فوائد قوله تعالى : << فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لأيات لقوم يعلمون >> حفظ
(( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ))[النمل:52].
تلك بيوتهم خاوية، لما قال: (( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ ))[النمل:51] هذا عام مبهم، نص على شيء معيّن وهو أن بيوتهم خاوية الآن، ايش معنى خاوية؟
الطالب: فيها قولان: إما خالية، وإما متهدمة.
الشيخ : مدمّرة، خاويةً. وهذا قد نقول أن فيه فائدة وهي: التبيين بعد الإجمال، لأن التبيين بعد الإجمال أوقع في النفس، فالشيء إذا جاء مجملاً تتشوف النفس إلى بيانه ومعرفته، فإذا جاء إليها مبيَّناً بعد الإبهام صادف أرضاً يابسة تشرب الماء، لكن إذا بُيِّن الأول مر مر الكرام، وهذا دائماً تجدونه في القرآن (( وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ )) ما هو هذا الأمر؟ (( أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ))[الحجر:66].
عندما تقف (( وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ ))[الحجر:66] تجد نفسك هذا الأمر بأل، ما هو الأمر هذا؟ ثم تجد (( أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ))[الحجر:66] يتبين لك وقع هذا البيان بعد الإبهام.
وفي هذا دليل على أن التبذير والإتلاف من أسباب الظلم لقوله: (( بِمَا ظَلَمُوا ))[النمل:52] لأن الباء هنا للسببية.
الطالب: من أسباب الظلم أو بأسباب الظلم؟
الشيخ : يصلح هذا وهذا، لأن من للسببية.
وفيه دليل على أن الجزاء من جنس العمل.
وفيه دليل على أن الله سبحانه وتعالى ليس بظالم، ما دام لا يعاقب إلا بسبب فعل العبد، فمعنى ذلك أنه منتفٍ عنه الظلم سبحانه وتعالى.
وفيه دليلٌ على التحذير من الظلم، لأننا إذا تبينا أن التبذير من أسباب الظلم معناه: أننا ننفر منه ونهرب منه، وفيه التحذير من ممارسة الظلم سواءٌ كان متعدياً أو لازماً، أو سواءٌ كنت تظلم نفسك وحدها بالتقصير بواجب الله أو بالظلم لغيرك أيضاً.
وفيه دليل على أن هذه الحوادث التي يحدثها الله عز وجل آياتٌ من آياته، تدل على كمال قدرته وسلطانه وعلى كمال عدله أيضاً ياولد، ولهذا قال: (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً ))[النمل:52] أي: علامة على قدرة الله وسلطانه، وعلى حكمته وأنه سبحانه وتعالى لا يفعل إلا بمقتض للفعل.
وفيه ردٌ على من يُنكرون الحكمة مثل الجهمية، فإن الجهمية يقولون: إنه لا حكمة لله سبحانه وتعالى في أفعاله، وخالفتهم المعتزلة تماماً، وقالت: أفعاله مقرونةٌ بالحكمة والحكمة موجبة، ولهذا قالوا: يجب عليه فعل الصلاح، وبعضهم قالوا: يجب عليه فعل الأصلح.
وأما الجهمية فبالعكس، وهذا من المواضع التي اختلفت فيه الجهمية والمعتزلة، وإن كانوا يشتركون في كثير من الأشياء، لكنهم يختلفون أيضاً في أشياء أخرى منها هذه المسألة: هل فعل الله لحكمة أو لمجرد مشيئة؟
الجهمية يقولون: لمجرد مشيئة، والمعتزلة يقولون: لحكمة، لكن غلوا في إثبات الحكمة، حيث أوجبوا على الله سبحانه وتعالى فعل الأصلح.
وقد مر علينا هذا في العقيدة وبيّنا أن الصواب أنه يجب على الله فعل الأصلح لكن لا بإيجابنا نحن، ولكن بمقتضى حكمته، لأن الحكمة تقتضي هكذا.
الطالب: والأشاعرة؟
الشيخ : الأشاعرة مثل الجهمية.
