قال الله تعالى : << و إنك لتلقى القرءان من لدن حكيم عليم >> حفظ
ثم قال: " (( وَإِنَّكَ ))[النمل:6] خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ".
وهذا الخطاب مؤكدٌ بإن، ثم مؤكدٌ بتأكيد آخر وهو قوله: (( لَتُلَقَّى ))[النمل:6] لأن اللام هذه للتوكيد.
وفي إعراب بعضكم أمس قال: إنها اللام المزحلقة. ايش معنى المزحلقة؟
الطالب:...؟
الشيخ : معنى مزحلق ايش ؟يعني: مؤخر، يقولون: إن الأصل أن تكون في أول الكلام، ولكن لما كان في أول الكلام مؤكد، صار الأنسب أن تؤكد، لئلا يجتمع مؤكدان في مكانٍ واحد، وإلا هي تسمى للتوكيد، لكن إذا سئلنا أين محلها؟ نقول: في أول الجملة ولكنها زُحلقت من أجل أنه في أول الجملة مؤكدٍ آخر.
(( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ))[النمل:6] أي: " يلقى عليك بشدة (( مِنْ لَدُنْ )) من عند (( حَكِيمٍ عَلِيمٍ ))[النمل:6] في ذلك " إلى آخره.
(( لَتُلَقَّى ))[النمل:6] معنى التلقية التلقين والإعطاء، لقيتك كذا بمعنى لقنته إياه إذا كان ذكراً، وأعطيته إياه إذا كان عيناً، وهنا ذكر القرآن ليس عيناً يُعطى ولكنه ذكرٌ يلقن، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يلقن القرآن، وكان إذا سمعه من جبريل في أول الأمر يتعجل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقراءته، فنهاه الله عن ذلك قال: (( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ))[القيامة:16 - 17] ضمان من الله سبحانه وتعالى أن يجمعه ويقرأه.
(( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ))[القيامة:19] بيانه لفظاً ومعنىً وحكماً.
(( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ))[النمل:6] وسبق معنى القرآن، وأنه مشتقٌ من قرأ بمعنى تلا، ومن قرأ بمعنى جمع.
وقول المؤلف: " أي: يلقى عليك بشدة ".
أخذ كلمة بشدة من اللفظ تُلقّى ولم يقل تلق أنت، فكأنه يلقاه كأنه يشعر بالشدة ولكنه ما يتبين لي كثيراً إنما لا شك أن الرسول عليه الصلاة والسلام يجد من تلقي الوحي يجد شدة معكم الجلالين الحاشي
الطالب: قوله بشدة لما فيه من تكاليف الشرع
الشيخ : دلالة اللفظ عليه فيها غموض " (( مِنْ لَدُنْ ))[النمل:6] من عند " يعني أن لدن بمعنى عند.
ويقال فيها أيضاً لدى، (( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ))[ق:29]، (( وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ))[الكهف:65].
لدُنَّا هي لدن، ولدي هي لدى فيقال هذا وهذا، ولكن القرآن كما هو معلوم توقيفي، ما يمكن نبدل لفظاً بدل آخر ولو كان بمعناه.
وقوله: (( مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ))[النمل:6] المراد به الله جل ذكره.
والحكيم مر علينا أنه مشتق من الحكم والإحكام الذي بمعنى الإتقان وهو الحكمة.
والحكم الثابت لله عز وجل أو المتصف به الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين: حكم شرعي، وحكمٌ قدري.
فالحكم الشرعي كثير في القرآن، كما في قوله تعالى في سورة الممتحنة: (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ))[الممتحنة:10] لما ذكر أحكام النساء الكافرات والمهاجرات، قال: (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ))[الممتحنة:10].
والحكم القدري مثل قول أخي يوسف:(( فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ))[يوسف:80] يعني: يقدّر ما هو ينتظر حكم شرعي، ينتظر حكماً قدرياً.
الحكم الشرعي هل تمكن مخالفته؟ نعم تمكن، من الناس من يقبله ومن الناس من لا يقبله.
والحكم القدري لا تمكن مخالفته، إذاً فهو واقعٌ لا محالة، إذا حكم الله تعالى بشيءٍ قدراً فهو واقع لا محالة.
