تفسير قول الله تعالى : << في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيه اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال >> حفظ
ثم قال الله تعالى : (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال )) إلى آخره في بيوت متعلق بيسبح... ايش معنى المتعلق ؟ الفعل يتعدى إلى المفعول بنفسه وأحيانا يتعدى إلى المفعول بحرف الجر نعم إذا تعدى إلى المفعول بحرف الجر يقال هذا متعلق به وإلا في الحقيقة أن الجار والمجرور متعلق هو مجرور في الحقيقة لكنه لا يتعدى بنفسه فيسبح تعلق بها قوله في بيوت يعني أن العامل الجار والمجرور هو قوله يسبح نعم (( في بيوت أذن الله )) أن ترفع تعظم ويذكر فيها اسمه بتوحيده " إلى آخر أذن المراد هنا الإذن الشرعي فمعنى أذن أي شرع أن تعظم ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها " امر النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور " يعني في الحارات " وأن تطيب " وهذا فيه دليل على أن الإذن هنا بمعنى الشرع وقد سبق أن قررنا أن الإذن ينقسم إلى قسمين إذن كوني وإذن شرعي فمثال الإذن الكوني (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) ومثال الإذن الشرعي (( شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) هذا لا يصح أن تكون إذنا قدريا كونيا لماذا؟ لأن الإذن القدري الكوني لم ينتف فإنهم شرعوا وما شرعوا إلا بإذن الله كونا وقدرا فإذن ما لم يأذن به الله أي شرعا ولا بد على كل حال الآن الإذن إذن الله ينقسم إلى قسمين كوني وشرعي فالكوني مثله في قوله تعالى
الطالب : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ))
الشيخ :والشرعي شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وقد يأتي الإذن بمعنى الاستماع كقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما أذن الله لشيء إذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ) ما أذن الله لشيء أي استمع استماعه لهذا النبي الذي يتغنى بالقرآن يجهر به طيب إذن أذن الله في الآية التي معنا (( أذن الله أن ترفع )) من أي الإذنين ؟ الشرعي طيب هل يتعين أن تكون للشرعي ؟
الطالب :...
الشيخ : ولماذا ؟
الطالب :في بيوت
الشيخ :طيب وفي بيوت لأن التعليل جوابكم صحيح لكن التعليل لو أذن بذلك قدرا لكانت المساجد تعظم ولابد وترفع ولابد لأن الإذن الكوني والقدري والمعنى واحد لابد فيه من وقوع المألوف كل ما يتعلق بالأمور الكونية لابد من وقوعها فلو كان المراد بالإذن هنا الإذن الكوني لكان رفع المساجد أمرا حتميا مع أننا نجد أن المساجد أحيانا لا ترفع ولا تعظم بل تمنع (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) طيب في بيوت أذن الله أي شرع أن ترفع تعظم وفي الحقيقة أن رفعها أعم من التعظيم ترفع بالتعظيم وبغيره لكن صحيح أظهر ما يكون الرفع هو التعظيم (( ويذكر فيها اسمه )) أي اسم الله والمراد أن الله يذكر بأسمائه لأنه إذا ذكر الاسم ذكر المسمى وقوله(( ويذكر فيها اسمه )) بأي شيء يذكر ؟
الطالب :...
