إعادة تفسير قوله تعالى : << و لله ملك السموات و الأرض وإلى الله المصير >> حفظ
ثم قال الله تعالى : (( ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير )) " خزائن المطر والرزق والنباتات " غريب ... ولله ملك السماوات والأرض أولا قوله لله هي خبر مقدم وملك مبتدأ مؤخر وقد علم من القاعدة أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر القاعدة عند أهل العلم انه اذا قدم شيء حقه أن يؤخر دل ذلك على الحصر في هذا المقدم يعني حصر المؤخر في المقدم (( إياك نعبد )) معناه أي لا نعبد إلا إياك (( إياك نستعين )) لا نستعين إلا إياك فإذا قدم ما حقه التأخير كان ذلك دليل على حصر الشيء فيه لله ملك السماوات والأرض بناء على هذه القاعدة وايش حصر ؟ أن ملك السماوات والأرض لله وحده والا معه غيره لله وحده من الحصر لله ملك السماوات وقوله ملك السماوات والأرض هذا شامل لملك الأعيان والتصريف فملك السماوات أعيانهما لله والتصريف والتسيير أيضا لمن ؟ لله وتخصيص ذلك بالنبات والمطر هذا لا وجه له اطلاقا فالله له ملك السماوات والأرض خلقا وتدبيرا الأعيان والتصريف لله وحده ويدل على ذلك ما فيها من الانتظام وعدم الاضطراب وعدم التناقض ولهذا استدل الله سبحانه على وحدانيته بقوله : (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ ))[المؤمنون:91]صحيح ما دام إله لازم يكون له مملكته وحده والنتيجة (( ولعلا بعضهم على بعض )) فإذا علا بعضهم على بعض فلمن تكون الغلبة ؟ للعالي بلا شك ونحن نرى بعين اليقين أنه لم يتميز الخلق بعضه على بعض وأن العالم العلوي والسفلي كله كتلة واحدة مسخر بعضه لبعض... ولا يتناقض ولا يتنافر فلهذا كان العقل والمشاهدة دليلين على وحدانية الله عز وجل ثم لا يمكن أيضا تعدد الآلهة لابد أحدهما يغلب لأنهما إن تمانعا هذا دليل عقلي جدا معروف إن تمانعا وعجز كل واحد منهما عن الآخر صارا غير مستحقين للإلوهية ما دام كل واحد عاجز الخالق لا يكون عاجز وإن غلب أحدهما على الآخر صار وحده الرب والإله فإذن لابد أن يكون إلها واحدا لأنه إما أن يغلب فتكون هي له وإما أن يعجز والثاني يعجز أيضا فلا يصلح كل منهما أن يكون ربا لأن الرب لابد أن يكون غالبا وهذا من أبين الأدلة وأوضحها طيب لله ملك السماوات والأرض إذا قال قائل أليس الله تعالى يقول (( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم )) ويقول (( والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم )) فأثبت للإنسان ملكا وأنتم تقولون إن ملك السماوات والأرض خاص بالله بدليل الحصر فكيف الجمع ؟ الجواب الملك هذا مقيد ليس ملكاً مطلقا ومن الذي ملكك ؟ الله تعالى هو الذي ملكك هذا الشيء على قدر محدود أيضاً أنت إذا كنت تملك هذا المسجل مثلاً تملكه تبيعه تشتريه تنتفع به هذا واضح لكن هل تملك أنك تكسره ؟ نعم بالنسبة للمخلوقين تملك لكن بالنسبة لله ما تملك لا يجوز لك أن تكسره لأنك ممنوع من قبل الله لكن الله عز وجل هل يملك أن يتلف من على البسيطة والا لا ؟ نعم (( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ))[فاطر:45]^فتبين بهذا أن ملكي للشيء منين ؟ من الله هو الذي ملكني هذه واحد والشيء الثاني ملك محدود مقيد وعلى هذا فله ... بينما أثبت الله تعالى للإنسان من الملك وما أثبت لنفسه بالاختصاص من الملك واضح ولهذا قال بعض أهل العلم " كل شيء أضيف ملكه للإنسان فهو على سبيل المجاز لا على سبيل الحقيقة " لأن المالك في الحقيقة من هو ؟ الله سبحانه وتعالى وأنا مالك مجازاً لأني ما أتصرف في هذا الشيء إلا كما أمرت أو كما أذن لي ما أتصرف فيه تصرفاً مطلقاً
طيب (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وإلى الله المصير )) المرجع هذا فيه تنبيه على أنه سبحانه وتعالى مالك للأول والآخر (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) ابتداءً (( وإلى الله المصير )) انتهاءً وفيه والله أعلم إشارة إلى أنه إذا كان الملك لله والمرجع إليه فإنه لا يحل لنا نحن أن نتصرف إلا حسب ما إيش ؟ ما شرع لنا ما دمنا ملكاً لله عز وجل نحن الآن ملك لله أليس كذلك ؟ ومصيرنا إلى من ؟ إلى الله إذاً ما دمنا ملكه ومصيرنا إليه فالواجب ألا نتصرف إلا حيث شرع لنا لأن ما دمت تعلم أنك ملك له فهو الذي يدبرك افعل كذا لا تفعل كذا وما دمت تعلم أيضاً أن مصيرك إليه فلابد أن تستعد لهذا المصير لأنه سوف يحاسبك عليه لابد أن تستعد لهذا المصير لأنه سوف يحاسبك وقوله : (( وإلى الله المصير )) فيها يا سامي أيضاً ما في قوله : (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) .
