فوائد قوله تعالى : << قال رب إني ظلمت نفسي فاغفرلي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم >> حفظ
(( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))[القصص:16] في هذه الآية إثبات أن الرسل عليهم الصلاة والسلام قد يخطئون، الفائدة هذه تُسَلَّم ولّا لا؟
الطالب: هذا قدره.
الشيخ : هذه لا تُسَّلم، لأنه قبل الرسالة، وقبل الرسالة ممكن أن يقع منه هذا الشيء، لكن لا يقع منه فساد الأخلاق وشرب الخمور وما أشبه ذلك أما الغيرة والحمية هذا قد يقع منه.
وفيه أيضا جواز التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بحال الداعي يؤخذ من أين؟ من قوله: (( رب إني ظلمت نفسي
)) فالظالم لنفسه محتاج إلى من ... فهو توسل إلى الله سبحانه وتعالى بحال الداعي، ومنه قوله سبحانه وتعالى عن موسى: (( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )) والتوسل إلى الله سبحانه وتعالى يكون بحال الداعي ويكون بالثناء على الله بأسمائه وصفاته وكذلك بأفعاله التي يُنعم بها، وقد اجتمع الجميع في تعليم النبي r لأبي بكر قال: علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال قل: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
الطالب:...
الشيخ : ... هذه لا في الثانية، لا في الأولى رب إني ظلمت نفسي.
وفيه أيضاً: إثبات هذين الاسمين من أسماء الله: الغفور والرحيم، وإثبات الاسم كما مر علينا في أصول العقيدة يتضمن ثلاثة أمور إذا كان الاسم متعدياً، وأمرين إذا كان لازماً، يتضمن إثبات هذا الاسم من أسماء الله، وإثباتَ ما دل عليه من صفة، وإثبات الأثر وهو تعديه إلى المخلوق مثلاً، الغفور الرحيم تضمن ثلاثة أشياء: إثبات الغفور الرحيم على أنهما من أسماء الله، وإثبات صفتي المغفرة والرحمة لله سبحانه وتعالى، وإثبات الأثر المترتب على ذلك و أنه يغفر ويرحم طيب.
وفيه أيضا في قوله: (( رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي )) دليل على إثبات الأسباب من أين يؤخذ؟ من أن (الفاء) هنا السببية يعني فبسبب ظلم نفسي فإني أسألك أن تغفر لي .
الطالب: قوله: (فغفر له) ما الذي يستفاد منها؟
الشيخ : يستفاد من قوله: (( فغفر له )) استجابة الله سبحانه وتعالى وما تضمنه هذه الاستجابة من صفات، لأن الاستجابة تتضمن: السمع والعِلم والقدرة والغنى هذا ما... من وجوه إذا استجاب الله لإنسان معناه أنه كان قد سمعه وعلم بحاله وقدِر على إعطائه سؤله كل هذا يُستفاد منه.
وفيه أيضا إثبات كرم الله، لقوله: (( فغفر له )).
وفيه أيضا إثبات أن الدعاء سبب خلافاً لمن أنكر سببيته وقال: إن الشيء إن كان قد كُتِب لي لم يحتج إلى دعاء وإن كان لم يكتب لي فلا فائدة من الدعاء، والجواب على ذلك أن يقال: هو مكتوب لك بالدعاء مكتوب لك بهذا الشرط بالدعاء... مثلاً: أنا لا أدعو، لأن المكتوب لا بد أن يحصل وما لا يكتب لا يمكن أن يحصل. هذا صحيح؟ نقول: ليس هذا صحيح، لأنه مكتوب لك بهذا السبب، كما لو قال قائل: أنا لن أتزوج إن كان الله قدر لي ولد يجيني ولد، وإن كان الله ما قدر لي ولد ما فائدة من الزواج. نقول: ولكنه مقدرٌ لك الولد بالزواج، فهذه الأمور الغيبة مو ... المشاهدة كما أن الأمور المشاهدة لا تصلح إلا بفعل الأسباب التي توصل إليها كذلك الأمور الغائبة ما تصلح، إذاً نقول لا تعمل عملا صالحا لأنك إذا كنت من أهل الجنة فإنك ستكون من أهل الجنة، إن كنت من أهل النار فلن تكون إلا من أهل النار، فيقال: أنت تكون من أهل الجنة بعملك، ولهذا لما قال الرسول r لأصحابه: (ما منكم من أحد إلا وقد كُتِب مقعده إما في الجنة أو في النار، قالوا: يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكِتاب؟ قال: لا، اعملوا فكل ميسر لما خُلق له ) أو: فكل ميسر ثم تلا قوله تعالى: (( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ))[الليل] المهم أن في هذه الآية وغيرها من الآيات الكثيرة دليل على تأثير الدعاء في حصول المطلوب أليس كذلك؟
الطلبة :بلى
الشيخ : لأن من أنكر ذلك فهو في الحقيقة مكابر أو جاهل. نعم
الطالب: هذا قدره.
