تتمة تفسير الآية السابقة . حفظ
من شجرة مباركة إلى آخره وفيه أيضا يوقد أي يوضع فيه الوقود وفيه أيضا توقد طيب على توقد وعلى يوقد الضمير يعود على أي شيء ؟ على الكوكب لأنه مذكر كوكب دري توقد كوكب دري يوقد لكن على قراءة توقد كأنها كوكب دري توقد يقول المؤلف على هذه القراءة أي الزجاجة يعود الضمير على الزجاجة لا على الكوكب وهنا ما يقال مثلا ان الضمير يعود إلى أقرب مذكور لأن القاعدة الضمير يعود على أقرب مذكور ما لم يوجد مانع لفظي أو معنوي فهنا وجد مانع لفظي وايش المانع اللفظي ؟ عود الضمير لأن توقد يعود الضمير على مؤنث والكوكب مذكر هذا وجد مانع لفظي يمنع من عود الضمير إلى اقرب مذكور وربما يوجد مانع معنوي مثل قوله تعالى ...وايش قبله : (( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ ))[الحج:78] الضمير يعود على من ؟ الله ملة أبيكم إبراهيم هو أي الله سماكم المسلمين من قبل وفي هذا طبعا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ما سمانا بهذا لأنه لو فرض سماكم من قبل يمكن يصح أن يكون إبراهيم ولكن في هذا لا يصح ولذلك نقول هذا مانع معنوي لأن هو صالح لأن يرجع إلى الله وصالح أن يرجع لإبراهيم عليه الصلاة والسلام ولكن المعنى يمنع منه
على كل حال نعود إلى قراءة نقول توقد ويوقد كلاهما الضمير يعود إلى الكوكب وأما توقد فالضمير يعود إلى الزجاجة التي فيها المصباح " كأنها كوكب دري من شجرة من زيت شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية بل بينهما فلا يتمكن منها حر ولا برد مضرين " نعم
الطالب:...
الشيخ : قصدك ان المؤلف أعاده على المصباح أي نعم هو يعود على المصباح لاشك ونحن قررنا أنه يعود على الكوكب وهذا لا يصح تقديره لأن الكوكب لا يوقد من هذا الشيء الكوكب لا يوقد من الشجرة الذي يوقد هو المصباح طيب يقول من شجرة من زيت شجرة كيف كان من زيت شجرة لأن الشجرة نفسها ليست هي الوقود وإنما الوقود الشجرة زيتها وقوله مباركة أي ذات بركة والبركة هي الخير الكثير الثابت مأخوذة من بركة الماء لكثرة مائها وثبوته وقوله (( زيتونة )) هل هناك شجرة غير الزيتون يوقد منها ؟ في ولكن زيت الزيتون هو أعلاها وأشدها صفاء وأشدها نورا وقوله (( لا شرقية ولا غربية )) كيف(( لا شرقية ولا غربية )) ايش معناه ؟ يقول بل بينهما فلا يتمكن منها برد ولا حر مضران طيب اللي لا شرقية ولا غربية يكون معناها أنها في ربوة أو جبل لأنها إذا كانت في منخفض هي لازم تكون شرقية أو غربية إذا كانت في المنخفض من جهة الشرق فهي شرقية الشمس آخر النهار لا تصيبها وإن كانت من جهة الغرب فهي غربية الشمس أول النهار لا تصيبها فهي إما في ربوة وذلك أكمل وأبين وإما في مكان مستو صحراوية لكنهم قالوا إنها في ربوة لأنها إذا كانت في ربوة فهي أبين واعلى وأطيب زيتا لكنها موصوفة بقوله لا شرقية ولا غربية وفي هذا دليل وإرشاد أنه ينبغي للإنسان إذا وضع الشجر ألا يضعه في مكان يحتجب عن الشمس شرقا أو غربا بل ينبغي أن يوضع الشجر في مكان يبرز للشمس شرقا وغربا
" (( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار )) لصفائه يكاد بمعنى يقرب زيتها أي زيت هذه الشجرة يضيء أي يحدث إضاءة ولو لم تمسسه نار " كيف يمكن يضيء ولو لم تمسسه نار يقول المؤلف لصفائه فإذا أصابته النار أصله صاف يكاد يضيء وايش صار ؟ (( نور على نور )) ،نور به على نور بالنار ونور الله تبارك وتعالى الذي يوجد للمؤمنين
...
