تتمة تفسير الآية : << فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله ءانس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني ءانست نارا لعلي ءاتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون >> حفظ
...وشعلة من النار لعلكم تصطلون تستدفئون، قوله: (( لعلي آتيكم )) (لعل) هنا للتوقع ولّا للترجي؟
الطالب: للترجي.
الشيخ : للترجي نعم، لأنه يتمنى أن يحصُل له هذا الأمر، (( آتيكم منها بخبر )) (آتي) هنا فعل ماضي ولا فعل مضارع؟ يوسف!
الطالب: فعل مضارع.
الشيخ : فعل مضارع (آتيكم) وأصلها (أأتيكم) بمعنى أجيئكم، طيب ما هي آتي اسم فاعل؟ الإتيان مصدر (( إنما توعدون لآت )) فهنا (آت) ما تصلح اسم فاعل؟ لا ما تصلح، لأنها هنا يُريد الفعل لا يُريد أن يبين أنه متصف بالإتيان، يُريد الفعل، والدليل أنك لو حولتها إلى معناها تقول: لعلي أجيئكم. ف(أجيئكم) واضح أنها فعل مضارع فليست هنا اسم فاعل، وقوله: (( لعلي آتيكم منها )) أي من هذه النار ومعلومٌ أن النار نفسها لا تُعطي خبراً، ولكن المراد من عندها، لأن النار عادةً لا تشتعل إلا وعندها أناس، وقوله: (( بخبر )) المؤلف يقول: "عن الطريق وكان قد أخطأه" وهذا ممكن أن يكون وممكن أن يكون أعم من عن الطريق، عن الطريق وعما بقي من المسافة وعن كل شيء (خبر) نكرة، وقوله: (( أو جذوة من النار )) يقول:" بتثليث الجيم " اقرأها يا غانم! بتثليث الجيم
الطالب: بجِذوة وبَجذوة وبجُذوة.
الشيخ : جَذوة وجُذوة وجِذوة هذا التثليث فإذا قال: المُثَلَّث أو بتثليث فمعناه أنه تجوز فيه الحركات الثلاث، أما إذا قال: بالمُثَلَّثَة هذه غير المثلث وش معنى المثلثة؟
الطالب: الثاء.
الشيخ : الثاء يعني عليها ثلاث نقاط فإذا قيل: بالمثلثة يعني بالثاء لا بالتاء، وإذا قيل بتثليث كذا فالمعنى يجوز فيه الحركات الثلاث، ما هي الجذوة؟ قال:" قطعة وشعلة من النار " يعني معناه يأتي بعود في طرفه نار مشتعلة هذه الجذوة، وقوله: (( من النار لعلكم تَصْطَلُون )) (لعل) هذه للتعليل أي: لأجل أن تَصْطَلُوا، وقد مر علينا أن (لعل) لها عدة معاني الأول: الترجي والإشفاق والتوقع والتعليل هذه معاني (لعل) قال: (( لعلكم تصطلون )) تستدفئون لأن الصَلِي معناه الاحتماء بالنار فالاصطلاء إذن الاحتماء بها وهو الاستدفاء وهذا دليل على أنهم كانوا في برد ولّا لا؟
الطالب: إي نعم.
الشيخ : يقول:" والطاء بدل من تاء الافتعال " هذه علة تصريفية، وش تاء الافتعال؟ التي تدل على فعل الشيء، اصطلى أصلها؟
الطالب: اصتلى.
الشيخ : اصتلى، (وتصطلون) أصلها تصتلون، نعم، مثل تبتغون ولكنه القاعدة التصريفية في اللغة العربية أنه إذا وقعت تاء الافتعال بعد الصاد فإنها تُقلب طاء فيقال: (اصطلى) بدل (اصتلى) ويقال: (تصطلون) بدل (تصتلون) من أين مأخوذة؟ من صَلِي النار بكسر اللام وفتحها بكسر اللام (صلِي النار) وفتحها (صلَى النار)، إذاً من (صلِي) كـ(رضِي)أو من (صلَى) كـ(رمَى) ففيها لغتان في اللغة العربية في القرآن الكريم (( لا يصلاها إلا الأشقى )) من أي البابين؟ من باب رضِي يرضَى أو رمَى يرمِي؟
الطالب: رمى يرمي.
الشيخ : لا يصلاها إلا الأشقى من أي البابين؟
الطالب: من رضِي.
الشيخ : من رضِي، لو كانت من رمى لكان لا يَصْلِيها كما يُقال: لا يَرْمِيهَا، إذاً فالقرآن يدل على ما قدمه المؤلف من أنها بكسر اللام أفصح ولّا لا؟ طيب (( الذي يصلى النار الكبرى )) يصلَى ولم نقل يصلِي مع أنه يجوز في اللغة العربية، قال المؤلف رحمه الله:
الطالب: صلى ....
الشيخ : إي من صلى بالنار أنا قلت النار. فلما أتاها