تتمة تفسير الآية السابقة . حفظ
قال: " (( وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ))[النمل:3] يعلمونها بالاستدلال وأعيدهم لما فصل بينه وبين الخبر" .وقوله: (( وَهُمْ )) مبتدأ ويوقنون خبره، وبالآخرة متعلق بيوقنون.
ولكن كلمة هم أعيدت مرة ثانية، هل هذا من باب التوكيد (( وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ))[النمل:3] يعني: وهم هم الذين يوقنون دون غيرهم، أو أنه كما قال المؤلف: للفصل بينه وبين الخبر، والفاصل قوله: بالآخرة.
يحتمل هذا وهذا وقد يجوز أن يكون المراد الجميع، فبين الله سبحانه وتعالى أنهم هم أهل الإيقان حيث كرر الضمير مرتين، وكرر أيضاً مرتين ليطول الفصل بين الخبر وبين المبتدأ بالفصل.
ولكن الإيقان يقول المؤلف: " يعلمونها بالاستدلال " إنما قال: بالاستدلال، لأن اليقين أخص من العلم، إذ أن اليقين معناها العلم الذي لا يتطرق إليه الاحتمال، فهو أعلى درجات العلم.
وهذا إنما يكون بالاستدلال. يعني: بالأدلة المبيّنة المقنعة، فلهذا فسّر المؤلف اليقين بأنه العلم بالأشياء عن طريق الاستدلال.
وقوله: (( بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ))[النمل:3] المراد بالآخرة أنه يُبعث الناس فقط؟ لا. كلما أخبر الله تعالى به مما يكون في هذا اليوم أو أخبر به رسوله، فإنه داخل بالآخرة.
بل إن شيخ الإسلام رحمه الله يقول: إنه يدخل في الإيمان باليوم الآخر كل ما أخبر به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما يكون بعد الموت.
فعلى هذا يكون الآخرة المراد بها ما بعد الدنيا، يشمل عذاب القبر ونعيم القبر، ويشمل كذلك الموازين في يوم القيامة، والحوض المورود للرسول عليه الصلاة والسلام.. وما ذُكر.
هل بقي شيءٌ من الإيمان؟ لأنه ذكر إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والإيقان بالآخرة.
الطالب: الإيمان بالرسل.
الشيخ : لا نحن ذكرنا أن الإيمان بالله يتضمن الإيمان بالرسل، ويتضمن الإيمان بالكتب، بل ويتضمن الإيمان باليوم الآخر أيضاً، والإيمان بالملائكة.
الطالب: وبالقدر.
الشيخ : الإيمان بالقدر من الإيمان بالله، لأن القدر قدر الله سبحانه وتعالى، لكن بقي عندنا الصيام والحج وهو من أركان الإسلام.
والجواب على ذلك: أن السورة مكيّة، والصيام والحج لم يفرض بمكة بالاتفاق، فالصيام فُرض في السنة الثانية، والحج فُرض في السنة التاسعة أو العاشرة على القول الراجح. وعلى هذا فلا يرد على هذا.. ما في الآية إشكال.
طيب ويستفاد منها: أن الإنسان إذا آمن بالشرائع المنزّلة فهو كامل الإيمان وإن لم يدرك الفرائض المتأخرة، فالذين ماتوا من الصحابة قبل فرض الصيام إسلامهم كامل، بل إن الرجل يمكن أن يؤمن ويموت قبل أن يصلي صلاة واحدة، ويكون بذلك كامل الإيمان يعني: إيمانه هو كامل وإن كان غيره الذي أدرك أكمل منه، لكنه هو بالنسبة إليه ما يقال إيمانه ناقص. أي: أنه ناقص نقصاً يُخل به.
(( وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ))[النمل:3].
ولكن كلمة هم أعيدت مرة ثانية، هل هذا من باب التوكيد (( وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ))[النمل:3] يعني: وهم هم الذين يوقنون دون غيرهم، أو أنه كما قال المؤلف: للفصل بينه وبين الخبر، والفاصل قوله: بالآخرة.
يحتمل هذا وهذا وقد يجوز أن يكون المراد الجميع، فبين الله سبحانه وتعالى أنهم هم أهل الإيقان حيث كرر الضمير مرتين، وكرر أيضاً مرتين ليطول الفصل بين الخبر وبين المبتدأ بالفصل.
ولكن الإيقان يقول المؤلف: " يعلمونها بالاستدلال " إنما قال: بالاستدلال، لأن اليقين أخص من العلم، إذ أن اليقين معناها العلم الذي لا يتطرق إليه الاحتمال، فهو أعلى درجات العلم.
وهذا إنما يكون بالاستدلال. يعني: بالأدلة المبيّنة المقنعة، فلهذا فسّر المؤلف اليقين بأنه العلم بالأشياء عن طريق الاستدلال.
وقوله: (( بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ))[النمل:3] المراد بالآخرة أنه يُبعث الناس فقط؟ لا. كلما أخبر الله تعالى به مما يكون في هذا اليوم أو أخبر به رسوله، فإنه داخل بالآخرة.
بل إن شيخ الإسلام رحمه الله يقول: إنه يدخل في الإيمان باليوم الآخر كل ما أخبر به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما يكون بعد الموت.
فعلى هذا يكون الآخرة المراد بها ما بعد الدنيا، يشمل عذاب القبر ونعيم القبر، ويشمل كذلك الموازين في يوم القيامة، والحوض المورود للرسول عليه الصلاة والسلام.. وما ذُكر.
هل بقي شيءٌ من الإيمان؟ لأنه ذكر إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والإيقان بالآخرة.
الطالب: الإيمان بالرسل.
الشيخ : لا نحن ذكرنا أن الإيمان بالله يتضمن الإيمان بالرسل، ويتضمن الإيمان بالكتب، بل ويتضمن الإيمان باليوم الآخر أيضاً، والإيمان بالملائكة.
الطالب: وبالقدر.
الشيخ : الإيمان بالقدر من الإيمان بالله، لأن القدر قدر الله سبحانه وتعالى، لكن بقي عندنا الصيام والحج وهو من أركان الإسلام.
والجواب على ذلك: أن السورة مكيّة، والصيام والحج لم يفرض بمكة بالاتفاق، فالصيام فُرض في السنة الثانية، والحج فُرض في السنة التاسعة أو العاشرة على القول الراجح. وعلى هذا فلا يرد على هذا.. ما في الآية إشكال.
طيب ويستفاد منها: أن الإنسان إذا آمن بالشرائع المنزّلة فهو كامل الإيمان وإن لم يدرك الفرائض المتأخرة، فالذين ماتوا من الصحابة قبل فرض الصيام إسلامهم كامل، بل إن الرجل يمكن أن يؤمن ويموت قبل أن يصلي صلاة واحدة، ويكون بذلك كامل الإيمان يعني: إيمانه هو كامل وإن كان غيره الذي أدرك أكمل منه، لكنه هو بالنسبة إليه ما يقال إيمانه ناقص. أي: أنه ناقص نقصاً يُخل به.
(( وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ))[النمل:3].