فوائد قوله تعالى : << فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين >> حفظ
وفي قوله: (( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ))[النمل:51].
في الآية فوائد:
أولاً: الحث على الاعتبار، لقوله: (( فَانظُرْ ))[النمل:51] فالنظر يكون بالقلب، ويسمى نظر البصيرة، ويكون بالعين ويسمى نظر البصر، وكلاهما أمرٌ مطلوب إذا أدى إلى مطلوب.
وأما إذا لم يؤد إلى مطلوب، بل أدى إلى العكس مثل أن يعتبر ويتبصّر ثم يتخذ من هذا النظر وسيلة إلى الطعن في حكمة الله سبحانه وتعالى، أو إلى وصف الله تعالى بالظلم.. أو ما أشبه ذلك مما يقع من بعض الملحدين، فإن هذا ضرره كبير والعياذ بالله، لكن من نظر ليعتبر.. من نظر بعين العقل والعدل فلا بد من الأمرين: عقلٌ وعدل، فبانتفاء العقل ما يعرف الإنسان، وبانتفاء العدل يظلم.
فعلى كل حال في هذه الآية دليل على أنه ينبغي للإنسان أن ينظر ويتأمل في الأمور، لا سيما في أمور المكذبين.
وفيه دليل على أنه ينبغي في مقام التحذير استعمال أغلظ الألفاظ وأشدها تأثيراً، لقوله: (( دَمَّرْنَاهُمْ ))[النمل:51] ولم يقل: أهلكناهم، فإن التدمير أعظم وقعاً في النفس، والنفس تنفر منه أكثر، ولهذا قال: (( أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ ))[النمل:51].
وفي هذا دليل أيضاً على أن العقوبات إنما تأتي بأسباب المرء، حيث جعل هذا التدمير عاقبة مكرهم، وهذا يدل عليه أيضاً قول الله تعالى: (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[الأعراف:96].
وقال تعالى في خصوص أهل الكتاب: (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ))[المائدة:65 - 66] من فوقهم: من الثمار الطيبة، ومن تحت أرجلهم: من الزروع التي تحت الأرض.
في قوله أيضاً: (( أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ))[النمل:51] في هذا دليل على أن العقوبة تعم، ولكن كما قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يُبعث الناس على أعمالهم ) العقوبة قد تعم، ولكن يُبعث الناس على أعمالهم، وهذا مشاهد، سواءً كانت العقوبة من الله يعني: من فعل الله أو من فعل العباد، يسلّط الله تعالى بعض عباده على بعض، فيدمر هذا المتسلط على الصالح والطالح، ولكن يُبعث الناس يوم القيامة على أعمالهم ونياتهم.
أو ينزل الله تعالى كارثة من عنده كالفيضانات، والرياح.. وغيرها. فتدمر الصالح والطالح، ويوم القيامة يُبعثون على نياتهم.
وإنما كان كذلك والحكمة عند الله سبحانه وتعالى لأجل أن يستقيم الناس على أمر الله، لأني أنا إذا علمت أن المصيبة ستعم سأسعى في إزالة السيئة الموجبة للعقوبة، لكن لو أننا نعلم أن العقوبة تخص العامل ما استقام الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر.
ولذلك يجب أن يكون خوف الإنسان من معاصي غيره كخوفه من معاصي نفسه، لأن العقوبة واحدة إذا نزلت عمّت، بل إن المعاصي سبحان الله كالدخان يصرع من شمّه وإن لم يكن في بيته.
ولذلك معاصي الناس اليوم أثّرت على أهل الخير البعيدين منهم. يعني: أهل الخير لو سألتهم وقلت: هل تجدون في قلوبكم ما كنتم تجدونه قبل سنوات من الإنابة إلى الله، والخشوع، والخضوع، ومحبة الخير؟ لوسألتهم؟ لأجابوا: لا.
دعنا من الناس الذين ماتوا قبل ثلاثين سنة أو أكثر، هذا معلوم أنهم سلموا من هذه الفتنة، لكن حتى الموجود الآن هروبهم قبل نحو ثلاثين سنة أصلح بكثير من اليوم، مع أن حالهم هي هي، تجد الإنسان مثلاً في مسجده إمام ولم يرتبط بالدنيا ولم يشتغل بها، تجد إنسان مثلاً في أهله ما يلتفت إلى أحدٍ غيرهم، ومع ذلك تأثرت القلوب، لأن المعاصي مفاسد مهما كانت.
ولكن مع هذا قد يأتي الله تعالى ببركانٍ عظيم يبدد هذه الأشياء، يقيض الله تعالى للأمة الإسلامية طائفة منصورة ظاهرة فتبدد كل هذا الأمر، ولهذا لا بد من عمل، الركود ما ينفع.. الركود ما فيه سلامة أبداً، لا بد من العمل ولكن على هدى مستقيم وبحكمة بالغة، لأن الذي يضر الدعاة إلى الله واحد من أمرين: إما جهلٌ، أو سفه.
يعني: إما أنه ما عندهم علم بيّن راسخ، فتجدهم يحرمون ما أحل الله، ويوجبون ما لم يوجبه الله.
مثلما يوجد من بعض الإخوان الذين يتشددون في الأمور، يحرمون ما أحل الله، أو يوجبون ما لم يوجبه الله، وهذه مفسدة عظيمة.
أو يكون عندهم سفه، يعني: ما عندهم حكمة في الدعوة إلى الله، فيكون عندهم تسرع وعيد وعنف ، أو تباطؤٌ في غير موضعه.
ففي الأول يحصل رد فعلٍ عميق من المدعوين، وفي الثاني يحصل تمادٍ من المدعوين يفوّت الفرصة على الداعين، فلا بد من العلم والحكمة (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))[النحل:125].