الحكم الشرعي محبوب لله و إلا لا مبغوض إليه؟
الطلاب: محبوب ومبغوض
الشيخ : محبوب ومبغوض ، فإذا حكم بفعل الشيء فهو محبوب، وإن حكم بتركه فهو مكروه. فالله تعالى حكم بتحريم الزنا مثلاً وإلا لا ؟وهو مكروه له، حكم بتحريم الشرك وهو مكروه له.
الحكم الكوني كذلك فيه محبوب وفيه مكروه لله، ولا يمكن أن نعارض ذلك فنقول: كيف يقع الحكم الكوني وهو مكروهٌ له؟ إذاً معناه الله يُجبر؟ يعني: يفعل شيء وهو يكرهه، هذا ما يكون إلا في إنسان يُجبر أو إلا في فاعلٍ يُجبر، فهل الله تعالى يُجبر؟
الطالب: لا.
الشيخ : إذاً: كيف تقول إن في الحكم الكوني ما هو مكروهٌ لله؟
الطالب: هذا واقع قد يفعل إنسان ما يكرهه لحكمة ....، كما أن الإنسان يكره أن يكوي ابنه بالنار ولكنه يفعله لما فيه من مصالح الأخرى، فقد .....
الشيخ : يعني: معناه إذاً هو مكروهٌ من وجه ومحبوبٌ من وجه آخر.
فهو من حيث ذاته مكروهٌ لله سبحانه وتعالى كالمعاصي فالله يقدّرها.. الله تعالى يقدّر المعاصي مع أنه يكرهها، لكنه محبوبٌ إليه من وجهٍ آخر، ويكون هذا الوجه أقوى من الوجه الآخر، فيقع هذا الشيء.
إذاً: حكيم مشتقة من الحكم والإحكام، والحكم المتصف به الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين: كوني وشرعي. ولكلٍ منهما حكم:
أولاً: الحكم الشرعي لا يلزم منه وقوع المحكوم به يا ولد، لأنه قد يقع وقد لا يقع.
والحكم الكوني يلزم منه وقوع المحكوم به في كل حال.
أما انقسامهما من حيث الكراهة والبغض لله فنقول: كلاهما محبوب ومكروهٌ لله سبحانه وتعالى.
وهذا الخطاب مؤكدٌ بإن، ثم مؤكدٌ بتأكيد آخر وهو قوله: (( لَتُلَقَّى ))[النمل:6] لأن اللام هذه للتوكيد.
وفي إعراب بعضكم أمس قال: إنها اللام المزحلقة. ايش معنى المزحلقة؟
الطالب:...؟
الشيخ : معنى مزحلق ايش ؟يعني: مؤخر، يقولون: إن الأصل أن تكون في أول الكلام، ولكن لما كان في أول الكلام مؤكد، صار الأنسب أن تؤكد، لئلا يجتمع مؤكدان في مكانٍ واحد، وإلا هي تسمى للتوكيد، لكن إذا سئلنا أين محلها؟ نقول: في أول الجملة ولكنها زُحلقت من أجل أنه في أول الجملة مؤكدٍ آخر.
(( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ))[النمل:6] أي: " يلقى عليك بشدة (( مِنْ لَدُنْ )) من عند (( حَكِيمٍ عَلِيمٍ ))[النمل:6] في ذلك " إلى آخره.
(( لَتُلَقَّى ))[النمل:6] معنى التلقية التلقين والإعطاء، لقيتك كذا بمعنى لقنته إياه إذا كان ذكراً، وأعطيته إياه إذا كان عيناً، وهنا ذكر القرآن ليس عيناً يُعطى ولكنه ذكرٌ يلقن، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يلقن القرآن، وكان إذا سمعه من جبريل في أول الأمر يتعجل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقراءته، فنهاه الله عن ذلك قال: (( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ))[القيامة:16 - 17] ضمان من الله سبحانه وتعالى أن يجمعه ويقرأه.
(( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ))[القيامة:19] بيانه لفظاً ومعنىً وحكماً.
(( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ))[النمل:6] وسبق معنى القرآن، وأنه مشتقٌ من قرأ بمعنى تلا، ومن قرأ بمعنى جمع.
وقول المؤلف: " أي: يلقى عليك بشدة ".