الشيخ :بالقراءة والتسبيح أيضا المهم يذكر فيها اسمه بالثناء والتمجيد نعم وهذا يشمل الصلاة وغير الصلاة قال يسبح له وهذا التنزيه فيكون في الآية إشارة إلى أمرين إلى إثبات الكمال في قوله (( يذكر فيها اسمه )) وإلى نفي النقص في قوله يسبح له فيها بالغدو إلى آخره يسبح له فيها بالغدو إلى آخره وقوله تعالى (( ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها )) " يسبح بفتح الموحدة وكسرها أي يصلى " طيب يسبح فيها قراءتان سبعيتان بالفتح والكسر وسيأتي إن شاء الله تخريج كل منهما في موعده يسبح أي يصلي هذا فيه نظر إن قصد بذلك حصر التسبيح في الصلاة وإن قصد بذلك التمثيل فهذا صحيح فإن قوله (( يسبح له فيها )) أعم من كونهم يصلون لأنهم يسبحون الصلاة بالصلاة وغيرها مما يكون به تنزيه الله تبارك وتعالى وقوله (( يسبح له فيها بالغدو )) يسبح له أي فيها بالغدو مصدر بمعنى الغدوات أي البكر والآصال العشايا من بعد الزوال " قوله بالغدو والآصال الغدو يقول المؤلف إنها جمع مصدر غدا يغدوا غدوا ولكنها بمعنى الجمع مصدر بمعنى الجمع بمعنى الغدوات يعني أول النهار وإنما لجئ المؤلف إلى جعل الغدو بمعنى الغدوات للمطابقة ايش المطابقة ؟ والآصال لأن الآصال جمع أصيل وهو آخر النهار وقوله العشايا جمع عشي أيضا ما كان بعد الزوال وفي حديث أبي هريرة في قصة ذا اليدين قال " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي "وروي عن أبي هريرة طيب أقول الغدو مصدر بمعنى الجمع الغدوات والآصال جمع أصيل أي العشايا أي آخر النهار طيب وين الصلوات إذا قلنا يسبح بمعنى يصلي ؟ يكون في الغدو صلاة الفجر والعشي الظهر والعصر وايش يبقي عندنا ؟ المغرب والعشاء وهي مما يصلى في المساجد ولهذا نرى أن الصواب في ذلك أن التسبيح أعم من الصلوات ثم إنه يحتمل أن يقصد بالغدو والآصال جميع الوقت كما في قوله تعالى : في أهل الجنة (( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا )) الرزق لأهل الجنة هل دائم والا في بس الصبح وآخر النهار ؟ دائم لكن يقال هكذا والمراد الدوام اما ان تحمل الغدو والآصال على معنى الدوام أي يسبحون دائما أو على معنى أول النهار وآخره فيكون هذا إشارة للتسبيحات التي تذكر في أول النهار وفي آخره ومنها صلاة الفجر وصلاة العصر فإن الصلاتين هاتين أفضل الصلوات كما جاء في الحديث الصحيح ( من صلى البردين دخل الجنة ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا ) ايش يعني الفجر والعصر على كل حال الغدو والآصال إن أريد بهما حقيقتيهما وهو أول النهار وآخره كان في ذلك إشارة إلى أي شيء ؟ إلى ما يقال من التسبيح والتعظيم لله والتهليل في أول النهار وآخره وكذلك أيضا إلى صلاة الفجر وصلاة العصر وإن قلنا المراد بالغدو والآصال المراد كل الدهر وأن هذا من باب ذكر الطرفين ليشمل الجميع كما في قوله : (( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا )) فإنه يشمل كل ما يسبح لله تعالى في المساجد في أول النهار وآخره وفي الليل أوله وآخره ووسطه
وقوله تعالى : (( يسبح له فيها بالغدو والآصال
الطالب : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ))
الشيخ :والشرعي شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وقد يأتي الإذن بمعنى الاستماع كقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما أذن الله لشيء إذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ) ما أذن الله لشيء أي استمع استماعه لهذا النبي الذي يتغنى بالقرآن يجهر به طيب إذن أذن الله في الآية التي معنا (( أذن الله أن ترفع )) من أي الإذنين ؟ الشرعي طيب هل يتعين أن تكون للشرعي ؟
الطالب :...
الشيخ : ولماذا ؟
الطالب :في بيوت
الشيخ :طيب وفي بيوت لأن التعليل جوابكم صحيح لكن التعليل لو أذن بذلك قدرا لكانت المساجد تعظم ولابد وترفع ولابد لأن الإذن الكوني والقدري والمعنى واحد لابد فيه من وقوع المألوف كل ما يتعلق بالأمور الكونية لابد من وقوعها فلو كان المراد بالإذن هنا الإذن الكوني لكان رفع المساجد أمرا حتميا مع أننا نجد أن المساجد أحيانا لا ترفع ولا تعظم بل تمنع (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) طيب في بيوت أذن الله أي شرع أن ترفع تعظم وفي الحقيقة أن رفعها أعم من التعظيم ترفع بالتعظيم وبغيره لكن صحيح أظهر ما يكون الرفع هو التعظيم (( ويذكر فيها اسمه )) أي اسم الله والمراد أن الله يذكر بأسمائه لأنه إذا ذكر الاسم ذكر المسمى وقوله(( ويذكر فيها اسمه )) بأي شيء يذكر ؟
الطالب :...