الشيخ : هذه لا تُسَّلم، لأنه قبل الرسالة، وقبل الرسالة ممكن أن يقع منه هذا الشيء، لكن لا يقع منه فساد الأخلاق وشرب الخمور وما أشبه ذلك أما الغيرة والحمية هذا قد يقع منه.
وفيه أيضا جواز التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بحال الداعي يؤخذ من أين؟ من قوله: (( رب إني ظلمت نفسي
)) فالظالم لنفسه محتاج إلى من ... فهو توسل إلى الله سبحانه وتعالى بحال الداعي، ومنه قوله سبحانه وتعالى عن موسى: (( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )) والتوسل إلى الله سبحانه وتعالى يكون بحال الداعي ويكون بالثناء على الله بأسمائه وصفاته وكذلك بأفعاله التي يُنعم بها، وقد اجتمع الجميع في تعليم النبي r لأبي بكر قال: علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال قل: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
الطالب:...
الشيخ : ... هذه لا في الثانية، لا في الأولى رب إني ظلمت نفسي.
وفيه أيضاً: إثبات هذين الاسمين من أسماء الله: الغفور والرحيم، وإثبات الاسم كما مر علينا في أصول العقيدة يتضمن ثلاثة أمور إذا كان الاسم متعدياً، وأمرين إذا كان لازماً، يتضمن إثبات هذا الاسم من أسماء الله، وإثباتَ ما دل عليه من صفة، وإثبات الأثر وهو تعديه إلى المخلوق مثلاً، الغفور الرحيم تضمن ثلاثة أشياء: إثبات الغفور الرحيم على أنهما من أسماء الله، وإثبات صفتي المغفرة والرحمة لله سبحانه وتعالى، وإثبات الأثر المترتب على ذلك و أنه يغفر ويرحم طيب.
وفيه أيضا في قوله: (( رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي )) دليل على إثبات الأسباب من أين يؤخذ؟ من أن (الفاء) هنا السببية يعني فبسبب ظلم نفسي فإني أسألك أن تغفر لي .
الطالب: قوله: (فغفر له) ما الذي يستفاد منها؟
الشيخ : يستفاد من قوله: (( فغفر له )) استجابة الله سبحانه وتعالى وما تضمنه هذه الاستجابة من صفات، لأن الاستجابة تتضمن: السمع والعِلم والقدرة والغنى هذا ما... من وجوه إذا استجاب الله لإنسان معناه أنه كان قد سمعه وعلم بحاله وقدِر على إعطائه سؤله كل هذا يُستفاد منه.
وفيه أيضا إثبات كرم الله، لقوله: (( فغفر له )).
وفيه أيضا إثبات أن الدعاء سبب خلافاً لمن أنكر سببيته وقال: إن الشيء إن كان قد كُتِب لي لم يحتج إلى دعاء وإن كان لم يكتب لي فلا فائدة من الدعاء، والجواب على ذلك أن يقال: هو مكتوب لك بالدعاء مكتوب لك بهذا الشرط بالدعاء... مثلاً: أنا لا أدعو، لأن المكتوب لا بد أن يحصل وما لا يكتب لا يمكن أن يحصل. هذا صحيح؟ نقول: ليس هذا صحيح، لأنه مكتوب لك بهذا السبب، كما لو قال قائل: أنا لن أتزوج إن كان الله قدر لي ولد يجيني ولد، وإن كان الله ما قدر لي ولد ما فائدة من الزواج. نقول: ولكنه مقدرٌ لك الولد بالزواج، فهذه الأمور الغيبة مو ... المشاهدة كما أن الأمور المشاهدة لا تصلح إلا بفعل الأسباب التي توصل إليها كذلك الأمور الغائبة ما تصلح، إذاً نقول لا تعمل عملا صالحا لأنك إذا كنت من أهل الجنة فإنك ستكون من أهل الجنة، إن كنت من أهل النار فلن تكون إلا من أهل النار، فيقال: أنت تكون من أهل الجنة بعملك، ولهذا لما قال الرسول r لأصحابه: (ما منكم من أحد إلا وقد كُتِب مقعده إما في الجنة أو في النار، قالوا: يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكِتاب؟ قال: لا، اعملوا فكل ميسر لما خُلق له ) أو: فكل ميسر ثم تلا قوله تعالى: (( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ))[الليل] المهم أن في هذه الآية وغيرها من الآيات الكثيرة دليل على تأثير الدعاء في حصول المطلوب أليس كذلك؟
الطلبة :بلى
الشيخ : لأن من أنكر ذلك فهو في الحقيقة مكابر أو جاهل. نعم