تتمة تفسير الآية السابقة . حفظ
قال: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا )).(( وَأَنْ أَعْمَلَ )) معطوفة على قوله: (( أَنْ أَشْكُرَ )) يعني: وألهمني أن أعمل صالحاً ترضاه.
وهنا قوله: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا )) أي: أعمل عملاً صالحاً، والعمل الصالح ما يكون إلا إذا تضمن شرطين أساسين هما؟ أنا أحياناً أسأل ما فيه مانع أن أسأل. نعم؟
الطالب: الإخلاص والمتابعة.
الشيخ : الإخلاص والمتابعة، لقوله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ))[البينة:5] كل العالم.
الطالب: .....؟
الشيخ : ما يخالف (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ))[البينة:5] الإخلاص واضح في الأنبياء وغيرهم، والمتابعة في غير الأنبياء واضح عندكم أيضاً، وفي الأنبياء غير واضح عندكم ولكنه واضح لأن النبي يتبع شريعة توحى إليه،أليس كذلك؟ فهو قد لا يتبع هذه الشريعة لكن كما مر علينا أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من الإقرار على المعاصي مطلقاً، فإذاً المتابعة موجودة في الأنبياء أيضاً، لأن المتابعة من الشرع الذي أوحي إليهم.
طيب هذا العمل الصالح: ما جمع بين أمرين الإخلاص والمتابعة، ففي فقد الإخلاص يكون الشرك، وفي فقد المتابعة يكون الابتداع.
فالعمل الذي فيه شرك مردود قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).
حتى الرياء، الرياء نوع من الشرك، إذا عمل الإنسان العبادة وهو مراءٍ فيها فهو مع الإثم مردودٌ عليه عمله.
كذلك أيضاً في الابتداع قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )، وهذا أعم من اللفظ الثاني: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ).
إلا إذا قلنا: من أحدث في ذاته وصفاته، فإذا قلنا: من أحدث في أمرنا ما ليس منه سواءً في نفس العمل أو في وصف العمل صار موافقاً للفظ الآخر. على كل حال العمل إذا لم يكن خالصاً فليس مقبولاً، وإذا لم يكن صواباً يعني: على السنة فليس مقبولاً وليس بصالح أيضاً بل هو فاسد.طيب قوله: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ))[النمل:19] الرضا بمعنى القبول، وكلمة ترضاه بعد قوله: صالحاً. هل لها معنى؟ لأن كل صالحٍ فهو مرضي، فهل تكون الجملة حينئذ صفة كاشفة مبيّنة، أو صفة مقيّدة يعني: مبيّنة أو مقيّدة؟
الطالب: لا. مبيّن.
الشيخ : الظاهر أنه مبيّن. يعني: أن العمل الصالح مرضي، قد يقول قائل: إن العمل قد يكون صالحاً بظاهره ولكنه غير مرضيٍ في مآله أو فيما صحبه.قد يعمل الإنسان مخلصاً لله متّبعاً لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن يحصل منه إعجابٌ في عمله، هذا الإعجاب يمنع من رضا الله له به (( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ ))[الحجرات:17].
قد يكون عملاً صالحاً في أوله وفي نهايته لا يرضاه الله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى ))[البقرة:264] فالرجل يتصدق بالصدقة مخلصاً لله تعالى متّبعاً لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها، لكنه يتبعها بمنٍ وأذى، وحينئذ تبطل الصدقة. على هذا التقدير يكون قوله: (( تَرْضَاهُ )) صفةً مقيّدةً.
أيُّ الأمرين يحسن بنا أن نسلكه في هذا وغيره، فيما إذا جاءت صفة هل الأولى أن نجعل الصفة مبيّنة يعني مفسّرة فقط أو أن نجعلها مقيّدة؟
الطالب: الأولى أن تكون مفسّرة.
الشيخ : الأولى أن تكون مقيّدة، لأن بالتقييد زيادة معنى، والتفسير ما يعدو شيئاً خارجاً عما سبق، فكل صفة تأتي في كلام في هذا وغيره فالأصل أن تكون مقيّدة، ولا يمكن أن نلجأ إلى كونها مفسّرة لمجرد بيان الأمر إلا عند الضرورة، إذا تعذّر أن تكون مقيّدة (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ))[البقرة:21].
(( الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ))[البقرة:21] هذه مبيّنة ومفسّرة وليست مقيّدة، لأننا لو جعلناها مقيِّدة (( رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ )) صار معناه ..
وهنا قوله: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا )) أي: أعمل عملاً صالحاً، والعمل الصالح ما يكون إلا إذا تضمن شرطين أساسين هما؟ أنا أحياناً أسأل ما فيه مانع أن أسأل. نعم؟
الطالب: الإخلاص والمتابعة.
الشيخ : الإخلاص والمتابعة، لقوله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ))[البينة:5] كل العالم.
الطالب: .....؟
الشيخ : ما يخالف (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ))[البينة:5] الإخلاص واضح في الأنبياء وغيرهم، والمتابعة في غير الأنبياء واضح عندكم أيضاً، وفي الأنبياء غير واضح عندكم ولكنه واضح لأن النبي يتبع شريعة توحى إليه،أليس كذلك؟ فهو قد لا يتبع هذه الشريعة لكن كما مر علينا أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من الإقرار على المعاصي مطلقاً، فإذاً المتابعة موجودة في الأنبياء أيضاً، لأن المتابعة من الشرع الذي أوحي إليهم.
طيب هذا العمل الصالح: ما جمع بين أمرين الإخلاص والمتابعة، ففي فقد الإخلاص يكون الشرك، وفي فقد المتابعة يكون الابتداع.
فالعمل الذي فيه شرك مردود قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).
حتى الرياء، الرياء نوع من الشرك، إذا عمل الإنسان العبادة وهو مراءٍ فيها فهو مع الإثم مردودٌ عليه عمله.
كذلك أيضاً في الابتداع قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )، وهذا أعم من اللفظ الثاني: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ).
إلا إذا قلنا: من أحدث في ذاته وصفاته، فإذا قلنا: من أحدث في أمرنا ما ليس منه سواءً في نفس العمل أو في وصف العمل صار موافقاً للفظ الآخر. على كل حال العمل إذا لم يكن خالصاً فليس مقبولاً، وإذا لم يكن صواباً يعني: على السنة فليس مقبولاً وليس بصالح أيضاً بل هو فاسد.طيب قوله: (( وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ))[النمل:19] الرضا بمعنى القبول، وكلمة ترضاه بعد قوله: صالحاً. هل لها معنى؟ لأن كل صالحٍ فهو مرضي، فهل تكون الجملة حينئذ صفة كاشفة مبيّنة، أو صفة مقيّدة يعني: مبيّنة أو مقيّدة؟
الطالب: لا. مبيّن.
الشيخ : الظاهر أنه مبيّن. يعني: أن العمل الصالح مرضي، قد يقول قائل: إن العمل قد يكون صالحاً بظاهره ولكنه غير مرضيٍ في مآله أو فيما صحبه.قد يعمل الإنسان مخلصاً لله متّبعاً لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن يحصل منه إعجابٌ في عمله، هذا الإعجاب يمنع من رضا الله له به (( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ ))[الحجرات:17].
قد يكون عملاً صالحاً في أوله وفي نهايته لا يرضاه الله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى ))[البقرة:264] فالرجل يتصدق بالصدقة مخلصاً لله تعالى متّبعاً لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها، لكنه يتبعها بمنٍ وأذى، وحينئذ تبطل الصدقة. على هذا التقدير يكون قوله: (( تَرْضَاهُ )) صفةً مقيّدةً.
أيُّ الأمرين يحسن بنا أن نسلكه في هذا وغيره، فيما إذا جاءت صفة هل الأولى أن نجعل الصفة مبيّنة يعني مفسّرة فقط أو أن نجعلها مقيّدة؟
الطالب: الأولى أن تكون مفسّرة.
الشيخ : الأولى أن تكون مقيّدة، لأن بالتقييد زيادة معنى، والتفسير ما يعدو شيئاً خارجاً عما سبق، فكل صفة تأتي في كلام في هذا وغيره فالأصل أن تكون مقيّدة، ولا يمكن أن نلجأ إلى كونها مفسّرة لمجرد بيان الأمر إلا عند الضرورة، إذا تعذّر أن تكون مقيّدة (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ))[البقرة:21].
(( الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ))[البقرة:21] هذه مبيّنة ومفسّرة وليست مقيّدة، لأننا لو جعلناها مقيِّدة (( رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ )) صار معناه ..