهذا غير مخلوق ونور آخر حسي مخلوق منفصل بائن عن الله فالنور الذي نراه في الشمس وفي القمر وفي النجوم وفي السرج هذه من أي النوعين ؟ من النور الحسي المخلوق ثم النور المخلوق منه أيضا حسي ومعنوي الحسي هذا الذي مثلنا به والمعنوي ما ذكره الله تعالى في قوله مثل نوره كمشكاة إلى آخره إذن أهل السنة والجماعة يقولون إن الله نور السماوات والأرض فهو نور بذاته وكذلك أيضا صفاته وكذلك آياته سماها الله تعالى نورا (( وأنزلنا إليكم نورا مبينا )) فهو سبحانه نور لكن أهل التحريف لما ظنوا أن النور هو مادة الإضاءة أو الضوء نفسه قالوا هذا عرض يزول والله سبحانه منزه عن العرض أو هذا جسم قابل للإضاءة والله سبحانه منزه عن الجسم على حد تعبيرهم وقواعدهم لكننا نقول ما الذي يوجب لنا أن نعدل بل ما الذي يصوغ لنا أن نعدل بالآية عن ظاهرها ولا نقول الله نور السماوات والأرض وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ) فأثبت لوجهه نورا لكن الطريق السليم أن نقول نور الله سبحانه وتعالى ليس مخلوقا ليس كنور القمر الذي جعله الله فيه (( وجعل القمر فيهن نورا )) وليس كنور المصباح وليس كالنور الذي يكون في قلب المؤمن من العلم والهداية والإيمان ولكن النور حقيقي لله سبحانه وتعالى فهو نور وصفاته نور وكذلك آياته نور سماها الله نورا ولكن التقسيم السليم أن نقول النور ينقسم إلى قسمين نور غير مخلوق ونور مخلوق فغير المخلوق هو نور الله عز وجل فالله تعالى نور السماوات والأرض هو نور وكلامه نور وصفاته نور أيضا ولكن ليس كالنور الذي نتصوره أو نتخيله فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) يعني لأحرقت سبحات وجهه كل شيء لأن بصره ينتهي إلى كل شيء أما النور المخلوق فإنه ينقسم إلى قسمين ما هما معنوي وحسي فالحسي ما يرى في هذه الأجسام كنور الشمس والقمر والنجوم والمصابيح وما أشبهها والمعنوي ما يكون في قلب المؤمن من العلم والإيمان وبهذا التفصيل يزول الإشكال ونبقي الآية على ظاهرها اللائق بالله عز وجل ونقول الله نور وصفاته نور وكلامه نور أيضا وذلك لأن الله تعالى وصف نفسه بهذا الشيء فما الذي يوجب لنا أن نعدل عنه بل ما الذي يصوغ إذن نور السماوات والأرض يعني هو نفسه نور فيهما نعم
الطالب:...
الشيخ : كلام الله نور لما يحصل به من الهداية يعني أصل النور هو الذي يهتدى به كأنه علم في رأسه نار إذن نقول الله سبحانه وتعالى هو نور السماوات والأرض أي نور فيهما ولكن هذا النور الذي وصف الله به نفسه وجعله من صفاته وأسمائه هل يشبه نور الأشياء المخلوقة ؟ الجواب لا كسائر الصفات إذن كلام المؤلف أي منورهما هذا تحريف وليس بصحيح وإنما معناه نور في السماوات والأرض نور بذاته و بصفاته وآياته تبارك وتعالى .
أما أهل السنة والجماعة فقالوا إن الآية على حقيقتها وعلى ظاهرها وأن الله سبحانه وتعالى نور السماوات والأرض لكن النور نوعان نور هو ذات الباري جل وعلا وصفاته وآياته وأحكامه وهذا غير مخلوق ونور آخر حسي مخلوق منفصل بائن عن الله فالنور الذي نراه في الشمس وفي القمر وفي النجوم وفي السرج هذه من أي النوعين ؟ من النور الحسي المخلوق ثم النور المخلوق منه أيضا حسي ومعنوي الحسي هذا الذي مثلنا به والمعنوي ما ذكره الله تعالى في قوله مثل نوره كمشكاة إلى آخره إذن أهل السنة والجماعة يقولون إن الله نور السماوات والأرض فهو نور بذاته وكذلك أيضا صفاته وكذلك آياته سماها الله تعالى نورا (( وأنزلنا إليكم نورا مبينا )) فهو سبحانه نور لكن أهل التحريف لما ظنوا أن النور هو مادة الإضاءة أو الضوء نفسه قالوا هذا عرض يزول والله سبحانه منزه عن العرض أو هذا جسم قابل للإضاءة والله سبحانه منزه عن الجسم على حد تعبيرهم وقواعدهم لكننا نقول ما الذي يوجب لنا أن نعدل بل ما الذي يصوغ لنا أن نعدل بالآية عن ظاهرها ولا نقول الله نور السماوات والأرض وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ) فأثبت لوجهه نورا لكن الطريق السليم أن نقول نور الله سبحانه وتعالى ليس مخلوقا ليس كنور القمر الذي جعله الله فيه (( وجعل القمر فيهن نورا )) وليس كنور المصباح وليس كالنور الذي يكون في قلب المؤمن من العلم والهداية والإيمان ولكن النور حقيقي لله سبحانه وتعالى فهو نور وصفاته نور وكذلك آياته نور سماها الله نورا ولكن التقسيم السليم أن نقول النور ينقسم إلى قسمين نور غير مخلوق ونور مخلوق فغير المخلوق هو نور الله عز وجل فالله تعالى نور السماوات والأرض هو نور وكلامه نور وصفاته نور أيضا ولكن ليس كالنور الذي نتصوره أو نتخيله فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) يعني لأحرقت سبحات وجهه كل شيء لأن بصره ينتهي إلى كل شيء أما النور المخلوق فإنه ينقسم إلى قسمين ما هما معنوي وحسي فالحسي ما يرى في هذه الأجسام كنور الشمس والقمر والنجوم والمصابيح وما أشبهها والمعنوي ما يكون في قلب المؤمن من العلم والإيمان وبهذا التفصيل يزول الإشكال ونبقي الآية على ظاهرها اللائق بالله عز وجل ونقول الله نور وصفاته نور وكلامه نور أيضا وذلك لأن الله تعالى وصف نفسه بهذا الشيء فما الذي يوجب لنا أن نعدل عنه بل ما الذي يصوغ إذن نور السماوات والأرض يعني هو نفسه نور فيهما نعم
الطالب:...
الشيخ : كلام الله نور لما يحصل به من الهداية يعني أصل النور هو الذي يهتدى به كأنه علم في رأسه نار إذن نقول الله سبحانه وتعالى هو نور السماوات والأرض أي نور فيهما ولكن هذا النور الذي وصف الله به نفسه وجعله من صفاته وأسمائه هل يشبه نور الأشياء المخلوقة ؟ الجواب لا كسائر الصفات إذن كلام المؤلف أي منورهما هذا تحريف وليس بصحيح وإنما معناه نور في السماوات والأرض نور بذاته و بصفاته وآياته تبارك وتعالى .