الشيخ :بالقراءة والتسبيح أيضا المهم يذكر فيها اسمه بالثناء والتمجيد نعم وهذا يشمل الصلاة وغير الصلاة قال يسبح له وهذا التنزيه فيكون في الآية إشارة إلى أمرين إلى إثبات الكمال في قوله (( يذكر فيها اسمه )) وإلى نفي النقص في قوله يسبح له فيها بالغدو إلى آخره يسبح له فيها بالغدو إلى آخره وقوله تعالى (( ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها )) " يسبح بفتح الموحدة وكسرها أي يصلى " طيب يسبح فيها قراءتان سبعيتان بالفتح والكسر وسيأتي إن شاء الله تخريج كل منهما في موعده يسبح أي يصلي هذا فيه نظر إن قصد بذلك حصر التسبيح في الصلاة وإن قصد بذلك التمثيل فهذا صحيح فإن قوله (( يسبح له فيها )) أعم من كونهم يصلون لأنهم يسبحون الصلاة بالصلاة وغيرها مما يكون به تنزيه الله تبارك وتعالى وقوله (( يسبح له فيها بالغدو )) يسبح له أي فيها بالغدو مصدر بمعنى الغدوات أي البكر والآصال العشايا من بعد الزوال " قوله بالغدو والآصال الغدو يقول المؤلف إنها جمع مصدر غدا يغدوا غدوا ولكنها بمعنى الجمع مصدر بمعنى الجمع بمعنى الغدوات يعني أول النهار وإنما لجئ المؤلف إلى جعل الغدو بمعنى الغدوات للمطابقة ايش المطابقة ؟ والآصال لأن الآصال جمع أصيل وهو آخر النهار وقوله العشايا جمع عشي أيضا ما كان بعد الزوال وفي حديث أبي هريرة في قصة ذا اليدين قال " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي "وروي عن أبي هريرة طيب أقول الغدو مصدر بمعنى الجمع الغدوات والآصال جمع أصيل أي العشايا أي آخر النهار طيب وين الصلوات إذا قلنا يسبح بمعنى يصلي ؟ يكون في الغدو صلاة الفجر والعشي الظهر والعصر وايش يبقي عندنا ؟ المغرب والعشاء وهي مما يصلى في المساجد ولهذا نرى أن الصواب في ذلك أن التسبيح أعم من الصلوات ثم إنه يحتمل أن يقصد بالغدو والآصال جميع الوقت كما في قوله تعالى : في أهل الجنة (( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا )) الرزق لأهل الجنة هل دائم والا في بس الصبح وآخر النهار ؟ دائم لكن يقال هكذا والمراد الدوام اما ان تحمل الغدو والآصال على معنى الدوام أي يسبحون دائما أو على معنى أول النهار وآخره فيكون هذا إشارة للتسبيحات التي تذكر في أول النهار وفي آخره ومنها صلاة الفجر وصلاة العصر فإن الصلاتين هاتين أفضل الصلوات كما جاء في الحديث الصحيح ( من صلى البردين دخل الجنة ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا ) ايش يعني الفجر والعصر على كل حال الغدو والآصال إن أريد بهما حقيقتيهما وهو أول النهار وآخره كان في ذلك إشارة إلى أي شيء ؟ إلى ما يقال من التسبيح والتعظيم لله والتهليل في أول النهار وآخره وكذلك أيضا إلى صلاة الفجر وصلاة العصر وإن قلنا المراد بالغدو والآصال المراد كل الدهر وأن هذا من باب ذكر الطرفين ليشمل الجميع كما في قوله : (( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا )) فإنه يشمل كل ما يسبح لله تعالى في المساجد في أول النهار وآخره وفي الليل أوله وآخره ووسطه
وقوله تعالى : (( يسبح له فيها بالغدو والآصال