أي مداوي للمؤمنين نور على نور الإيمان الآن يمكن أن نعرف كيف هذا التمثيل وهل هذا التمثيل مركب والا مفرد الظاهر أنه مركب يعني معناه مركب من هذه الأشياء ولا يتحقق ولكن التمثيل إلا بتصور هذه الأشياء مجتمعة لو قلنا أنه مفرد كان معناه كل تمثيل لا يتصل بما بعده (( مثل نوره كمشكاة )) أين المشبه ؟ نور الله والمشبه به المشكاة ثم (( فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري )) هل هذا التشبيه مستقل عما قبله أو هو في ضمن ما قبله الذي نرى وهو أبلغ أن يكون في ضمن ما قبله لأجل أن يكون التشبيه مركب من الصورة كاملة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة نعم هذا إذن تشبيه تمثيلي بمعنى أن الله شبه النور الذي في قلب المؤمن بهذه القضية كلها مشكاة فيها مصباح أين الذي يقابل المشكاة ؟ القلب والنور الذي يقذفه الله في قلبه مع نور الإيمان هو المصباح لكن هذا المصباح مركب مما في زجاجة والزجاجة الصافية لاماعة كأنه كوكب دري ووقود هذا النور من شجرة مباركة زيتونة زيتها صاف وجيد فصار الآن مادة النور جيدة وكذلك محله جيد وكذلك وقايته جيدة لأن الزجاجة تقي النور وتصفيه فالنور إذا لم يكن في زجاجة كما هو معلوم يكون مضطربا ويكون غير صافي فتجد أن هذا النور قد كملت فيه أسباب الصفاء من حيث الوقود والمكان وكذلك أسباب الشمول من حيث كونه والقوة من حيث كونه في مشكاة النور الذي في قلب المؤمن مثل هذا ولكنه في الحقيقة المؤمن كامل الإيمان فأما المؤمن ناقص الإيمان فإنه ينقص من نوره بمقدار ما نقص من إيمانه يعني لا تظنوا أن هذا التشبيه لكل قلب مؤمن لا بل المراد المؤمن الكامل الإيمان فإن الله يجعل في قلبه هذا النور العظيم وذلك أمر معلوم كلما قوي إيمان العبد وكلما قوي طلبه للحق فإن الله تعالى يأتيه بالنور وكلما ضعف إيمان العبد أو ضعف طلبه للحق فإنه يضعف نوره ولهذا قال الشافعي رحمه الله
" شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لايؤتاه عاصي "
فكلما نقص الإيمان أو نقص طلب الحق فإنه ينقص هذا النور وكلما ازداد الإنسان في طلب الحق وذلك بالتعلم وقوي إيمانه ازداد نوره ولذلك تجد أن أهل العلم تقوى معرفتهم بالشريعة بحسب ما أثر عنهم من الإيمان والتقوى
قال الله تعالى : (( نور على نور يهدي الله لنوره )) ما هو النور الذي على النور ؟ النور نور هذا المصباح على نور نار الزيت فإن هذا الزيت أصله فيه إنارة يعني يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار فكيف إذا أصابته النار كذلك نور الإيمان في القلب مثل نور الزيت ونور العلم والهداية مثل النار التي تصيب هذا الزيت (( يهدي الله لنوره من يشاء )) يقول " نور به على نور بالنار أي نور الله تعالى أي هداه للمؤمنين نور على نور الإيمان إذن فالإيمان بمنزلة الزيت والهداية بمنزلة النار التي جعل الزيت وقود لها يهدي الله لنوره أي دين الإسلام من يشاء (( ويضرب الله الأمثال للناس )) تقريبا لأفهامهم ليعتبروا فيؤمنوا (( والله بكل شيء عليم )) منه ضرب الأمثال " يهدي الله لنوره طيب هذا النور الذي يهدي الله له هو النور الذي يقذفه في قلب المؤمن ولا النور الذي ينزله للناس ؟ الذي ينزله للناس يهدي الله المؤمن إليه فالذي ينزله الله سبحانه وتعالى إلى الناس من الوحي هو نور بلا شك ويهدي إليه من يشاء وكلمة من يشاء تقدم لنا أن كل شيء علق بالمشيئة فإنه مقرون بالحكمة فالله تعالى يهدي من يشاء ولكن إذا اقتضت الحكمة هدايته وقد علمنا أن كل من طلب الحق بنية صادقة فإن الله سبحانه وتعالى يهديه وكل من زاغ عن الحق وتولى عنه فإن الله تعالى يضله قال الله تعالى (( فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون )) على كل حال من يشاء يقول ممن تقتضي الحكمة هدايته وذلك لكونه مستعدا وقابل للهداية وقوله ويضرب الله الأمثال للناس الأمثال جمع مثل وهو الشبه أو مثل وهو الشبه أيضا والأمثال كل شيء يشابه غيره فالله تعالى يضرب الأمثال للناس إما أن يضرب حسيا بحسي أو معنوي بمعنوي أو معنوي بحسي والغالب أن الله يضرب الأمثال إذا كان الأمر معنويا يضربه بأمر حسي أو إذا كان الأمر الحسي أمرا مستبعدا أو منكرا فإنه يضربه بحسي معلوم وذلك لتقريب الأمر إلى أذهان الناس مثلا نجد أن الله تعالى ضرب مثلا للذين يعبدون غير الله بأي شيء ؟ كمثل العنكبوت اتخذت بيتا هذا ضرب أمر معنوي بأمر حسي فهم يلوذون بهذه الأصنام كما أن العنكبوت تلوذ ببيتها لكن هل بيتها يقيها ؟ لا ولهذا قال (( وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت )) ونجد أن الله تعالى يضرب مثل بما ينكره الكافرون من إحياء الموتى بأي شيء ؟ بإحياء الأرض بعد موتها فإن الأرض تكون ميتة هامدة فإذا أنزل الله عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير نجد أنه هنا في الأمر المعنوي اللي هو نور الله في قلب المؤمن ونور الله سبحانه وتعالى الذي ينزله فيهتدي به المؤمن نجد أن الله تعالى ضرب به مثلا في هذه المصباح الذي في المشكاة إلى آخره
وقوله تعالى : (( والله بكل شيء عليم )) مناسبة هذه الآية أنه سبحانه وتعالى أعلم العالمين بما يطابق المثل مضربا وموردا لأن المثل له مضرب وله مورد لكن الله سبحانه وتعالى هو أعلم العالمين بهذا المضرب والمورد ومطابقة أحدهما للآخر لأنه ربما يأتي إنسان ويشبه شيئا بشيء عندما تمحص وتحقق الأمر تجد أنه لا مشابهة لكن الله سبحانه وتعالى إذا ضرب مثلا بشيء فإنه سبحانه وتعالى بكل شيء عليم لا يخفى عليه أوجه المشابهة التي يتضمنها هذا المثل وفي هذه الآية إشارة بل صريح إلى عموم علم الله سبحانه وتعالى وأنه عليم بكل شيء لا فيما يتعلق بأفعاله ولا فيما يتعلق بأفعال العباد من الذي أنكر العلم بأفعال العباد ؟ ...
آيات من متشابه القرآن والله سبحانه وتعالى حكيم يجعل في وحيه أمرا متشابها وايش يستدلون به في مثل قوله تعالى : (( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين )) قالوا حتى للغاية فمعنى ذلك أنه سبحانه وتعالى لا يعلم المجاهد والصابر إلا بعد أن يجاهد ويصبر ولكنه سبق لنا الجواب عن مثل هذا الإشكال ويأتي به خالد ....
الطالب :......
الشيخ : ما تستحضره طيب مين اللي يستحضر نعم عبد الله
الطالب :...
الشيخ :يعني قصدك تقول أن المراد العلم الذي يترتب عليه الجزاء لا لأن علم الله تعالى بالشيء قبل وقوعه لا يترتب عليه جزاء يعني كون الله يعلم أن هذا يجاهد وهذا ما يجاهد هذا لا يترتب عليه جزاء فيكون حتى نعلم العلم الذي يترتب عليه الجزاء وذلك لا يكون إلا بعد الامتحان والابتلاء
الطالب :...