يقول: (( أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ))[النمل:51].
في الآية فوائد:
أولاً: الحث على الاعتبار، لقوله: (( فَانظُرْ ))[النمل:51] فالنظر يكون بالقلب، ويسمى نظر البصيرة، ويكون بالعين ويسمى نظر البصر، وكلاهما أمرٌ مطلوب إذا أدى إلى مطلوب.
وأما إذا لم يؤد إلى مطلوب، بل أدى إلى العكس مثل أن يعتبر ويتبصّر ثم يتخذ من هذا النظر وسيلة إلى الطعن في حكمة الله سبحانه وتعالى، أو إلى وصف الله تعالى بالظلم.. أو ما أشبه ذلك مما يقع من بعض الملحدين، فإن هذا ضرره كبير والعياذ بالله، لكن من نظر ليعتبر.. من نظر بعين العقل والعدل فلا بد من الأمرين: عقلٌ وعدل، فبانتفاء العقل ما يعرف الإنسان، وبانتفاء العدل يظلم.
فعلى كل حال في هذه الآية دليل على أنه ينبغي للإنسان أن ينظر ويتأمل في الأمور، لا سيما في أمور المكذبين.
وفيه دليل على أنه ينبغي في مقام التحذير استعمال أغلظ الألفاظ وأشدها تأثيراً، لقوله: (( دَمَّرْنَاهُمْ ))[النمل:51] ولم يقل: أهلكناهم، فإن التدمير أعظم وقعاً في النفس، والنفس تنفر منه أكثر، ولهذا قال: (( أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ ))[النمل:51].
وفي هذا دليل أيضاً على أن العقوبات إنما تأتي بأسباب المرء، حيث جعل هذا التدمير عاقبة مكرهم، وهذا يدل عليه أيضاً قول الله تعالى: (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[الأعراف:96].
وقال تعالى في خصوص أهل الكتاب: (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ))[المائدة:65 - 66] من فوقهم: من الثمار الطيبة، ومن تحت أرجلهم: من الزروع التي تحت الأرض.
في قوله أيضاً: (( أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ))[النمل:51] في هذا دليل على أن العقوبة تعم، ولكن كما قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يُبعث الناس على أعمالهم ) العقوبة قد تعم، ولكن يُبعث الناس على أعمالهم، وهذا مشاهد، سواءً كانت العقوبة من الله يعني: من فعل الله أو من فعل العباد، يسلّط الله تعالى بعض عباده على بعض، فيدمر هذا المتسلط على الصالح والطالح، ولكن يُبعث الناس يوم القيامة على أعمالهم ونياتهم.
أو ينزل الله تعالى كارثة من عنده كالفيضانات، والرياح.. وغيرها. فتدمر الصالح والطالح، ويوم القيامة يُبعثون على نياتهم.
وإنما كان كذلك والحكمة عند الله سبحانه وتعالى لأجل أن يستقيم الناس على أمر الله، لأني أنا إذا علمت أن المصيبة ستعم سأسعى في إزالة السيئة الموجبة للعقوبة، لكن لو أننا نعلم أن العقوبة تخص العامل ما استقام الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر.
ولذلك يجب أن يكون خوف الإنسان من معاصي غيره كخوفه من معاصي نفسه، لأن العقوبة واحدة إذا نزلت عمّت، بل إن المعاصي سبحان الله كالدخان يصرع من شمّه وإن لم يكن في بيته.
ولذلك معاصي الناس اليوم أثّرت على أهل الخير البعيدين منهم. يعني: أهل الخير لو سألتهم وقلت: هل تجدون في قلوبكم ما كنتم تجدونه قبل سنوات من الإنابة إلى الله، والخشوع، والخضوع، ومحبة الخير؟ لوسألتهم؟ لأجابوا: لا.
دعنا من الناس الذين ماتوا قبل ثلاثين سنة أو أكثر، هذا معلوم أنهم سلموا من هذه الفتنة، لكن حتى الموجود الآن هروبهم قبل نحو ثلاثين سنة أصلح بكثير من اليوم، مع أن حالهم هي هي، تجد الإنسان مثلاً في مسجده إمام ولم يرتبط بالدنيا ولم يشتغل بها، تجد إنسان مثلاً في أهله ما يلتفت إلى أحدٍ غيرهم، ومع ذلك تأثرت القلوب، لأن المعاصي مفاسد مهما كانت.
ولكن مع هذا قد يأتي الله تعالى ببركانٍ عظيم يبدد هذه الأشياء، يقيض الله تعالى للأمة الإسلامية طائفة منصورة ظاهرة فتبدد كل هذا الأمر، ولهذا لا بد من عمل، الركود ما ينفع.. الركود ما فيه سلامة أبداً، لا بد من العمل ولكن على هدى مستقيم وبحكمة بالغة، لأن الذي يضر الدعاة إلى الله واحد من أمرين: إما جهلٌ، أو سفه.
يعني: إما أنه ما عندهم علم بيّن راسخ، فتجدهم يحرمون ما أحل الله، ويوجبون ما لم يوجبه الله.
مثلما يوجد من بعض الإخوان الذين يتشددون في الأمور، يحرمون ما أحل الله، أو يوجبون ما لم يوجبه الله، وهذه مفسدة عظيمة.
أو يكون عندهم سفه، يعني: ما عندهم حكمة في الدعوة إلى الله، فيكون عندهم تسرع وعيد وعنف ، أو تباطؤٌ في غير موضعه.
ففي الأول يحصل رد فعلٍ عميق من المدعوين، وفي الثاني يحصل تمادٍ من المدعوين يفوّت الفرصة على الداعين، فلا بد من العلم والحكمة (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))[النحل:125].
يقول: (( أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ))[النمل:51].