تتمة تفسير الآية السابقة حفظ
(( وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * يَا مُوسَى ))[النمل:8 - 9] من جملة ما نودي ومعناه تنزيه الله من السوء... ".(( يَا مُوسَى إِنَّهُ )) أي الشأن (( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] " هذا تفسير الضمير.
ضمير الشأن وضمير يتصل ويفُسَّر بالجملة التي بعدهما، فعلى هذا يكون إنه هذا الشأن، و(( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] هذه تفسيرٌ لهذا الضمير.
أما من حيث الإعراب فإننا نقول: إن حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر.
والهاء (( إِنَّهُ )) اسمها، و(( أَنَا اللَّهُ )) مبتدأ وخبر، والجملة في محل رفع خبر إن.
وقال بعض المفسرين: (( إِنَّهُ أَنَا )) فرأوا أن الهاء ضمير لا ضمير شأن، ضمير حقيقي للمتكلم.
ثم قال: (( أَنَا )) يعني: إن الذي يكلمك أنا.
ثم بيّن هذا الضمير بقوله: (( اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] لكن ما سلكه المؤلف أقرب وإن كان الثاني محتملاً، .... ففيه فرق بين المعنيين.
الثاني يقول: إن أنَّ حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، والهاء اسمها وليس ضمير شأن، وأنا خبر يعني: أنا هي الخبر، والأول يرون (( أَنَا اللَّهُ )) هو الخبر.
يعني: أن الله قال لموسى: (( إِنَّهُ أَنَا )) يعني: إن الذي يكلّمك أنا.
وكلمة: (( إِنَّهُ أَنَا )) هل يتبين من هو؟ ما يتبين، ولهذا نهي أن يقول الإنسان إذا استأذن عند الباب وقيل له: من؟ فقال: أنا.
إذاً: أنا هنا مبهمة بُيّنت بقوله: (( اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9].
الطالب: يستقيم هذا.
الشيخ : يعني يستقيم لكن الأول أقوم (( إِنَّهُ )) أي: الشأن (( أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] فهذا الذي قدّر المؤلف أحسن من الذي قدّره بعض المفسرين مثل الزمخشري.
الطالب: .... (( اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] ....
الشيخ : يصير بيان للضمير (( اللَّهُ )) مبتدأ و(( الْعَزِيزُ )) خبر، و(( الْحَكِيمُ )) خبر ثاني وهي بيان لي أنا.
(( إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[النمل:9] قال: الله. ابتدأ بالألوهية، والله تبارك وتعالى هو الاسم العلم على الله الذي لا يُسمى به غيره، وجميع ما يأتي من أسماء الله دائماً تجدونها تبعاً لهذا الاسم، دائماً يقدّر أسماء الله بكلمة الله، لأنه العلم الذي لا يسمى به غيره، ثم تأتي الأسماء بعد ذلك تابعة له.
والعزيز ما معناه؟
الطالب: القوي الذي لا يُغلب.
الشيخ : القوي الذي لا يُغلب، بل هو الغالب.وقيل: إن العزّة تنقسم إلى ثلاثة أقسام ماهي:
الطالب: عزة القوة، وعزة الغلبة وعزة...
الشيخ : لا
الطالب:...
الشيخ : لا عزة الامتناع.وقالوا: إنها مشتقة من الأرض العزاز، الأرض العزاز يعني: الصلبة القوية، ونحن نسميها باللغة العاميّة عزا، نحذف الزاي الثانية.
فالعزيز معناه: هو القوي الغالب الذي لا يُغلب، إذا قلنا بهذه الثلاثة أتينا بالمعاني الثلاث هي: القهر، والقدر، والامتناع.
وقوله: (( الْحَكِيمُ )) تقدّم لنا الكلام عليه، وإنما ذكر الله له ذلك ليشعره بأن مآله للعز، وأن ما سيوحى إليه فهو حكمة، لأن الصادر من العزيز يكون عزيزاً، ومن الحكيم يكون حكمة.