الشيخ :نعم ونقول أيضا فرقا آخر علم الله بالشيء قبل وقوعه علم بأنه سيقع فلا يتعلق به شيء وعلمه بعد وقوعه علم بأنه وقع وفرق بين مدرك العلمين الأول علم بأنه سيقع ولا يترتب عليه شيء بالنسبة للمكلف والثاني علم بأنه وقع وهو الذي يترتب عليه ما رتبه الله سبحانه وتعالى بالنسبة للمكلف مفهوم يا جماعة هذا هو ما أجاب به أهل السنة عن مثل هذه الآية
الطالب : ...
الشيخ : نعم هذه شاملة نعم فهو بكل شيء عليم في نفس المثل وفيمن ينتفع به نعم .
الطالب : (( والله يرزق من يشاء بغير حساب وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ))[النور:40]
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سبق أن الله تعالى وصف نفسه بأنه نور السماوات والأرض وبينا على ذلك أن النور قسمان مخلوق وغير مخلوق فما وصف الله به نفسه وسمى به نفسه من النور فهو غير مخلوق لأن الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته هو الخالق وأما ما سواه مخلوق وأما القسم الثاني وهو النور المخلوق فينقسم أيضا إلى قسمين حسي ومعنوي فما في السماوات والأرض من الأجرام المضيئة فهذا حسي وما لدى الإنسان من الإيمان والعلم فهذا معنوي وسبق أن الله سبحانه وتعالى ضرب مثلا لنوره في قلب عبده المؤمن بمصباح كامل في مادته أي وقوده وفي محله وفي حمايته في وقوده (( يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار )) وفي حمايته ووقايته في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري وفي محله أو موضعه الذي ينعكس فيه النور في مشكاة وهذا أعلى ما يكون من الإضاءة لوجود أسبابها كاملة وهذا أيضا مثل تقريبي وإلا فنور الإيمان والعلم في قلب المؤمن أشد وأبلغ لكن تضرب الأشياء المعقولة بالأشياء المحسوسة تقريبا فقط لا تحقيقا ومساواة بل بينهما فرق ثم بين الله سبحانه وتعالى أنه يضرب الأمثال للناس الأمثال يعني الأشباه والنظائر فيضرب أحيانا المعقول بالمحسوس وأحيانا يضرب الغائب بالحاضر وهذا لا شك أنه من نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده لأن ذلك من تمام التعليم وإلا فلو شاء الله سبحانه وتعالى ما ضرب الأمثال للناس ولتركهم حتى يضلوا ولكن من تمام رحمته أن كان تعليمه على وجه الكمال والتمام ولذلك يضرب الله الأمثال لأجل أن يستدل الناس بها على ما يريده الله سبحانه إثباته لهم
على كل حال نعود إلى قراءة نقول توقد ويوقد كلاهما الضمير يعود إلى الكوكب وأما توقد فالضمير يعود إلى الزجاجة التي فيها المصباح " كأنها كوكب دري من شجرة من زيت شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية بل بينهما فلا يتمكن منها حر ولا برد مضرين " نعم
الطالب:...
