تتمة تفسير قوله تعالى : << و حرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون >> حفظ
الشيخ : على أهل بيت ولم تقل على أهله بالطبع لو قالت على أهله اتضح أمره وأمسكوها هي وهو وأهله بل قالت: ( على أهل بيت ) مُنَكر كأنهم لا يعرفونها مع أنها أو أهل البيت أمه أم موسى: (( على أهل بيت يكفلونه لكم )) أهل بيت لَما رأت حنوهم عليه لما رأت حنوهم أي حُنُوّ آل فرعون على هذا الطفل لأنهم يحبون أن يجدوا من يقوم بكفالته وإرضاعه قالت: (( هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم )) للإرضاع وغيره والكَفل معناه القيام بحضانة الطفل، القيام بحضانة الطفل يسمى كَفلا كما في قوله تعالى: (( وكَفَّلها زكريا )) في قراءة ثانية (( وكَفَلَها زكريا )) المعنى: أنا أدلكم على أهل بيت يقومون بحضانته على أتم قيام بدليل قولها: (( وهم له ناصحون )) الفعل جاء بالفعل والنية جاءت بالجملة الاسمية يكفلونه، لأن الكفالة فعل، وهم له ناصحون النصيحة مبنية على النية في القلب.
ومعنى ناصحون أي مخلصون، وأصل النصح إخلاص الشيء من الشوائب، ومنه قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ))((التحريم:8)) أي خالصة من الشوائب لله وحده.
إذاً ناصحون وش معنى النصح ؟ الخلوص من الشوائب، أي أنهم مخلصون له إخلاصاً كاملاً، وهي صادقة في قولها ولّا لا ؟ صادقة بلا شك وقوله: (( وهم له ناصحون )) الضمير في له يعود إلى هذا الطفل بلا ريب أنه يعود إلى هذه الطفل، وإذا كان يعود إلى هذا الطفل فإذا قال قائل: ما فائدة آل فرعون بنصح أهل هذا البيت له؟ نقول: فائدة آل فرعون بذلك لأنهم أحبوا هذا الطفل وودوا من يقوم بكفايته وبكفالته على الوجه الأتم ولهذا ... طيب .
يقول المؤلف :- " وفسَّر الضمير له بالملِك جوابا لهم فأُجيبت " هذا مبني على قصة إسرائيلية أنها لما قالت: وهم له ناصحون كأنهم شكوا وقالوا: ما الذي أدراك أنهم ينصحون له فقالت: أريد أنهم ينصحون للملك، من الملك؟ فرعون يعني وهم للملك ناصحون وهذه قصة لا شك أنها بعيدة من الصواب وليست بصواب وإنما المراد (له) للطفل وليس هناك يعني ما فيه ما يمنع أن يكون الضمير عائدا إليه ولا حاجة أيضا إلى تفسيره بالملِك لأنهم هم يحبون - أي آل فرعون- يحبون من ينصح له فليسوا بسائلين عن هذا الشيء نعم، فتكوين المؤلف هذا لا داعي له.
يقول : "فجاءت بأمه فقَبِل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة الريح طيبة اللبن فأُذن لها في إرضاعه في بيتها فرجعت به كما قال تعالى: (( فرددناه ))" هذا التقرير الذي ذكره المؤلف أيضا بطل في الآتي عليه هو يقول: أنها جاءت وقَبِل ثديها أمام الناس واتهمت به ودافعت عن التهمة بأن ثديها طيب الريح ولبنها طيب كل هذا لا أصل له والصواب أنهم لما قال هذا الكلام لما قالت: (( هل أدلكم على أهل بيت وهم له ناصحون )) قالوا، وش قالوا؟ قالوا: نعم دلينا، فالقصة واضحة جداً دلينا فدلتهم فجاءوا به إلى أمه وهذا أبلغ في المعجزة، والآية أن أمه في بيتها أمرت أخته أن تخرج في طلبه فما رجعت أخته إلا به إلى أمه، أما أن الأم راحت أنها ألقمته الثدي وأنها اتهمت به ودافعت بأنها طيبة الريح أو طيبة اللبن، فهذا ليس بصحيح ومثل هذه الأمور لا يلزم أن يكون لها أسباب حسية معلومة، لأنها من خوارق العادات، وخوارق العادات ما نحتاج أنّا نوجه لها أشياء تناسب العادات بل هي فوق العادة، فعلى هذا نقول المسألة سائرة على حسب ما جاء في القرآن الكريم ولم تأت الأم، الله U ما ذكر أن الأم هي التي أتت بل قال: