قال الله تعالى : << ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لايشعرون >> حفظ
ولهذا يقول الله عز وجل: (( وَمَكَرُوا مَكْرًا ))[النمل:50] " (( وَمَكَرُوا )) في ذلك (( مَكْرًا ))[النمل:50] ". مكراً منكّر، وأحياناً يكون من فائدة التنكير التعظيم. أي: مكروا مكراً عظيماً.
والمكر فسّره بعضهم بأنه التوصل بالأسباب الخفية إلى الإيقاع بالخطب، فيحصل بأسباب خفية إلى الوقاع بخصمه، لأن الأسباب الظاهرة ما تسمى مكر، وإنما هي أسباب خفية.
قال الله عز وجل في مقابلة ذلك: (( وَمَكَرْنَا مَكْرًا ))[النمل:50] أي: أعظم من مكرهم.
قال المؤلف: " أي جازيناهم بتعجيل عقوبتهم " ففسّر مكراً بالمجازاة.
والصحيح: أن المكر أشد من المجازاة، لأنها مجازاة من حيث مأمن المجازى، لكن أراد المؤلف رحمه الله أن يدفع بذلك صفة المكر عن الله سبحانه وتعالى ففسّره بالمجازاة.
والصواب عند أهل السنة والجماعة أن المكر لا يجوز أن يحرّف إلى معنى المجازاة مطلقاً، وأنه لا يمتنع وصف الله تبارك وتعالى به في محله، فالمكر في محله يعتبر مدحاً وإلا لا؟وفي غير محله يعتبر ذماً.. فالمكر بهؤلاء الماكرين يعتبر مدحاً عظيماً.
ولهذا الصحيح في هذه المسألة الذي عليها أهل السنة والجماعة: أن الله تعالى يوصف بالمكر لا على الإطلاق، فلا يقال: إن الله ماكر، لأنه على الإطلاق يتضمن صفة الذم، وإنما يقال: ماكرٌ بمن يمكر به أو بمن يستحق المكر. وحينئذ يكون صفة مدح.
والصفات تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أحدها: صفاتٌ حسنى في كل حال، فهذه ثابتةٌ لهم على وجه الإطلاق كالسمع، كالبصر، كالعلم، كالحياة، كالقدرة .. وما أشبه ذلك.
والثاني: صفات نقصٍ على كل حال أو صفات سوءٍ على كل حال، فهذه يُنزّه الله عنها على كل حال مثل: الظلم، ....، والجهل، والعمى، والموت، والمرض، والجوع والعطش .. وما أشبه ذلك، هذه ينزّه الله عنها على كل حال والولادة، ........، والشريك .. وما إلى ذلك، هذه ينزّه الله عنها في كل حال.
والثالث: صفاتٌ ذات وجهين تكون مدحاً في حال وتكون ذماً في حال، فهذه لا يوصف الله بها بإطلاق، ولا تنفى عنه على الإطلاق مثل: المكر، والخداع، والاستهزاء، والسخرية .. وأمثالها. هذه لا يوصف الله بها على كل حال ولا تنفى عنه في كل حال. بل يوصف بها حيث تكون كمالاً، وتنفى عنه حيث تكون نقصاً. قال الله تعالى: (( فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ))[التوبة:79]، وقال تعالى: (( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ ))[البقرة:15]، وقال تعالى: (( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ))[النساء:142]، وقال تعالى: (( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ))[الأنفال:30].
(( وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ))[النمل:50] يعني: هم لا يشعرون بعاقبة مكرهم، وهل يتم لهم ما أرادوا أم لا، ولا يشعرون كيف يمكر الله بهم. فهم لا يشعرون لا بهذا ولا بهذا.. لا بنتيجة مكرهم ولا بمكر الله بهم، لأنهم والعياذ بالله متمادون في الضلالة، والغالب أن الذي يتمادى في الضلالة يعمى فلا يبصر، ويصم فلا يسمع.
