تفسير قول الله تعالى : << و الله خلق كل دآبة من مآء فمنهم من يمشي على بطنه و منهم من يمشي على رجلين و منهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشآء إن الله على كل شيئ قدير >> حفظ
ثم قال الله تعالى : (( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ )) بعد ما ذكر آية الله سبحانه وتعالى في العالم العلوي ذكر آيته في العالم السفلي وهو قوله : (( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ )) أي حيوان (( مِنْ مَاءٍ )) أي نطفة (( خلق )) بمعنى أوجد (( كل دابة )) الدابة كل ما يدب على الأرض وإن كانت تطلق على ذوات الأربع عرفاً وقال : الدابة التي تمشي على الأربع هذا في العادة والعرف ولهذا ما يسمى الإنسان دابة في العرف لو يقول لك إنسان يا دابة يمكن تخاصم وأنت واياه لكنها في اللغة كل ما دب على الأرض فهو دابة قال الله عز وجل : (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رزقها))[هود:6]^وقوله : (( من ماء )) هذا أصل خلقة الدواب من الماء وقول المؤلف " من نطفة " ليس بصحيح لأنه ليس كل دابة من نطفة بل كل دابة من ماء نطفة وغير نطفة فأما ما يتوالد فماؤه نطفة وأما ما يتولد فماؤه رطوبة يعني هذه الأشياء التي تتولد ، تتولد من العفونات والرطوبات وأما الذي يتوالد فنعم يتوالد من نطفة له نطفة يخلقه الله منها فكلمة (( من ماء )) أعم من كلمة نطفة والواجب إبقاء الآية على عمومها لأجل أن .