قال الله تعالى : << وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون >> حفظ
(( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ ))[النمل:48] مدينة ثمود.
(( تِسْعَةُ رَهْطٍ ))[النمل:48] أي: رجال". المؤلف قال: أي رجال. والرهط -صحيح- هم الرجال، لكنهم قالوا: إن الرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة. وبعضهم قال: ما بين السبعة إلى العشرة، نعم. فعلى هذا: تسعةُ رهطٍ، يصير تسعة وتسعة؟ لا، ولهذا فسر المؤلف الرهط بإيش؟ بالرجال، نعم. الرَّهط فسَّرهم بالرجال لا بمعناه الخاص لأجل أن تستقيم الإضافة، إذ الشيء لا يُضاف إلى نفسه إلا على تأويل.
وقال بعضهم: إنه لا حاجة إلى هذا التأويل، لأن الإضافة هنا بيانية، أي: أن رهط تفسير لتسعة، كأنه قال: تسعةٌ رهطٌ. والمعنى على كل حال! هو أن هذه المدينة -مدينة صالح أو مدينة ثمود- كان فيها رجال تسعة. نعم. وكانت التسعة هذه مجالاً للتفاؤل والتشاؤم، أحد يتشاءم من العدد التسعة، يقول لهم تسعة جاءت بالإفساد في الأرض، (( تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ))[النمل:48].
وأحد يتفاءل بها، الرافضة يتشاءمون بالعشرة ويتفاءلون بالتسعة، العشرة من؟ المبشرون بالجنة، لكنهم يخرجون علي بن أبي طالب منهم ... من يحطون بداله؟ لكنهم يتشاءمون بالعشرة، عدوُّهم من العدد: العشرة، وصديقهم: التسعة، لأنهم يقولون: هم آل البيت الذين وضع عليهم الرسول الكساء، فقال لهم شيخ الإسلام: يجب إذا كنتم تتفاءلون أو تتشاءمون بالعدد أنكم تتشاءمون؟
الطالب: إحدى عشر.
الشيخ : لا، تتشاءمون بالتسعة.
الطالب: بالتسعة.
الشيخ : لأنه هو الذي قال: (( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48]، أما العشرة، فإن الغالب أنها خير، نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم. عشر ذي الحجة، وعشر رمضان، والعشرة المبشرون بالجنة، وأمثلة كثيرة ما تحضرني الآن، وأنا أقول: أن كلام شيخ الإسلام هذا للتنزُّل مع الخصم، وإلا هو رحمه الله ما يتفاءل لا بهذا ولا بهذا، العدد عدد، ما أتى بشيء.
(( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ))[النمل:48] بأي شيء؟ بالمعاصي، يفسدون في الأرض بالمعاصي، وكلما ذكر الله تبارك وتعالى الفساد في الأرض فالمراد به: المعصية، الشرك فما دونه. لماذا؟ لأنه لا شك أن عمل المعاصي نفسه فساد، أليس كذلك؟
الطالب: بلى.
الشيخ : ثم هو سبب للفساد، نعم. (( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ))[الأعراف:130].
وقال تعالى: (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ))[الروم:41]، (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ))[الشورى:30]. فالمعاصي هي نفسها فساد، وهي سبب للفساد أيضاً، فلذلك كل ما ذكر الله سبحانه وتعالى الفساد في الأرض فالمراد به المعاصي، يفسدون في الأرض بالمعاصي منها: قرضهم الدنانير والدراهم ... يقطعونها، يخربونها، يقصُّون منها، يقصُّون من الدراهم والدنانير، ولكن هذا إسرائيلي.
الطالب: أين الدليل؟
الشيخ : إسرائيلي، ما في دليل، ولا هو أيضاً أكبر المعاصي، هذا صحيح أنه غش، لكن ما هو بأكبر المعاصي.
على كل حال! أهم شيء أنهم أنكروا الرسالة وكفروا بالخالق، هذه من أعظم المعاصي التي يفسدون بها في الأرض.
وقال: (( وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48] يفسدون ولا يصلحون، لأن معناها: أن فسادهم هذا -والعياذ بالله- شامل، ما فيه صلاح أبداً، وهذا هو الحكمة من قوله: (( وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48] وفيه فائدة عظيمة: وهو أنه قد يجتمع الفلاح والفساد في آنٍ واحد، كما أن الإنسان يكون مؤمناً ويكون فاسقاً، يكون فيه إيمان وفيه كفر، فيه فسوق وطاعة، فيه فساد وصلاح، وإلا لا؟ فالأمور إما خير محض وصلاح محض، وإما شر محض وفساد محض، وإما خليط من الأمرين. هؤلاء القوم يفسدون ولا يصلحون -والعياذ بالله- ما يصلحون بالطاعة أبداً، وهذا دليل على أنهم ليس فيهم خير محض، ليس فيهم خير أبداً لا قليل ولا كثير، لكن فيهم أناس خيُّرون، من؟ الذين آمنوا بصالح واتبعوه، لكن هؤلاء الرهط التسعة يفسدون ولا يصلحون، دائماً ما همّهم إلا الفساد في الأرض بالمعاصي، وإلقاء الفتن بين الناس، ومحاولة قتل المصلحين، ولهذا: (( قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ... ))[النمل:49] إلى آخر الآية.