وفي هذا دليل على أنه لا ينتفع بالآيات إلا أولوا العلم، لقوله: (( لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ))[النمل:52] أما من ليس من ذوي العلم فإنه يفوتهم شيءٌ كثير لا يعتبرون به ولا يتعظون به، ولهذا قال الله عز وجل: (( وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ))[العنكبوت:43] والأمثال تشمل الأمثال المعقولة والأمثال المحسوسة المشاهدة، فالله تعالى يضرب الأمثال المعقولة ويضرب الأمثال المحسوسة (( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ))[يس:13] ... إلى آخره، هذا ما يسمى المشهود المحسوس.
مثلاً: (( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ))[العنكبوت:41] هذا من الأمثال المعقولة.
والحاصل: أن أهل العلم هم الذين يعقلون هذه الآيات ويعتبرون بها، وينتفعون بها.
وفيه دليل على فضيلة العلم.. وفيه دليل أيضاً على الحث على العلم، لأنه إذا ثبت فضله فمعنى ذلك أن الله ذكره لنا لنتعلم.
ولا شك أن العلم من أفضل ما أنعم الله به على العبد، يعني: ما بعد الإسلام نعمة مثل العلم، هي أفضل من نعمة المال، وأفضل من نعمة قوة البدن، وأفضل من نعمة البنين، ما يعادلها إلا نعمة الإسلام فقط.
ولذلك تجد أن العلماء ولكن الذين مثّلوا العلم، بأن كانوا دعاة إلى الله، وكانوا علماء ملة لا علماء دولة، لأن العلماء منهم علماء ملّة يدعون إلى الملة والشريعة ويهدون بأمر الله، ومنهم علماء دولة يدعون إلى ما تريده الدولة، وتعرفون أول ما ظهرت بدعة الاشتراكية أو أول ما ظهر فسق الاشتراكية، لأنهم من زمان، صار أناسٌ من أهل العلم -في البلاد التي ظهرت فيها هذه البدعة- صار يدعون إليها ويزعمون أن القرآن والسنة دلّا عليه، فيأتون بآيات تدل على هذا. مثل (( ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ))[الروم:28].
الطالب: هذا في الإنكار.
الشيخ : نعم. قال: (( فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ))[الروم:28] خلاص أنتم سواءٌ في الرزق، والناس شركاء في ثلاث.. وهكذا، وبدءوا يحرفون الكتاب والسنة لماذا ؟ لأنهم علماء دولة لا علماء ملّة، وهذا كثير أيضاً.
وفيه أيضاً محدّثون دولة، مر علينا الذي قال المهدي ابراهيم بن غياث أو غياث بن إبراهيم قال: " لا سبق إلا في خفٍّ أو نصل أو حافر - واستثنى - أو جناح ".
الحاصل أن هذه دلالة في القصد، لكن المراد بالعلم الممدوح هو العلم المؤثر للعمل والدعوة.
والحقيقة أن مقام طلبة العلم ما هو مقام علم فقط ويكون العلم قابعاً يا أحمد في صدورهم، إذا لم يكن هناك دعوة، أنت الآن وارث للأنبياء و إلا لا؟ العلماء ورثة الأنبياء إذاً: ادع إلى الله.. ادع مثل ما دعا الأنبياء إلى الله سبحانه وتعالى، اعلم ثم ادع، ما نقول: ادع بجهل، الدعاء بجهل ضرر عليك وعلى الإسلام أيضاً، لكن اعلم وادع ولا تبالي.
واعلم أنك ما قلت كلمة تبتغي بها وجه الله إلا كان لها تأثير لا بد، ونحن نضرب دائماً لكم مثلاً بقول موسى أمام السحرة وأمام فرعون وجنوده وعامة أتباعه قال للسحرة: (( وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ))[طه:61] كلمة ماذا عملت؟
الطالب: (( فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ ))[طه:62].
الشيخ : ولا قنبلة (( فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ))[طه:62] راحت معنويتهم واجتماعهم.
وأخيراً آمنوا بالله، أعلنوا إعلان كامل بتصميم وعزم سبحان الذي أعطاهم إياه بهذه اللحظة (( آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ))[الأعراف:121 - 122] فوعدهم (( لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ))[الأعراف:124]، ماذا قالوا: (( لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ))[طه:72]...
تلك بيوتهم خاوية، لما قال: (( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ ))[النمل:51] هذا عام مبهم، نص على شيء معيّن وهو أن بيوتهم خاوية الآن، ايش معنى خاوية؟
الطالب: فيها قولان: إما خالية، وإما متهدمة.
الشيخ : مدمّرة، خاويةً. وهذا قد نقول أن فيه فائدة وهي: التبيين بعد الإجمال، لأن التبيين بعد الإجمال أوقع في النفس، فالشيء إذا جاء مجملاً تتشوف النفس إلى بيانه ومعرفته، فإذا جاء إليها مبيَّناً بعد الإبهام صادف أرضاً يابسة تشرب الماء، لكن إذا بُيِّن الأول مر مر الكرام، وهذا دائماً تجدونه في القرآن (( وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ )) ما هو هذا الأمر؟ (( أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ))[الحجر:66].
عندما تقف (( وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ ))[الحجر:66] تجد نفسك هذا الأمر بأل، ما هو الأمر هذا؟ ثم تجد (( أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ))[الحجر:66] يتبين لك وقع هذا البيان بعد الإبهام.
وفي هذا دليل على أن التبذير والإتلاف من أسباب الظلم لقوله: (( بِمَا ظَلَمُوا ))[النمل:52] لأن الباء هنا للسببية.
الطالب: من أسباب الظلم أو بأسباب الظلم؟
الشيخ : يصلح هذا وهذا، لأن من للسببية.
وفيه دليل على أن الجزاء من جنس العمل.
وفيه دليل على أن الله سبحانه وتعالى ليس بظالم، ما دام لا يعاقب إلا بسبب فعل العبد، فمعنى ذلك أنه منتفٍ عنه الظلم سبحانه وتعالى.
وفيه دليلٌ على التحذير من الظلم، لأننا إذا تبينا أن التبذير من أسباب الظلم معناه: أننا ننفر منه ونهرب منه، وفيه التحذير من ممارسة الظلم سواءٌ كان متعدياً أو لازماً، أو سواءٌ كنت تظلم نفسك وحدها بالتقصير بواجب الله أو بالظلم لغيرك أيضاً.
وفيه دليل على أن هذه الحوادث التي يحدثها الله عز وجل آياتٌ من آياته، تدل على كمال قدرته وسلطانه وعلى كمال عدله أيضاً ياولد، ولهذا قال: (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً ))[النمل:52] أي: علامة على قدرة الله وسلطانه، وعلى حكمته وأنه سبحانه وتعالى لا يفعل إلا بمقتض للفعل.
وفيه ردٌ على من يُنكرون الحكمة مثل الجهمية، فإن الجهمية يقولون: إنه لا حكمة لله سبحانه وتعالى في أفعاله، وخالفتهم المعتزلة تماماً، وقالت: أفعاله مقرونةٌ بالحكمة والحكمة موجبة، ولهذا قالوا: يجب عليه فعل الصلاح، وبعضهم قالوا: يجب عليه فعل الأصلح.
وأما الجهمية فبالعكس، وهذا من المواضع التي اختلفت فيه الجهمية والمعتزلة، وإن كانوا يشتركون في كثير من الأشياء، لكنهم يختلفون أيضاً في أشياء أخرى منها هذه المسألة: هل فعل الله لحكمة أو لمجرد مشيئة؟
الجهمية يقولون: لمجرد مشيئة، والمعتزلة يقولون: لحكمة، لكن غلوا في إثبات الحكمة، حيث أوجبوا على الله سبحانه وتعالى فعل الأصلح.
وقد مر علينا هذا في العقيدة وبيّنا أن الصواب أنه يجب على الله فعل الأصلح لكن لا بإيجابنا نحن، ولكن بمقتضى حكمته، لأن الحكمة تقتضي هكذا.
الطالب: والأشاعرة؟
الشيخ : الأشاعرة مثل الجهمية.