الشيخ : قصدك ان المؤلف أعاده على المصباح أي نعم هو يعود على المصباح لاشك ونحن قررنا أنه يعود على الكوكب وهذا لا يصح تقديره لأن الكوكب لا يوقد من هذا الشيء الكوكب لا يوقد من الشجرة الذي يوقد هو المصباح طيب يقول من شجرة من زيت شجرة كيف كان من زيت شجرة لأن الشجرة نفسها ليست هي الوقود وإنما الوقود الشجرة زيتها وقوله مباركة أي ذات بركة والبركة هي الخير الكثير الثابت مأخوذة من بركة الماء لكثرة مائها وثبوته وقوله (( زيتونة )) هل هناك شجرة غير الزيتون يوقد منها ؟ في ولكن زيت الزيتون هو أعلاها وأشدها صفاء وأشدها نورا وقوله (( لا شرقية ولا غربية )) كيف(( لا شرقية ولا غربية )) ايش معناه ؟ يقول بل بينهما فلا يتمكن منها برد ولا حر مضران طيب اللي لا شرقية ولا غربية يكون معناها أنها في ربوة أو جبل لأنها إذا كانت في منخفض هي لازم تكون شرقية أو غربية إذا كانت في المنخفض من جهة الشرق فهي شرقية الشمس آخر النهار لا تصيبها وإن كانت من جهة الغرب فهي غربية الشمس أول النهار لا تصيبها فهي إما في ربوة وذلك أكمل وأبين وإما في مكان مستو صحراوية لكنهم قالوا إنها في ربوة لأنها إذا كانت في ربوة فهي أبين واعلى وأطيب زيتا لكنها موصوفة بقوله لا شرقية ولا غربية وفي هذا دليل وإرشاد أنه ينبغي للإنسان إذا وضع الشجر ألا يضعه في مكان يحتجب عن الشمس شرقا أو غربا بل ينبغي أن يوضع الشجر في مكان يبرز للشمس شرقا وغربا
" (( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار )) لصفائه يكاد بمعنى يقرب زيتها أي زيت هذه الشجرة يضيء أي يحدث إضاءة ولو لم تمسسه نار " كيف يمكن يضيء ولو لم تمسسه نار يقول المؤلف لصفائه فإذا أصابته النار أصله صاف يكاد يضيء وايش صار ؟ (( نور على نور )) ،نور به على نور بالنار ونور الله تبارك وتعالى الذي يوجد للمؤمنين
...
أي مداوي للمؤمنين نور على نور الإيمان الآن يمكن أن نعرف كيف هذا التمثيل وهل هذا التمثيل مركب والا مفرد الظاهر أنه مركب يعني معناه مركب من هذه الأشياء ولا يتحقق ولكن التمثيل إلا بتصور هذه الأشياء مجتمعة لو قلنا أنه مفرد كان معناه كل تمثيل لا يتصل بما بعده (( مثل نوره كمشكاة )) أين المشبه ؟ نور الله والمشبه به المشكاة ثم (( فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري )) هل هذا التشبيه مستقل عما قبله أو هو في ضمن ما قبله الذي نرى وهو أبلغ أن يكون في ضمن ما قبله لأجل أن يكون التشبيه مركب من الصورة كاملة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة نعم هذا إذن تشبيه تمثيلي بمعنى أن الله شبه النور الذي في قلب المؤمن بهذه القضية كلها مشكاة فيها مصباح أين الذي يقابل المشكاة ؟ القلب والنور الذي يقذفه الله في قلبه مع نور الإيمان هو المصباح لكن هذا المصباح مركب مما في زجاجة والزجاجة الصافية لاماعة كأنه كوكب دري ووقود هذا النور من شجرة مباركة زيتونة زيتها صاف وجيد فصار الآن مادة النور جيدة وكذلك محله جيد وكذلك وقايته جيدة لأن الزجاجة تقي النور وتصفيه فالنور إذا لم يكن في زجاجة كما هو معلوم يكون مضطربا ويكون غير صافي فتجد أن هذا النور قد كملت فيه أسباب الصفاء من حيث الوقود والمكان وكذلك أسباب الشمول من حيث كونه والقوة من حيث كونه في مشكاة النور الذي في قلب المؤمن مثل هذا ولكنه في الحقيقة المؤمن كامل الإيمان فأما المؤمن ناقص الإيمان فإنه ينقص من نوره بمقدار ما نقص من إيمانه يعني لا تظنوا أن هذا التشبيه لكل قلب مؤمن لا بل المراد المؤمن الكامل الإيمان فإن الله يجعل في قلبه هذا النور العظيم وذلك أمر معلوم كلما قوي إيمان العبد وكلما قوي طلبه للحق فإن الله تعالى يأتيه بالنور وكلما ضعف إيمان العبد أو ضعف طلبه للحق فإنه يضعف نوره ولهذا قال الشافعي رحمه الله
" شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لايؤتاه عاصي "
فكلما نقص الإيمان أو نقص طلب الحق فإنه ينقص هذا النور وكلما ازداد الإنسان في طلب الحق وذلك بالتعلم وقوي إيمانه ازداد نوره ولذلك تجد أن أهل العلم تقوى معرفتهم بالشريعة بحسب ما أثر عنهم من الإيمان والتقوى
قال الله تعالى : (( نور على نور يهدي الله لنوره )) ما هو النور الذي على النور ؟ النور نور هذا المصباح على نور نار الزيت فإن هذا الزيت أصله فيه إنارة يعني يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار فكيف إذا أصابته النار كذلك نور الإيمان في القلب مثل نور الزيت ونور العلم والهداية مثل النار التي تصيب هذا الزيت (( يهدي الله لنوره من يشاء )) يقول " نور به على نور بالنار أي نور الله تعالى أي هداه للمؤمنين نور على نور الإيمان إذن فالإيمان بمنزلة الزيت والهداية بمنزلة النار التي جعل الزيت وقود لها يهدي الله لنوره أي دين الإسلام من يشاء (( ويضرب الله الأمثال للناس )) تقريبا لأفهامهم ليعتبروا فيؤمنوا (( والله بكل شيء عليم )) منه ضرب الأمثال " يهدي الله لنوره طيب هذا النور الذي يهدي الله له هو النور الذي يقذفه في قلب المؤمن ولا النور الذي ينزله للناس ؟ الذي ينزله للناس يهدي الله المؤمن إليه فالذي ينزله الله سبحانه وتعالى إلى الناس من الوحي هو نور بلا شك ويهدي إليه من يشاء وكلمة من يشاء تقدم لنا أن كل شيء علق بالمشيئة فإنه مقرون بالحكمة فالله تعالى يهدي من يشاء ولكن إذا اقتضت الحكمة هدايته وقد علمنا أن كل من طلب الحق بنية صادقة فإن الله سبحانه وتعالى يهديه وكل من زاغ عن الحق وتولى عنه فإن الله تعالى يضله قال الله تعالى (( فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون )) على كل حال من يشاء يقول ممن تقتضي الحكمة هدايته وذلك لكونه مستعدا وقابل للهداية وقوله ويضرب الله الأمثال للناس الأمثال جمع مثل وهو الشبه أو مثل وهو الشبه أيضا والأمثال كل شيء يشابه غيره فالله تعالى يضرب الأمثال للناس إما أن يضرب حسيا بحسي أو معنوي بمعنوي أو معنوي بحسي والغالب أن الله يضرب الأمثال إذا كان الأمر معنويا يضربه بأمر حسي أو إذا كان الأمر الحسي أمرا مستبعدا أو منكرا فإنه يضربه بحسي معلوم وذلك لتقريب الأمر إلى أذهان الناس مثلا نجد أن الله تعالى ضرب مثلا للذين يعبدون غير الله بأي شيء ؟ كمثل العنكبوت اتخذت بيتا هذا ضرب أمر معنوي بأمر حسي فهم يلوذون بهذه الأصنام كما أن العنكبوت تلوذ ببيتها لكن هل بيتها يقيها ؟ لا ولهذا قال (( وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت )) ونجد أن الله تعالى يضرب مثل بما ينكره الكافرون من إحياء الموتى بأي شيء ؟ بإحياء الأرض بعد موتها فإن الأرض تكون ميتة هامدة فإذا أنزل الله عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير نجد أنه هنا في الأمر المعنوي اللي هو نور الله في قلب المؤمن ونور الله سبحانه وتعالى الذي ينزله فيهتدي به المؤمن نجد أن الله تعالى ضرب به مثلا في هذه المصباح الذي في المشكاة إلى آخره
وقوله تعالى : (( والله بكل شيء عليم )) مناسبة هذه الآية أنه سبحانه وتعالى أعلم العالمين بما يطابق المثل مضربا وموردا لأن المثل له مضرب وله مورد لكن الله سبحانه وتعالى هو أعلم العالمين بهذا المضرب والمورد ومطابقة أحدهما للآخر لأنه ربما يأتي إنسان ويشبه شيئا بشيء عندما تمحص وتحقق الأمر تجد أنه لا مشابهة لكن الله سبحانه وتعالى إذا ضرب مثلا بشيء فإنه سبحانه وتعالى بكل شيء عليم لا يخفى عليه أوجه المشابهة التي يتضمنها هذا المثل وفي هذه الآية إشارة بل صريح إلى عموم علم الله سبحانه وتعالى وأنه عليم بكل شيء لا فيما يتعلق بأفعاله ولا فيما يتعلق بأفعال العباد من الذي أنكر العلم بأفعال العباد ؟ ...
