تتمة الفوائد السابقة . حفظ
الفائدة الثانية: أن الرسل يُرسلون إلى قومهم لقوله: (( إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ))[النمل:54] ولم يُبعث أحدٌ إلى عموم الناس إلا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الفائدة الثالثة: بيان عظم اللواط وقبحه، وأنه في قمم الفواحش، لقوله: (( أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ))[النمل:54].
رابعاً: بيان وجوب الإنكار على من أتى هذه الفاحشة، لقوله: (( أَتَأْتُونَ ))[النمل:54] لأن الهمزة هنا للاستفهام والتوبيخ.
ولا شك أنه يُنكر عليه، لكن بماذا يُعاقب؟ في شريعتنا يُعاقب بالقتل مطلقاً سواءً كان محصناً أم غير محصن، وهذا هو ما دل عليه الحديث الذي في السنن وصححه الحاكم وغيره من قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) وهو الذي أجمع عليه الصحابة كما حكاه عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
لكنهم اختلفوا كيف يُقتل: هل يُقتل بالرجم، أو بإلقائه من شاهق وإتباعه بالحجارة، أو يُقتل بالسيف، أو يُقتل بالإحراق في النار؟ اختلفوا في هذا. المهم أنهم اتفقوا على قتله، وتكون الكيفية هنا راجعةٌ إلى الإمام، إذا رأى أقوى كيفية تردع عن هذا العمل الخبيث فإنه يسلكه.
وفيه دليل على أن الفواحش تقبُح بحسب ما يقترن بها، لقوله: (( وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ))[النمل:54] فإن هذه الفاحشة منكرة، ولكنها إذا كانت علناً وجهراً يبصر الناس بعضهم بعضاً فيها صارت أقبح وأعظم، ولهذا أتى بالجملة الحالية في قوله: (( وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ))[النمل:54]