قال الله تعالى : << فأصبح في المدينة خآئفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين >> حفظ
((فأصبح في المدينة خائف يترقب )) أصبح أي: موسى، ومعنى أصبح أي: دخل في الصباح يعني بات ليلته ولكنه في صباحها أصبح خائفا يترقب، وقوله: (( في المدينة )) (أل) هنا للعهد الذِكري، لأنه سبق ذكرها، وقوله: (( خائفا )) حال من أصبح؟
الطالب: من الفاعل.
الشيخ : حال من فاعل أصبح ما ...؟
الطالب: أصبح موسى خائفاً...
الشيخ : إي هذا خبر أصبح من أخوات كان ترفع الاسم وتنصب الخبر، ف (خائفا) خبر أصبح ...خائف خبر أصبح وقوله :(يترقب) هذا خبر ثان، أو حال من الضمير في ( خائفا ) خائفا حال كونه يترقب، أو أصبح خائفا أصبح يترقب، فعلى الإعراب الثاني أنها خبر يكون هذا من باب تعدد الخبر مع الاختلاف، لأنه يجوز تعدد الخبر سواءٌ تعدد بلفظ المفرد أو تعدد بلفظ الجملة أو تعدد بلفظ المفرد والجملة.
وقوله: (( يترقب )) يقول المؤلف:" ينتظر ما يناله من جهة القتيل " نعم، لأن هذا القتل إجرام فكل إنسان يقتل شخصاً في بلد يُعتبر هؤلاء الشيعة شيعة موسى عليه الصلاة والسلام يُعتبرون مستضعفين لا بد أن يخاف وهذا الخوف من طبيعة البشر وليس خوفَ عبادة، الخوف نوعان: خوف عبادة يقتضي التقرب إلى المَخوف والتزامَ طاعته ونحو ذلك، وخوف طبيعي مما يُخاف منه فالثاني لا بأس به، لأنه من طبيعة البشر، لكنه يكون مذموما إذا أدى إلى ترك واجب أو فعل محرم (( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ))[آل عمران:175].
قال: ((فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه )) قوله: ( فإذا الذي ) إذا فجائية يعني فاجأه في الصباح وهو خائف يترقب فاجأه أن صاحبه الإسرائيلي الذي استنكره بالأمس، اليوم يستصرخه، والاستصراخ معناه طلب الإنقاذ من الشدة... فهنا عندنا استغاث واستنصر واستصرخ أيهم أبلغ؟ ... الاستصراخ يستصرخه، والاستنصار ظاهر الآية الكريمة أنه بمعنى الاستغاثة، لأنه قال: (( فاستغاثه )) ثم قال: (( فإذا الذي استنصره )) فظاهره أن الاستغاثة والاستنصار بمعنى واحد، ولكنها في الحقيقة الاستنصار أعم لأنك قد تستنصر إنسان لينصرك وإن لم تكن في شدة والاستغاثة أخص إلا أنه الآية الكريمة تدل على أن الاستغاثة ... من باب الاستنصار
(( يستصرخه )) قال:" يستغيث به على قبطي آخر " (( قال له موسى إنك لغوي مبين )) (قال له) لمن؟ للإسرائيلي الذي استنصره، وزعم بعض المفسرين أن الضمير في (له) يعود إلى القبطي وأن موسى عليه الصلاة والسلام عاقب القبطي وقال له:(( إنك لغوي مبين )) ولكن هذا بعيد عن السياق فالصواب أن الضمير في له يعود إلى الإسرائيلي الذي استنصره (( إنك لغوي مبين )) بين الغواية لما فعلته أمسِ واليوم، (غوي) على وزن فعيل بمعنى فاعل أو على أنها صفة مشبَّهة، و(الغوي) ضد المرشد وهو الذي يتصرف على وجه الإساءة قال الله تعالى: (( قد تبين الرشد من الغي )) والرُشد معناه معروف أنه إحسان التصرف وعلى هذا فيكون الغي سوء التصرف فمعنى... (( إنك لغوي )) أي ذو غواية وهو سوء التصرف، وقوله: (( مبين )) أي بَيِّنُهَا ووجه ذلك وجه سوء تصرفه أن أمسِ القريب كان يتخاصم مع قبطي، واليوم الثاني الذي يليه كان يتخاصم أيضاً مع قبطي آخر صاحب مشاكل، فلهذا قال له: إنك لغوي مبين، يمكن لو بقي لليوم الثالث والرابع كل يوم يسوي مشكلة فلهذا قال: إنك لغوي مبين