آيات من متشابه القرآن والله سبحانه وتعالى حكيم يجعل في وحيه أمرا متشابها وايش يستدلون به في مثل قوله تعالى : (( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين )) قالوا حتى للغاية فمعنى ذلك أنه سبحانه وتعالى لا يعلم المجاهد والصابر إلا بعد أن يجاهد ويصبر ولكنه سبق لنا الجواب عن مثل هذا الإشكال ويأتي به خالد ....
الطالب :......
الشيخ : ما تستحضره طيب مين اللي يستحضر نعم عبد الله
الطالب :...
الشيخ :يعني قصدك تقول أن المراد العلم الذي يترتب عليه الجزاء لا لأن علم الله تعالى بالشيء قبل وقوعه لا يترتب عليه جزاء يعني كون الله يعلم أن هذا يجاهد وهذا ما يجاهد هذا لا يترتب عليه جزاء فيكون حتى نعلم العلم الذي يترتب عليه الجزاء وذلك لا يكون إلا بعد الامتحان والابتلاء
الطالب :...
الشيخ :نعم ونقول أيضا فرقا آخر علم الله بالشيء قبل وقوعه علم بأنه سيقع فلا يتعلق به شيء وعلمه بعد وقوعه علم بأنه وقع وفرق بين مدرك العلمين الأول علم بأنه سيقع ولا يترتب عليه شيء بالنسبة للمكلف والثاني علم بأنه وقع وهو الذي يترتب عليه ما رتبه الله سبحانه وتعالى بالنسبة للمكلف مفهوم يا جماعة هذا هو ما أجاب به أهل السنة عن مثل هذه الآية
الطالب : ...
الشيخ : نعم هذه شاملة نعم فهو بكل شيء عليم في نفس المثل وفيمن ينتفع به نعم .
الطالب : (( والله يرزق من يشاء بغير حساب وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ))[النور:40]
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سبق أن الله تعالى وصف نفسه بأنه نور السماوات والأرض وبينا على ذلك أن النور قسمان مخلوق وغير مخلوق فما وصف الله به نفسه وسمى به نفسه من النور فهو غير مخلوق لأن الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته هو الخالق وأما ما سواه مخلوق وأما القسم الثاني وهو النور المخلوق فينقسم أيضا إلى قسمين حسي ومعنوي فما في السماوات والأرض من الأجرام المضيئة فهذا حسي وما لدى الإنسان من الإيمان والعلم فهذا معنوي وسبق أن الله سبحانه وتعالى ضرب مثلا لنوره في قلب عبده المؤمن بمصباح كامل في مادته أي وقوده وفي محله وفي حمايته في وقوده (( يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار )) وفي حمايته ووقايته في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري وفي محله أو موضعه الذي ينعكس فيه النور في مشكاة وهذا أعلى ما يكون من الإضاءة لوجود أسبابها كاملة وهذا أيضا مثل تقريبي وإلا فنور الإيمان والعلم في قلب المؤمن أشد وأبلغ لكن تضرب الأشياء المعقولة بالأشياء المحسوسة تقريبا فقط لا تحقيقا ومساواة بل بينهما فرق ثم بين الله سبحانه وتعالى أنه يضرب الأمثال للناس الأمثال يعني الأشباه والنظائر فيضرب أحيانا المعقول بالمحسوس وأحيانا يضرب الغائب بالحاضر وهذا لا شك أنه من نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده لأن ذلك من تمام التعليم وإلا فلو شاء الله سبحانه وتعالى ما ضرب الأمثال للناس ولتركهم حتى يضلوا ولكن من تمام رحمته أن كان تعليمه على وجه الكمال والتمام ولذلك يضرب الله الأمثال لأجل أن يستدل الناس بها على ما يريده الله سبحانه إثباته لهم