أخذ كلمة بشدة من اللفظ تُلقّى ولم يقل تلق أنت، فكأنه يلقاه كأنه يشعر بالشدة ولكنه ما يتبين لي كثيراً إنما لا شك أن الرسول عليه الصلاة والسلام يجد من تلقي الوحي يجد شدة معكم الجلالين الحاشي
الطالب: قوله بشدة لما فيه من تكاليف الشرع
الشيخ : دلالة اللفظ عليه فيها غموض " (( مِنْ لَدُنْ ))[النمل:6] من عند " يعني أن لدن بمعنى عند.
ويقال فيها أيضاً لدى، (( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ))[ق:29]، (( وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ))[الكهف:65].
لدُنَّا هي لدن، ولدي هي لدى فيقال هذا وهذا، ولكن القرآن كما هو معلوم توقيفي، ما يمكن نبدل لفظاً بدل آخر ولو كان بمعناه.
وقوله: (( مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ))[النمل:6] المراد به الله جل ذكره.
والحكيم مر علينا أنه مشتق من الحكم والإحكام الذي بمعنى الإتقان وهو الحكمة.
والحكم الثابت لله عز وجل أو المتصف به الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين: حكم شرعي، وحكمٌ قدري.
فالحكم الشرعي كثير في القرآن، كما في قوله تعالى في سورة الممتحنة: (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ))[الممتحنة:10] لما ذكر أحكام النساء الكافرات والمهاجرات، قال: (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ))[الممتحنة:10].
والحكم القدري مثل قول أخي يوسف:(( فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ))[يوسف:80] يعني: يقدّر ما هو ينتظر حكم شرعي، ينتظر حكماً قدرياً.
الحكم الشرعي هل تمكن مخالفته؟ نعم تمكن، من الناس من يقبله ومن الناس من لا يقبله.
والحكم القدري لا تمكن مخالفته، إذاً فهو واقعٌ لا محالة، إذا حكم الله تعالى بشيءٍ قدراً فهو واقع لا محالة.
الحكم الشرعي محبوب لله و إلا لا مبغوض إليه؟
الطلاب: محبوب ومبغوض
الشيخ : محبوب ومبغوض ، فإذا حكم بفعل الشيء فهو محبوب، وإن حكم بتركه فهو مكروه. فالله تعالى حكم بتحريم الزنا مثلاً وإلا لا ؟وهو مكروه له، حكم بتحريم الشرك وهو مكروه له.
الحكم الكوني كذلك فيه محبوب وفيه مكروه لله، ولا يمكن أن نعارض ذلك فنقول: كيف يقع الحكم الكوني وهو مكروهٌ له؟ إذاً معناه الله يُجبر؟ يعني: يفعل شيء وهو يكرهه، هذا ما يكون إلا في إنسان يُجبر أو إلا في فاعلٍ يُجبر، فهل الله تعالى يُجبر؟
الطالب: لا.
الشيخ : إذاً: كيف تقول إن في الحكم الكوني ما هو مكروهٌ لله؟
الطالب: هذا واقع قد يفعل إنسان ما يكرهه لحكمة ....، كما أن الإنسان يكره أن يكوي ابنه بالنار ولكنه يفعله لما فيه من مصالح الأخرى، فقد .....
الشيخ : يعني: معناه إذاً هو مكروهٌ من وجه ومحبوبٌ من وجه آخر.
فهو من حيث ذاته مكروهٌ لله سبحانه وتعالى كالمعاصي فالله يقدّرها.. الله تعالى يقدّر المعاصي مع أنه يكرهها، لكنه محبوبٌ إليه من وجهٍ آخر، ويكون هذا الوجه أقوى من الوجه الآخر، فيقع هذا الشيء.
إذاً: حكيم مشتقة من الحكم والإحكام، والحكم المتصف به الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين: كوني وشرعي. ولكلٍ منهما حكم:
أولاً: الحكم الشرعي لا يلزم منه وقوع المحكوم به يا ولد، لأنه قد يقع وقد لا يقع.
والحكم الكوني يلزم منه وقوع المحكوم به في كل حال.
أما انقسامهما من حيث الكراهة والبغض لله فنقول: كلاهما محبوب ومكروهٌ لله سبحانه وتعالى.