الطالب : .....
الشيخ : طيب لكن (( إلى الله المصير )) إعراب إلى الله إيش محلها من الإعراب ؟
الطالب : ...
الشيخ : خبر مقدم ومصير مبتدأ مؤخر وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر كل شيء حقه أن يتأخر إذا قدمته معناه أنك تريد ما بعده أن يكون محصوراً فيه فإذاً المصير إلى الله مهما طار الإنسان ومهما حلق في الخيال وفي التفكير ومهما بقي في الدنيا فإن مصيره إلى من ؟ إلى الله عز وجل كما قال الله تعالى : (( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ ))[البقرة:223]^ (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6]^ملاقاة الله عز وجل والمصير إليه أمر لابد منه حتمي كما أن وجودنا من الله فكذلك أيضاً مرجعنا إلى الله عز وجل ويحتمل أن قوله : (( المصير )) ليس المراد مصير الناس في الآخرة فقط بل مصير الأمور كلها يعني المرجع إلى الله في كل شيء ، كل شيء صائر إلى الله فهو سبحانه وتعالى هو الذي يدبر ويفعل ما شاء .
طيب (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وإلى الله المصير )) المرجع هذا فيه تنبيه على أنه سبحانه وتعالى مالك للأول والآخر (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) ابتداءً (( وإلى الله المصير )) انتهاءً وفيه والله أعلم إشارة إلى أنه إذا كان الملك لله والمرجع إليه فإنه لا يحل لنا نحن أن نتصرف إلا حسب ما إيش ؟ ما شرع لنا ما دمنا ملكاً لله عز وجل نحن الآن ملك لله أليس كذلك ؟ ومصيرنا إلى من ؟ إلى الله إذاً ما دمنا ملكه ومصيرنا إليه فالواجب ألا نتصرف إلا حيث شرع لنا لأن ما دمت تعلم أنك ملك له فهو الذي يدبرك افعل كذا لا تفعل كذا وما دمت تعلم أيضاً أن مصيرك إليه فلابد أن تستعد لهذا المصير لأنه سوف يحاسبك عليه لابد أن تستعد لهذا المصير لأنه سوف يحاسبك وقوله : (( وإلى الله المصير )) فيها يا سامي أيضاً ما في قوله : (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )) .
الطالب : .....
الشيخ : طيب لكن (( إلى الله المصير )) إعراب إلى الله إيش محلها من الإعراب ؟
الطالب : ...
الشيخ : خبر مقدم ومصير مبتدأ مؤخر وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر كل شيء حقه أن يتأخر إذا قدمته معناه أنك تريد ما بعده أن يكون محصوراً فيه فإذاً المصير إلى الله مهما طار الإنسان ومهما حلق في الخيال وفي التفكير ومهما بقي في الدنيا فإن مصيره إلى من ؟ إلى الله عز وجل كما قال الله تعالى : (( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ ))[البقرة:223]^ (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6]^ملاقاة الله عز وجل والمصير إليه أمر لابد منه حتمي كما أن وجودنا من الله فكذلك أيضاً مرجعنا إلى الله عز وجل ويحتمل أن قوله : (( المصير )) ليس المراد مصير الناس في الآخرة فقط بل مصير الأمور كلها يعني المرجع إلى الله في كل شيء ، كل شيء صائر إلى الله فهو سبحانه وتعالى هو الذي يدبر ويفعل ما شاء .