وفي هذا دليل على أنه لا ينتفع بالآيات إلا أولوا العلم، لقوله: (( لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ))[النمل:52] أما من ليس من ذوي العلم فإنه يفوتهم شيءٌ كثير لا يعتبرون به ولا يتعظون به، ولهذا قال الله عز وجل: (( وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ))[العنكبوت:43] والأمثال تشمل الأمثال المعقولة والأمثال المحسوسة المشاهدة، فالله تعالى يضرب الأمثال المعقولة ويضرب الأمثال المحسوسة (( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ))[يس:13] ... إلى آخره، هذا ما يسمى المشهود المحسوس.
مثلاً: (( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ))[العنكبوت:41] هذا من الأمثال المعقولة.
والحاصل: أن أهل العلم هم الذين يعقلون هذه الآيات ويعتبرون بها، وينتفعون بها.
وفيه دليل على فضيلة العلم.. وفيه دليل أيضاً على الحث على العلم، لأنه إذا ثبت فضله فمعنى ذلك أن الله ذكره لنا لنتعلم.
ولا شك أن العلم من أفضل ما أنعم الله به على العبد، يعني: ما بعد الإسلام نعمة مثل العلم، هي أفضل من نعمة المال، وأفضل من نعمة قوة البدن، وأفضل من نعمة البنين، ما يعادلها إلا نعمة الإسلام فقط.
ولذلك تجد أن العلماء ولكن الذين مثّلوا العلم، بأن كانوا دعاة إلى الله، وكانوا علماء ملة لا علماء دولة، لأن العلماء منهم علماء ملّة يدعون إلى الملة والشريعة ويهدون بأمر الله، ومنهم علماء دولة يدعون إلى ما تريده الدولة، وتعرفون أول ما ظهرت بدعة الاشتراكية أو أول ما ظهر فسق الاشتراكية، لأنهم من زمان، صار أناسٌ من أهل العلم -في البلاد التي ظهرت فيها هذه البدعة- صار يدعون إليها ويزعمون أن القرآن والسنة دلّا عليه، فيأتون بآيات تدل على هذا. مثل (( ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ))[الروم:28].
الطالب: هذا في الإنكار.
الشيخ : نعم. قال: (( فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ))[الروم:28] خلاص أنتم سواءٌ في الرزق، والناس شركاء في ثلاث.. وهكذا، وبدءوا يحرفون الكتاب والسنة لماذا ؟ لأنهم علماء دولة لا علماء ملّة، وهذا كثير أيضاً.
وفيه أيضاً محدّثون دولة، مر علينا الذي قال المهدي ابراهيم بن غياث أو غياث بن إبراهيم قال: " لا سبق إلا في خفٍّ أو نصل أو حافر - واستثنى - أو جناح ".
الحاصل أن هذه دلالة في القصد، لكن المراد بالعلم الممدوح هو العلم المؤثر للعمل والدعوة.
والحقيقة أن مقام طلبة العلم ما هو مقام علم فقط ويكون العلم قابعاً يا أحمد في صدورهم، إذا لم يكن هناك دعوة، أنت الآن وارث للأنبياء و إلا لا؟ العلماء ورثة الأنبياء إذاً: ادع إلى الله.. ادع مثل ما دعا الأنبياء إلى الله سبحانه وتعالى، اعلم ثم ادع، ما نقول: ادع بجهل، الدعاء بجهل ضرر عليك وعلى الإسلام أيضاً، لكن اعلم وادع ولا تبالي.
واعلم أنك ما قلت كلمة تبتغي بها وجه الله إلا كان لها تأثير لا بد، ونحن نضرب دائماً لكم مثلاً بقول موسى أمام السحرة وأمام فرعون وجنوده وعامة أتباعه قال للسحرة: (( وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ))[طه:61] كلمة ماذا عملت؟
الطالب: (( فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ ))[طه:62].
الشيخ : ولا قنبلة (( فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ))[طه:62] راحت معنويتهم واجتماعهم.
وأخيراً آمنوا بالله، أعلنوا إعلان كامل بتصميم وعزم سبحان الذي أعطاهم إياه بهذه اللحظة (( آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ))[الأعراف:121 - 122] فوعدهم (( لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ))[الأعراف:124]، ماذا قالوا: (( لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ))[طه:72]...