قال الله تعالى : << وجآء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين >> حفظ
وهنا يقول: (( وجاء رجل )) هو مؤمن آل فرعون" وهذا التأويل الذي قاله المؤلف لا يُجزم به لأن الله تعالى نَكَّره ولم يقل: إنه مؤمن، بينما هو في قصة مؤمن آل فرعون قال: (( وقال رجل مؤمن من آل فرعون )) ولكنَّ هذا الرجل لا شك أن عنده عطف على موسى ورحمةً به ولهذا جاء يخبره.
وقوله: (( جاء رجل من أقصى المدينة )) وفي سورة يس في قصة أخرى: (( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين )) فما هو الحكمة في أنه قُدِّم في هذه الآية (رجل) وأُخر في قصة المرسلين؟ لأن قصة المرسلين الاهتمام بكون هذا الرجل بعيداً عن الرسل وجاء من أقصى المدينة ليؤكد صحة ما جاءوا به قَبّله، أما هنا فهو خبر هذا الذي جاء به الرجل خبر من الأخبار فاعتماده على (رجل) أبلغ من كون الرجل جاء من الأقصى أو من الأدنى ولهذا قُدِّم لفظ الرجولة على لفظ المكان فقال: (( وجاء رجل من أقصى المدينة )) وقوله سبحانه وتعالى: (( وجاء رجل من أقصى المدينة )) آخره يعني أبعدها، أبعدها من أين؟ من مكان موسى قال: (( يسعى )) يُسرع في مشيه من طريق أقرب من طريقهم هذا بناء على أن الذباحين خرجوا ليذبحوا موسى ولكنه ليس بلازم، وقوله: (يسعى) محلها من الإعراب
الطالب: صفة
الشيخ : أو حال، يجوز أن تكون صفة ويجوز أن تكون حالاً، أما جواز أن تكون صفة فلِأن (رجل) مُنَكَّر، وأما جواز أن تكون حالاً فلأن هذه النكرة وصفت بقوله: (( من أقصى المدينة )) ومعنى يسعى: أي يُسرع في المشي كما قال المؤلف، وهذا الإسراع هل كما زعم أنه جاء من طريق قريب لئلا يدركوا موسى ليقتلوه؟، أو أنه خاف أنهم بهذا الائتمار يُنفِّذون ما ائتمروا عليه؟ هذا هو الأقرب،
(( قال يا موسى إن الملأ - من قوم فرعون - يأتمرون بك -يتشاورون فيك- ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين )) (قال يا موسى) نداؤه بهذا يدل على أن هذا الرجل كان له معرفة بموسى ولهذا ناداه باسمه، في قصة مؤمن آل فرعون جاء رجل مؤمن من آل فرعون قال: يقوم.
الطالب: يكتم إيمانه
الشيخ : يكتم إيمانه قال يا قوم
الطالب: قال أتقتلون رجلا
الشيخ : (أتقتلون رجلاً) ما قال أتقتلون موسى لأن المقام يقتضي ألا يبين أن له اتصالاً به ومعرفة، لو قال أتقتلون موسى لقالوا: هذا الرجل يعرف موسى فأخذوه، ولكنه قال: (أتقتلون رجلاً) كأنه لا يعرفه ولكن يعرف ما جاء به من الدعوة الصحيحة السليمة، أما هنا فإن الرجل يعرف موسى، ولهذا قال: (يا موسى إن الملأ يأتمرون بك) وأكد له الخبر بقوله: (إن الملأ) مع أن موسى كان خالي الذهن من ذلك، لأن الأمر مهم، وقد ذكرنا فيما سبق أن الأسباب التي تقتضي تأكيد الجملة الخبرية ليست هي حالَ المخاطَب فقط ولكنها حال المخاطَب وحال المُخْبَر عنه، إذا كان مهما فإنه يُؤَكَّد قال: (( فاخرج إني لك من الناصحين )) في الأمر بالخروج، نعم، فاخرج من أين؟ من المدينة مثل ما قال المؤلف، وقوله:"إني لك من الناصحين في الأمر بالخروج" بل في الأمر بالخروج وفي مجيئه إليه أيضا وإخباره بذلك، وأما الذي يأتمرون بشأنه ليس عامة الناس بل الذين يأتمرون هم الملأ والكبراء الذين ينفذون ما ائتمروا به، لأنه لو كان من عامة الناس الذين يتشاورون في هذا ما كان له أهمية ولكن الكبراء هم الذين يأتمرون ... طيب ناخذ فوائد ...
وقوله: (( جاء رجل من أقصى المدينة )) وفي سورة يس في قصة أخرى: (( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين )) فما هو الحكمة في أنه قُدِّم في هذه الآية (رجل) وأُخر في قصة المرسلين؟ لأن قصة المرسلين الاهتمام بكون هذا الرجل بعيداً عن الرسل وجاء من أقصى المدينة ليؤكد صحة ما جاءوا به قَبّله، أما هنا فهو خبر هذا الذي جاء به الرجل خبر من الأخبار فاعتماده على (رجل) أبلغ من كون الرجل جاء من الأقصى أو من الأدنى ولهذا قُدِّم لفظ الرجولة على لفظ المكان فقال: (( وجاء رجل من أقصى المدينة )) وقوله سبحانه وتعالى: (( وجاء رجل من أقصى المدينة )) آخره يعني أبعدها، أبعدها من أين؟ من مكان موسى قال: (( يسعى )) يُسرع في مشيه من طريق أقرب من طريقهم هذا بناء على أن الذباحين خرجوا ليذبحوا موسى ولكنه ليس بلازم، وقوله: (يسعى) محلها من الإعراب
الطالب: صفة
الشيخ : أو حال، يجوز أن تكون صفة ويجوز أن تكون حالاً، أما جواز أن تكون صفة فلِأن (رجل) مُنَكَّر، وأما جواز أن تكون حالاً فلأن هذه النكرة وصفت بقوله: (( من أقصى المدينة )) ومعنى يسعى: أي يُسرع في المشي كما قال المؤلف، وهذا الإسراع هل كما زعم أنه جاء من طريق قريب لئلا يدركوا موسى ليقتلوه؟، أو أنه خاف أنهم بهذا الائتمار يُنفِّذون ما ائتمروا عليه؟ هذا هو الأقرب،
(( قال يا موسى إن الملأ - من قوم فرعون - يأتمرون بك -يتشاورون فيك- ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين )) (قال يا موسى) نداؤه بهذا يدل على أن هذا الرجل كان له معرفة بموسى ولهذا ناداه باسمه، في قصة مؤمن آل فرعون جاء رجل مؤمن من آل فرعون قال: يقوم.
الطالب: يكتم إيمانه
الشيخ : يكتم إيمانه قال يا قوم
الطالب: قال أتقتلون رجلا
الشيخ : (أتقتلون رجلاً) ما قال أتقتلون موسى لأن المقام يقتضي ألا يبين أن له اتصالاً به ومعرفة، لو قال أتقتلون موسى لقالوا: هذا الرجل يعرف موسى فأخذوه، ولكنه قال: (أتقتلون رجلاً) كأنه لا يعرفه ولكن يعرف ما جاء به من الدعوة الصحيحة السليمة، أما هنا فإن الرجل يعرف موسى، ولهذا قال: (يا موسى إن الملأ يأتمرون بك) وأكد له الخبر بقوله: (إن الملأ) مع أن موسى كان خالي الذهن من ذلك، لأن الأمر مهم، وقد ذكرنا فيما سبق أن الأسباب التي تقتضي تأكيد الجملة الخبرية ليست هي حالَ المخاطَب فقط ولكنها حال المخاطَب وحال المُخْبَر عنه، إذا كان مهما فإنه يُؤَكَّد قال: (( فاخرج إني لك من الناصحين )) في الأمر بالخروج، نعم، فاخرج من أين؟ من المدينة مثل ما قال المؤلف، وقوله:"إني لك من الناصحين في الأمر بالخروج" بل في الأمر بالخروج وفي مجيئه إليه أيضا وإخباره بذلك، وأما الذي يأتمرون بشأنه ليس عامة الناس بل الذين يأتمرون هم الملأ والكبراء الذين ينفذون ما ائتمروا به، لأنه لو كان من عامة الناس الذين يتشاورون في هذا ما كان له أهمية ولكن الكبراء هم الذين يأتمرون ... طيب ناخذ فوائد ...