فوائد قوله تعالى : << وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس و الطير فهم يوزعون >> حفظ
(( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ))[النمل:26].
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. باقي علينا استنباط الفوائد، نعم.
أولاً من قوله تعالى: (( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[النمل:17] يستفاد من هذه الآية الكريمة: أن سليمان عليه الصلاة والسلام قد نظم جنوده ورتبهم بحيث يُجمعون عند الجمع ويفرقون عند التفريق، لقوله: (( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ ))[النمل:17].
وفي الآية دليل على أن الجنود الذين يرتبهم سليمان ثلاثة أصناف، وهم: الجن، والإنس، والطير.
أما الإنسان فاستصحابه لهم ظاهر، لأنه منهم. وأما الجن، فلاستخدامهم فيما لا يقدر عليه الإنس. وأما الطيور، فقال بعض العلماء: إنه تصحبه لتظله، تكون فوق رأسه ظلة من الشمس، وهذا قد يكون مقصوداً، وقد يكون أيضاً من مقصود استصحاب الطير: أنها تأتيه بالأخبار البعيدة كما في قصة الهدهد.
وفيها أيضاً في قوله: (( فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[النمل:17] دليل على كمال التنظيم أيضاً، لأن الوزع إيش معناه؟ الجمع .... (( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[فصلت:19] يُجمعون إليها ويساقون إليها، وهذا دليل أيضاً على كمال تنظيمها.
وفيه دليل على استعمال الساقة، الساقة في الجند والجيش أن يكون لهم سائق كما أن لهم قائداً دليلاً فلهم أيضاً سائق، نعم. وقد كان من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يكون في الساقة في أخريات القوم، مع أنه صلى الله عليه وسلم رئيسهم وزعيمهم، لكنه يتأخر لأجل أن ينقذ من قصر، نعم. ويعين من يحتاج، وللفائدة العظيمة التي تحصل بهذا