فلهذا قال: (( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ))[النمل:50] والجملة في قوله: (( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ))[النمل:50] محلها من الإعراب؟ حال من الواو في مكروا أو من الضمير المحذوف في قوله: (( وَمَكَرْنَا مَكْرًا ))[النمل:50] يعني: بهم (( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ))[النمل:50]؟
والمكر فسّره بعضهم بأنه التوصل بالأسباب الخفية إلى الإيقاع بالخطب، فيحصل بأسباب خفية إلى الوقاع بخصمه، لأن الأسباب الظاهرة ما تسمى مكر، وإنما هي أسباب خفية.
قال الله عز وجل في مقابلة ذلك: (( وَمَكَرْنَا مَكْرًا ))[النمل:50] أي: أعظم من مكرهم.
قال المؤلف: " أي جازيناهم بتعجيل عقوبتهم " ففسّر مكراً بالمجازاة.
والصحيح: أن المكر أشد من المجازاة، لأنها مجازاة من حيث مأمن المجازى، لكن أراد المؤلف رحمه الله أن يدفع بذلك صفة المكر عن الله سبحانه وتعالى ففسّره بالمجازاة.
والصواب عند أهل السنة والجماعة أن المكر لا يجوز أن يحرّف إلى معنى المجازاة مطلقاً، وأنه لا يمتنع وصف الله تبارك وتعالى به في محله، فالمكر في محله يعتبر مدحاً وإلا لا؟وفي غير محله يعتبر ذماً.. فالمكر بهؤلاء الماكرين يعتبر مدحاً عظيماً.
ولهذا الصحيح في هذه المسألة الذي عليها أهل السنة والجماعة: أن الله تعالى يوصف بالمكر لا على الإطلاق، فلا يقال: إن الله ماكر، لأنه على الإطلاق يتضمن صفة الذم، وإنما يقال: ماكرٌ بمن يمكر به أو بمن يستحق المكر. وحينئذ يكون صفة مدح.
والصفات تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أحدها: صفاتٌ حسنى في كل حال، فهذه ثابتةٌ لهم على وجه الإطلاق كالسمع، كالبصر، كالعلم، كالحياة، كالقدرة .. وما أشبه ذلك.
والثاني: صفات نقصٍ على كل حال أو صفات سوءٍ على كل حال، فهذه يُنزّه الله عنها على كل حال مثل: الظلم، ....، والجهل، والعمى، والموت، والمرض، والجوع والعطش .. وما أشبه ذلك، هذه ينزّه الله عنها على كل حال والولادة، ........، والشريك .. وما إلى ذلك، هذه ينزّه الله عنها في كل حال.
والثالث: صفاتٌ ذات وجهين تكون مدحاً في حال وتكون ذماً في حال، فهذه لا يوصف الله بها بإطلاق، ولا تنفى عنه على الإطلاق مثل: المكر، والخداع، والاستهزاء، والسخرية .. وأمثالها. هذه لا يوصف الله بها على كل حال ولا تنفى عنه في كل حال. بل يوصف بها حيث تكون كمالاً، وتنفى عنه حيث تكون نقصاً. قال الله تعالى: (( فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ))[التوبة:79]، وقال تعالى: (( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ ))[البقرة:15]، وقال تعالى: (( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ))[النساء:142]، وقال تعالى: (( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ))[الأنفال:30].
(( وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ))[النمل:50] يعني: هم لا يشعرون بعاقبة مكرهم، وهل يتم لهم ما أرادوا أم لا، ولا يشعرون كيف يمكر الله بهم. فهم لا يشعرون لا بهذا ولا بهذا.. لا بنتيجة مكرهم ولا بمكر الله بهم، لأنهم والعياذ بالله متمادون في الضلالة، والغالب أن الذي يتمادى في الضلالة يعمى فلا يبصر، ويصم فلا يسمع.
فلهذا قال: (( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ))[النمل:50] والجملة في قوله: (( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ))[النمل:50] محلها من الإعراب؟ حال من الواو في مكروا أو من الضمير المحذوف في قوله: (( وَمَكَرْنَا مَكْرًا ))[النمل:50] يعني: بهم (( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ))[النمل:50]؟