إعادة تفسير قوله تعالى : << ألم تر أن الله يسبح له من في السموات و الأرض و الطير صآفات كل قد علم صلاته وتسبيحه و الله عليم بما يفعلون >> حفظ
ثم قال: (( ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض )) ألم تر الهمزة للاستفهام الداخل على النفي وإذا دخل الاستفهام على النفي أفاد التقرير مثل (( ألم نشرح لك صدرك )) يعني قد شرحنا لك صدرك ألم تر يعني قد رأيت فالهمزة بالاستفهام إذا دخلت على النفي تفيد التقرير أي إثبات ما ذكر فهمت يا سامي أقول إذا دخلت همزة الاستفهام على النفي أفادت التقرير أي إثبات ما ذكر لا نفيه مثلا قال الله للنبي صلى الله عليه وسلم: (( ألم نشرح لك صدرك )).
ايش معنى ألم نشرح ؟ يعني قد شرحنا لك صدرك يقرر الله تعالى أنه شرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم (( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض )) ايش معناه ؟ قد علمت (( ألم تر أن الله يسبح له )) يعني قد رأيت وقوله ألم تر هل هو خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم أم لكل من يتأتى خطابه ؟ الظاهر العموم ألم تر أيها المخاطب لا أيها النبي لأن ذلك أكمل وأعم
وقوله: (( ألم تر أن الله يسبح )) هل هذه الرؤيا بصرية أو علمية ؟ إذا جعلتها بصرية صارت هذه الرؤيا خاصة بما يفعل لا بما يقال ولا بما يعلم بالعقل وإذا جعلتها علمية شملت ما يعلم بالقول وبالبصر وبالذهن وحينئذ أيهما أولى ؟ أن تكون علمية يعني ألم تعلم سواء كان علمك عن طريق المشاهدة بالبصر أو عن طريق السمع بالأذن أو عن طريق الاستنتاج بالعقل والتفكير وعليه نقول المراد بالرؤيا هنا ايش العلم ألم تعلم سواء كان هذا العلم عن الرؤيا بالعين أو السمع بالأذن أو الاستنتاج بالعقل والحس وهذه الثلاثة هي طرق العلم كما أخبر الله عز وجل (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) إذن ألم تعلم علما ناتجا عن هذه الأمور الثلاثة أو عن واحد منها أن الله يسبح له من في السماوات والأرض ومن التسبيح صلاة نعم (( يسبح له من )) أتى بمن التي للعاقل لأن التسبيح أظهر في العقلاء من غير العقلاء وهذا التسبيح يشمل التسبيح بالقول وبالحال نعم بالقول تقول سبحان الله وبالحال أنك إذا تأملت خلقه وما جبل عليه علمت بذلك أن الله تعالى منزه عن العذاب وعن النقائص يسمى هذا تسبيح بايش ؟ بالحال طيب إذا قلنا التسبيح بالمقال فمن المعلوم أن الكافر لا يسبح الله بمقاله ...سامي يعني لا يقول سبحان الله لأنه يصف الله بالعيب ويجعل مع الله شريك لكنه مسبح لله بحاله فإن حاله وما جبل عليه وانصرافه عن الحق مع وضوحه وما أشبه ذلك كل ذلك مما يدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى وعلى حكمته
طيب وقوله ((من في السماوات والأرض )) يشمل الملائكة والا لا ؟ يشمل الملائكة وتسبيح الملائكة لم نعلمه نحن عن طريق الرؤيا ولكن عن طريق الوحي الذي يقوم بالسمع سمعنا من نبينا صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تسبح الله وسمعنا قول الله عز وجل أن الملائكة تسبح الله قال " والطير جمع طائر بين السماء والأرض صافات حال باسطات أجنحتهن " الطير معطوفة على من يعني تسبح له الطير وصافات حال من الطير يعني هي أيضا تسبح الله سبحانه وتعالى في حال صف أجنحتها أي بسطها هذا التسبيح حالي ولا مقالي؟ نحن نعلمه حاليا ولكن ربما يكون أيضا مقاليا ربما أن في حالة مد أجنحتها وبسطها تسبح الله لأن الطير لها نطق قال الله تعالى (( علمنا منطق الطير )) فكل شيء ينطق حتى الحصاة ينطق وقد سمع تسبيح الحصى بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم كل شيء يسبح بل قال الله في آية أخرى: (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) وهنا قال: (( يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات )) ولم يذكر السماوات ولم يعلل في قوله وإن من شيء لأن هناك قال (( ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) وهنا قال (( ألم تر أن الله يسبح )) له ... علمنا بهذا التسبيح وهو ليس شاملا كما في الآية الثانية طيب الطير صافات أما تسبيح الطير فيكون بلسان المقال فهذا لا نعلمه وأما بلسان الحال فنعلمه فإن صفوفها في الهواء بين السماء والأرض وعدم سقوطها وعدم اتجاهها يمين وشمال وهي مع صفوفها لا تحجبها الرياح عما تريد فهذا مما يدل على كمال قدرة الله عز وجل الرياح التي تقلقل الجبال والسيارات لا تحجب الطائر عن اتجاهه وتجده معاكس للرياح ويشاهد ولا يبالي وهذا من تمام قدرة الله عز وجل هذا الطير الضعيف الصغير اللي يمكن الريح تحمله إذا كان متجها ما ترده الرياح هذا من تمام قدرة الله عز وجل ومن تمام القدرة أيضا أنك تجده في أيام الشتاء الباردة القارسة تجده يطير بين السماء والأرض بهذه السرعة وفوق أيضا ولا يتأثر بهذا البرد كل ذلك دليل على كمال قدرة الله ثم أعظم من هذا قال :(( كل قد علم صلاته وتسبيحه )) " كل قد علم الله صلاته وتسبيحه (( والله عليم بما يفعلون )) "كل قد علم فعل ماضي فيها ضمير مستتر يعود على كلام المؤلف يعود على من ؟ كلام المؤلف يعود على الله (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ))[النور:41]هذا ما ذهب إليه المؤلف والقول الثاني أن فاعل علم يعود على من وما عطف عليه فاعل علم يعود على من وما عطف عليه يعني يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل من هؤلاء المسبحين قد علم صلاته وتسبيحه يعني أن الله تعالى ألهم هذه الأشياء حتى عرفت كيف تسبح الله عز وجل وكيف تصلي له نعم وأما علم الله بذلك فمفهوم من قوله (( والله عليم بما يفعلون )) وعلى رأي المؤلف يكون في الآية تسبيح ظاهر على رأي المؤلف والا لا ؟ ولهذا الصحيح أن قوله كل قد علم أي كل من هؤلاء المسبحين قد علم هو نفسه صلاته وتسبيحه بأي شيء علم ؟ أما بالنسبة للبشر وكذلك الجن فقد علموا عن طريق الرسل فقد أرسلهم الله ليعلموا الناس كيف يصلون وكيف يسبحون الله عز وجل وأما البهائم والحيوانات الأخرى فإنها علمت صلاتها وتسبيحها بما ألهمها الله عز وجل ولكل منها صلاة وتسبيح خاص قال الله تعالى على لسان موسى ردا على فرعون (( من ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى )) فهذه الإجابة كما تشمل الهداية في الأمور التي تحفظ أجسادها كذلك تشمل الهداية في الأمور التي ألهمها الله سبحانه وتعالى من التسبيح والصلاة طيب إذن ... أن الفاعل في علم يعود على من ؟
الطالب:...
الشيخ : المسبح
الطالب:...
الشيخ : وأما علم الله بما فعله
الطالب:...
الشيخ : لا هذا مفهوم من قوله: (( والله عليم بما يفعلون )) قال فيه تغليب العاقل ...كيف تغليب العاقل ؟.