(( تِسْعَةُ رَهْطٍ ))[النمل:48] أي: رجال". المؤلف قال: أي رجال. والرهط -صحيح- هم الرجال، لكنهم قالوا: إن الرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة. وبعضهم قال: ما بين السبعة إلى العشرة، نعم. فعلى هذا: تسعةُ رهطٍ، يصير تسعة وتسعة؟ لا، ولهذا فسر المؤلف الرهط بإيش؟ بالرجال، نعم. الرَّهط فسَّرهم بالرجال لا بمعناه الخاص لأجل أن تستقيم الإضافة، إذ الشيء لا يُضاف إلى نفسه إلا على تأويل.
وقال بعضهم: إنه لا حاجة إلى هذا التأويل، لأن الإضافة هنا بيانية، أي: أن رهط تفسير لتسعة، كأنه قال: تسعةٌ رهطٌ. والمعنى على كل حال! هو أن هذه المدينة -مدينة صالح أو مدينة ثمود- كان فيها رجال تسعة. نعم. وكانت التسعة هذه مجالاً للتفاؤل والتشاؤم، أحد يتشاءم من العدد التسعة، يقول لهم تسعة جاءت بالإفساد في الأرض، (( تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ))[النمل:48].
وأحد يتفاءل بها، الرافضة يتشاءمون بالعشرة ويتفاءلون بالتسعة، العشرة من؟ المبشرون بالجنة، لكنهم يخرجون علي بن أبي طالب منهم ... من يحطون بداله؟ لكنهم يتشاءمون بالعشرة، عدوُّهم من العدد: العشرة، وصديقهم: التسعة، لأنهم يقولون: هم آل البيت الذين وضع عليهم الرسول الكساء، فقال لهم شيخ الإسلام: يجب إذا كنتم تتفاءلون أو تتشاءمون بالعدد أنكم تتشاءمون؟
الطالب: إحدى عشر.
الشيخ : لا، تتشاءمون بالتسعة.
الطالب: بالتسعة.
الشيخ : لأنه هو الذي قال: (( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48]، أما العشرة، فإن الغالب أنها خير، نعم.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم. عشر ذي الحجة، وعشر رمضان، والعشرة المبشرون بالجنة، وأمثلة كثيرة ما تحضرني الآن، وأنا أقول: أن كلام شيخ الإسلام هذا للتنزُّل مع الخصم، وإلا هو رحمه الله ما يتفاءل لا بهذا ولا بهذا، العدد عدد، ما أتى بشيء.
(( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ))[النمل:48] بأي شيء؟ بالمعاصي، يفسدون في الأرض بالمعاصي، وكلما ذكر الله تبارك وتعالى الفساد في الأرض فالمراد به: المعصية، الشرك فما دونه. لماذا؟ لأنه لا شك أن عمل المعاصي نفسه فساد، أليس كذلك؟
الطالب: بلى.
الشيخ : ثم هو سبب للفساد، نعم. (( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ))[الأعراف:130].
وقال تعالى: (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ))[الروم:41]، (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ))[الشورى:30]. فالمعاصي هي نفسها فساد، وهي سبب للفساد أيضاً، فلذلك كل ما ذكر الله سبحانه وتعالى الفساد في الأرض فالمراد به المعاصي، يفسدون في الأرض بالمعاصي منها: قرضهم الدنانير والدراهم ... يقطعونها، يخربونها، يقصُّون منها، يقصُّون من الدراهم والدنانير، ولكن هذا إسرائيلي.
الطالب: أين الدليل؟
الشيخ : إسرائيلي، ما في دليل، ولا هو أيضاً أكبر المعاصي، هذا صحيح أنه غش، لكن ما هو بأكبر المعاصي.
على كل حال! أهم شيء أنهم أنكروا الرسالة وكفروا بالخالق، هذه من أعظم المعاصي التي يفسدون بها في الأرض.
وقال: (( وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48] يفسدون ولا يصلحون، لأن معناها: أن فسادهم هذا -والعياذ بالله- شامل، ما فيه صلاح أبداً، وهذا هو الحكمة من قوله: (( وَلا يُصْلِحُونَ ))[النمل:48] وفيه فائدة عظيمة: وهو أنه قد يجتمع الفلاح والفساد في آنٍ واحد، كما أن الإنسان يكون مؤمناً ويكون فاسقاً، يكون فيه إيمان وفيه كفر، فيه فسوق وطاعة، فيه فساد وصلاح، وإلا لا؟ فالأمور إما خير محض وصلاح محض، وإما شر محض وفساد محض، وإما خليط من الأمرين. هؤلاء القوم يفسدون ولا يصلحون -والعياذ بالله- ما يصلحون بالطاعة أبداً، وهذا دليل على أنهم ليس فيهم خير محض، ليس فيهم خير أبداً لا قليل ولا كثير، لكن فيهم أناس خيُّرون، من؟ الذين آمنوا بصالح واتبعوه، لكن هؤلاء الرهط التسعة يفسدون ولا يصلحون، دائماً ما همّهم إلا الفساد في الأرض بالمعاصي، وإلقاء الفتن بين الناس، ومحاولة قتل المصلحين، ولهذا: (( قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ... ))[النمل:49] إلى آخر الآية.