تتمة تفسير الآية السابقة . حفظ
(( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8] معلومٌ للجميع أن سبحان اسم مصدر، وأن عامله محذوف دائماً، وأنه ملازمٌ للإضافة كل هذا شيء معلوم، وأن معنى سبحان الله أي: تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب، لكن هل هي الجملة هنا خبرية بمعنى الطلب أو خبرية على ظاهرها.
يقول بعض المفسّرين: إنها تعجيب لموسى يعني بمعنى: اعجب وسبّح الله سبحانه وتعالى عما لا يليق به، وأن هذا الأمر الذي رأيت والكلام الذي سمعت ما هو إلا كلام رب العالمين: (( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8].
فعلى هذا تكون الجملة الخبرية هنا من حيث المعنى يا آدم طلبية. أي: سبّح الله رب العالمين عمّا لا يليق به.
وإذا قلنا إنها على ظاهرها صار معناه ثناءٌ من الله عز وجل المكلّم المنادي ثناءٌ من الله على نفسه.
أيُّ المعنيين أشمل؟
الطالب: الخبر الأول.
الشيخ : الأول. الطلبية لأنها تتضمن إذا أُمر بها موسى تتضمن أن الله أهلٌ له فهذا هو الخبر، وتتضمن زيادة الثانية وهي تعجيب موسى عليه الصلاة والسلام واعتقاده بأن الله سبحانه وتعالى منزّه عن كل عيب.
وقوله: (( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[النمل:8] ايش معنى الرب؟
الطالب: المالك المتصرف.
الشيخ : المالك المتصرف، لكنها أيضاً متضمنة لمعنى أدق وهو التربية، فهو سبحانه وتعالى يربّي مع كونه مدبراً خالقاً متصرفاً.
والعالمين كل من سوى الله فهو من العالمين، وسمّوا عالمين قيل: لأنهم علمٌ على خالقهم علم ودليلٌ عليه. فإن كل ما في الكون شاهدٌ بوحدانية الله تبارك وتعالى وبما تقتضيه هذه الأكوان من معاني ربوبيته سبحانه وتعالى.