فوائد قوله تعالى : << قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد و الأمر إليك فانظري كيف ماذا تأمرين >> حفظ
وفيه أيضاً دليل على أنه يجوز للمستشير أن يخالف المستشار إذا لم ير أنه مصيب في مشورته، لأنهم لما ذكروا ما يدل على أنهم يريدون قتاله وهي لا تراه خالفته، فإنها قالت: (( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا ... ))[النمل:34] إلى آخره.
وفيه دليل على مكانة هذه المرأة من قومها، لأنها بعد أن استشارتهم وأبدوا رأيهم تأدبوا معها وقالوا: (( وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ))[النمل:33] فهل يؤخذ من ذلك أيضاً أنه إذا قدّم المستشار مشورته لإنسان كبير أكبر منه قدراً أو فهما أو علماً أن له أن يقول مثل هذا؟ نعم. يقول مثل هذا تأدباً، وصاحبه بالخيار إن شاء أخذ بمشورته وإن شاء لم يأخذ