قال الله تعالى : << و أدخل يدك في جيبك تخرج بيضآء من غير سوء في تسع ءايات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين >> حفظ
أعوذ بالله من الشيطان الرحيم... " (( وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ ))[النمل:12] طوق القميص ".
هذا تفسير للجيب أنه طوق القميص.
وقوله: (( وَأَدْخِلْ يَدَكَ ))[النمل:12] اليد كلها تُطلق على الكف فقط، ولا تشمل الذراع إلا مقيّدة، والدليل على هذا أن الله تعالى لما قال في التيمم (( فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ))[المائدة:6] صار خاصاً بالكفين، ولما أراد الله تبارك وتعالى الذراع قال في الوضوء: (( وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ))[المائدة:6].
إذاً: الذي أفهم حسب مقتضى اللغة العربية أن الذي أُمر أن يدخله موسى ليس الذي هو الذراع، بل الكف يغيبها في جيبه هكذا.
(( فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ ))[النمل:12] تخرج مجزومة، مع أنها فعل مضارع ولا دخل عليها حرف جازم، لكنها مجزومة بجواب الطلب، جواب الطلب الذي هو أدخل.
ومعروفٌ أنه إذا سقطت الفاء وقُصد الجزاء جُزم هذه القاعدة، فاء السببية إذا جاءت بعد الطلب نصب الفعل بها أو بأن مضمرة، فإذا سقطت الفاء بعد الطلب وقُصد الجزاء جُزم الفعل، هذه قاعدة معروفة في النحو.
(( تَخْرُجْ )) يعني: اليد " خلاف لونها من الأدمة " (( بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )).
من أين أخذ المؤلَّف أن لونها الأدمة؟ من قوله: (( تَخْرُجْ بَيْضَاءَ )) لأنها لو كانت بيضاء من قبل ما خرجت بيضاء، فلا بد أنها تغيّرت من اللون الأول إلى اللون الثاني.
وقوله: (( بَيْضَاءَ )) حال من فاعل تخرج، يعني: حال كونها بيضاء.
(( مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )) هذا تقييدٌ لقوله: (( بَيْضَاءَ )) لأن البيضاء قد يكون بياضها سوءاً مثل البرص، فإنه سوء، لأنه عيبٌ يسوء صاحبه، لكنه قال: (( مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )) إذاً: بياض ليس كبياض البرص، ولهذا يقول المؤلَّف: " (( بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )) برص لها شعاع يغشى البصر آية ".
أما قوله: " لها شعاع " فهذا يحتاج إلى دليل، فالله تبارك وتعالى ما ذكر إلا أنها بيضاء، وكفى بذلك آية أن تدخل اليد على لونٍ، ثم تخرج بلون آخر، وأما زيادة الشعاع فإن الله تعالى لم يذكره، وليس لنا أن نتجاوز في هذه الأمور ما دل عليه القرآن، لأننا ذكرنا فيما سبق أن المسائل الخبرية لا مجال للرأي فيه، يُقتصر فيها على ما جاء به الخبر.فنقول: هي بيضاء وكفى بها آية.
قال المؤلَّف: (( فِي تِسْعِ آيَاتٍ )) في للظرفية، فتكون الآية هذه وكذلك آية العصا من جملة التسع، وليست زائدة على التسع.
" (( فِي تِسْعِ آيَاتٍ )) مرسلا بها (( إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ )) ".
عرف موسى آيتين من هذه التسع وهي: العصا واليد، لكن بقي سبع آيات، فما هي الآيات؟
الطالب:...؟
الشيخ : خارج عن الدرس باقي عشرة الان ...نقول في تسع آيات ايتان المعروفتان بقية التسع (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ ))[الأعراف:133] هذه خمس مع اثنتين سبع، (( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ ))[الأعراف:130] فكان الجميع تسع آيات، هذه الآيات التسع.
(( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ ))[الأعراف:133] ما هو الطوفان؟ فيضان الماء.
الجراد معروف، القُمَّل: الدودة التي تكون في الحبوب
الطالب: ...
الشيخ : لا لا الدودة التي تكون في الحبوب.الضفادع معروفة، والدم معروف طيب نشوف ....
الدم بعض العلماء يقول: إن الدم هذا الماء إذا شربوه فإذا هو دم، وإذا سلّمه القبطي إلى الإسرائيلي عاد ماءً. ولكن الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله ذهب غير هذا المذهب قال: الطوفان: الفيضان، وهذا يفسد الزروع قبل خروجه، والجراد يأكل الزروع بعد خروجه.
لأن الزروع منها .... هذا يفسده الماء، وشيء خارج يأكله الجراد. وشيء مدّخر يفسده القُمَّل، الماء يفسده الضفادع.
إذاً الآن: المأكول والمشروب ....، هذا المأكول والمشروب إذا أكله الإنسان أو شرب يتحول إلى دم، أُرسل عليهم الدم أيضاً وهو النجس .....الرعاف.
فعلى هذا يكون هؤلاء غذاؤهم فسد، وما حصل بالغذاء نجس أيضاً، وهذا .... هو معنى الدم، لأن كونه مع الماء يصير دم يحصل إفساد الماء بالضفادع، الضفادع إذا صار الماء ممكن ......رائحة خبيثة ومنظر خبيث
الحاصل: أن الصواب ما ذهب إليه الشيخ رحمه الله في التفسير. هذه تسع آيات: السنين ونقص من الثمرات. السنين ما معناه؟ الجدب والقحط وهو عدم نزول المطر. ونقصٍ من الثمرات معناه ..